القنّب الهندي مردود مالي وجدوى اقتصادية

مصطفى غصن
مصطفى غصن

القنب الهندي، الحشيشة، النبتة المقدسة أو نبتة المستقبل الأخضر أسماء كثيرة لنبتة الحشيشة تبين أهميتها الكبيرة وفوائدها العديدة على الصعيد الطبي، الصناعي والاقتصادي.

ينتج القنب الهندي في العديد من البلدان في العالم وتعتبر كل من كندا، فرنسا والصين من المنتجين الرئيسيين عالمياً. والجدير بالذكر أن بدايات زراعة القنب الهندي في لبنان كانت في بداية الحرب الأهلية بطريقة غير شرعية واستمرت حتى نهايتها في العام 1990، لكن في العام 2001 عاد المزارعون إلى زراعتها من جديد مع تدهور الأوضاع الزراعية حتى وصل عام 2002 عدد الأراضي المزروعة في آخر دراسة عن الموضوع حوالي 37000 هكتار. وقد لمع اسم هذه النبتة في نيسان عام 2020 مع تشريع مجلس النواب اللبناني زراعتها.

في الحديث عن القنب الهندي لا بد لنا أن نميز بين أنواع القنب، القنب المستأنس أو المزروع (L. subsp. sativa var. sativa) هو نوع يزرع للاستخدام الصناعي في أوروبا، وكندا، وأماكن أخرى، بينما يمتلك القنب الهندي (C. sativa subsp. indica) أليافًا ضعيفةً، وتستخدم في المقام الأول لإنتاج العقاقير الطبية والترفيهية. والفرق الرئيسي بين هذين النوعين من النباتات هو المظهر وكمية (رباعي هيدرو كانابينول (THC) تتراهيدروكانابينول المفرز في الخليط الراتينجي في شعر البشرة المسمى غدد التريكوم (نمو خارجي من بشرة النبات على هيئة شعيرات غدية أو غير غدية. وقد تمت الموافقة على سلالات من القنب للإنتاج الصناعي، بكمية دقيقة فقط لإنتاج كميات من هذا الدواء ذي التأثير النفساني، وهو لا يكفي لأية آثار جسدية أو نفسية. يحتوي القنب عادة على أقل من 0.3 ٪ من التتراهيدروكانابينول، في حين أن القنب الهندي المزروع لصناعة الماريجوانا يمكن أن يحتوي على 6 أو 7 ٪ إلى 20 ٪ أو حتى أكثر.

أما بالنسبة لفوائد زراعة الفنب الهندي لأغراض صناعية غير المخدرات فله استخدامات كثيرة كالورق، المنسوجات، اللدائن القابلة للتحلل الحيوي، والوقود والغذاء، ما يجعله يتماشى مع فكرة المستقبل الأخضر. علاوة على ذلك فمن الناحية الزراعية، فإن القنب لا يحتاج إلى الماء لزراعته، مع التنويه أنه في الزراعات المروية يعطي ضعف الإنتاح، إضافة إلى أنه لا يحتاح إلى الكثير من مبيدات الآفات ولا حتى مبيدات الأعشاب ويمنع تعرية التربة السطحية. وأخيراً، من الناحية الطبية، فللقنب فوائد كبيرة على الصعيد الطبي نظراً للمواد المستخلصة منه والتي تستعمل لأغراض طبية كثيرة.

ومع هذه الفوائد الكبيرة للقنب الهندي ومع تشريع مجلس النواب لزراعته، لا بد من البدء بخطوات جدية لزراعة مساحات أوسع من هذه النبتة غير المتطلبة والعمل على تصريفها واستعمالها في الحقل الطبي علّها تكون بارقة أمل لتخرج البلد من هذه الأزمة التي يمر بها نظراً للمردود المالي والجدوى الاقتصادية التي تقدمها هذه الزراعة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً