شباب “لبنان الكبير” وهجرة الأطباء

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أصبح لبنان بلداً لدفن طموحات الشباب. ولنكن منصفين، لبنان لم يقتل يوماً أحلامنا، لكنّ هذا العهد وهذه الدولة الفاشلة حوّلاه إلى قاتل أحلام، سالب طموحات، ومجرم. لبنان قبل رجوعه إلى العصر الحجريّ كان قي القمّة. جميع قطاعاتنا كانت من الأفضل وخصوصاً قطاعنا الصّحيّ، لكنّ الواقع تغيّر.

اللّبنانيّ ما زال كفوءاً وصاحب همّة ولكنّ فرصه قلّت. وخصوصاً لدى الشّباب. وضعوا الهجرة في المرتبة الأولى لتحرّكاتهم. وتحديداً شهد القطاع الصّحي في أخر سنتين هجرة لكوادره. بلا رجعة. فقد هاجر أكثر من ألفي طبيب وممرّض في أخر سنتين، ووجهتهم كانت البلاد العربية بشكل كبير، والأكثرية شباب.

يقول رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي في حديث لشباب “لبنان الكبير” أن الهجرة متواصلة. يومياً نسمع بهجرة الأطباء. بالطّبع التأثير سلبي على القطاع الطّبي في لبنان خصوصاً وأنّ الأطباء الشباب المتخصّصين أصبحوا يتركون وبكثرة المستشفيات الجامعية، ما يضعف الطب التّخصّصي في لبنان ويقلّل من عدّد أطبائه.

يضيف عراجي أن الأسباب للهجرة باتت معروفة. تدهور الاقتصاد اللّبنانيّ وعدم استقرار الوضع الأمني. فلم يجدوا غير هذا الحل أمامهم لضمان مستقبلهم في وقت لم تعد تسعيرة الطّبيب تؤمن لهم ما تعبوا لأجله.

كيف نوقف النّزيف؟

برأي عراجي أن النّزف لا يمكن وقفه الآن خصوصاً عند الشّباب، الّذين لم يكوّنوا أسرة بعد، ويريدون البدء من الصّفر، وهم الّذين تعبوا كل هذه السّنين وكلّفوا أهلهم ألاف الدولارات ليصلوا إلى أحلامهم الاّ أن مردودهم المالي بالكاد يكفيهم.

شهادة عراجي مجروحة. فهو يقول إن الأطّباء هاجروا مرغمين بهدف تحصيل حقّهم ولكنّ لديه أمل كبير أنّهم سيعودون عند تحّسن الوضع، فلا أحدّ يفضّل الرحيل.

تداعيات هجرة الشباب كثيرة في كل القطاعات. وخصوصاً في القطاع الطبي الذي كان حلم كل شاب درس الطب والتمريض. هجرة الشباب في هذا القطاع ستحدث فجوة في السنوات المقبلة، ولربما سنجد أنفسنا في بلد شبه خال من الطاقم الطبي.

لماذا؟

الهجرة دائماً السؤال.. والكثير من الأجوبة من أصحاب الاختصاصات.

هجرة الأطباء الشباب في هذا الأسبوع من شباب “لبنان الكبير”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً