بين الشّرقية والغربية.. بوسطة لا أكثر

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لم نكن فعلياً من الجيل الّذي عاش الحرب الأهلية ومأساتها. معظمنا، هذا الجيل، ولد في اخرها ولم يرث منها الاّ القصص والتّسميات ولبنان الجديد. معلوماتي عن تلك الحرب كانت ضئيلة جدّا، فهي بدأت بحادثة بوسطة عين الرمانة لا أكثر. لم يخبرني أحد بأكثر من ذلك، وأن بيروت كانت منقسمة لشرقية وغربية والخلاف كان اسلاميا مسيحيا. حتّى في المدرسة لم يخبروننا أكثر من ذلك. 

حشريّتي دفعتني للبحث عن الحقيقة، عن خبايا تلك الحرب الّـتي رسمت لنا لبنان جديدا نعيشه الان. اكتشفت ان تلك الحرب لم تكن مجرّد بوسطة وطوائف. اكتشفت ان الجرح عميق ولبنان مريض.

46 سنة مرّت وما زال شبح الحرب يطاردنا. لا أعلم لماذا. ينادون دائماً بالتّعايش الاسلامي المسيحي، وهذه الجملة هي أكثر جملة طائفية. أي أننا مختلفون وعلينا أن نتقبّل بعضنا. هنا المشكلة. لسنا مختلفين. انتم من زرعتم في عقولنا هذه المفاهيم وهذه المصطلحات الخاطئة. نحن كجيلٍ جديد لسنا ضحيّة أخطائكم. نحن لا نريد تسميات وتحاصصات خلفتها حربكم الأهلية. حربكم الأهلية بعيوننا هي حربٌ بلا معنى.. بعيوننا أنتم أخطأتم ولن ندفع الثمن.. هل هذه الحرب كانت محقّة؟ هل كانت ضرورية؟ هل كانت فعلاً لبنانية؟ أسئلة وأفكار كثيرة تراود شباب لبنان الكبير في ذكرى الحرب الأهلية. منهم من تخايل لبنان لو لم تكن تلك الحرب، ومنهم من هو حاقد على أمراء الحرب، ومنهم من لم يذكر الا ما خلّفته من أزمات ما نزلنا نعيشها حتى اليوم.

الحرب الأهلية وبعد 46 سنة.. بعيون شباب لبنان الكبير،

ليقولوا:

تنذكر، وما تنعاد..

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً