اختتام معرض الرياض للكتاب: أبرز تظاهرة ثقافية عربية جذبت العالم 

لبنان الكبير

اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب مساء الاحد بعد 10 ايام حافلة بالنشاطات المبهرة وفعاليات شكلت حدثاً مهما في المشهد الثقافي العربي وسط اقبال جماهيري واسع جدا.

ومن المؤكد ان معرض الرياض للكتاب اخذ موقعه بجدارة كأحد أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية.

وعزز تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الهيئات الثقافية التابعة لـوزارة الثقافة السعودية، من نجاح المعرض بعدما انتقلت اليها مسؤولية التنظيم والاشراف لتعمل على تعزيز مكتسبات ومكانة معرض الرياض الدولي للكتاب على خريطة معارض الكتب الإقليمية والدولية وإضافة التطوير اللازم لمواكبة رؤية المملكة 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة.

وتعتبر هذه الدورة الأكبر في تاريخ المنطقة حيث تشارك فيها 1000 دار نشر محلية وعربية وأيضا عالمية من 28 دولة الى جانب فعاليات مثل مؤتمر الناشرين الذي يعد الأول من نوعه في المملكة من خلال 12 جلسة حوارية شارك فيها 42 متحدثا من المملكة وحول العالم لمناقشة تطوير ورفع مساهمة التنمية الثقافية العربية وأيضا العالمية.

وحل العراق ضيف شرف لهذا العام بمشاركة وزارة الثقافة العراقية مع نحو 20 دار نشر عراقية وسط احتفاء كبير بالثقافة والادب والفن العراقي من قبل المعنيين والجمهور الزائر حيث شهدت المعرض ليال شعرية وموسيقية وغنائية عراقية فضلا عن ورش عمل وندوات وجلسات حوارية عن الثقافة العراقية بمشاركة شخصيات عراقية ذات باع طويل في الثقافة والادب.

وتخلل المعرض العديد من الامسيات الشعرية والادبية مع تقديم تجربة تفاعلية بالمؤثرات الصوتية والبصرية لمحتوى الكتب ومكتبة الخيال وهي فعالية ترفيهية تقوم بتحويل الكتب بأفكارها وقصصها إلى مشاهد ساحرة وخيالية للزوار.

كما تضمنت الفعاليات معرضاً للمقتنيات النادرة من المخطوطات والكتب الاثرية النادرة، وعرضاً لمسرحيات عالمية شهيرة وعروضا متحركة تناسب الكبار والأطفال، فضلا عن وجود المعلقات السبع وهي عبارة عن جدارية على شكل أعمدة وشاشات عرض لمقتبسات من المعلقات الأهم في تاريخ الشعر العربي.

ويعد معرض الرياض أبرز تظاهرة ثقافية تشهدها السعودية في مجال الكتاب وقطاع النشر إذ تعتبر المملكة من الدول الواعدة في مجال النشر الذي شهد نموا متصاعدا خلال العقدين الماضيين وتجسد ذلك بمشاركة نحو 500 دار نشر بالمعرض الذي يساهم بشكل كبير في نهضة هذا القطاع المهم الذي يمثل اهم روافد الفكر والثقافة.

ومن المؤكد ان معرض الرياض الدولي مثّل تظاهرة ثقافية حضارية تمكنت من جذب العالم لكونها اصبحت تضاهي بل تزيد في بعض الأحيان عما يحدث في معارض عالمية خاصة بالكتاب من ناحية مستوى التنظيم او الفعاليات والتغطية الاعلامية.

وكان المعرض فرصة مهمة للتوعية الثقافية والمعرفية والادبية اضافة الى التوعية الامنية من خلال نشر الوعي والمعرفة لمكافحة تجهيل المجتمعات والعمل الجاد على مكافحة التطرف والارهاب وادواته عبر جناح جامعة نايف العربية للعلوم الامنية والتحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب من خلال نوعية الابحاث والدراسات التي يقدمها لمعالجة القضايا الامنية والعسكرية.

وشهد اليوم الاخير للمعرض ندوة عن الواقع الثقافي للعراق تخص “السرد العراقي” قدمها الاديبان علي بدر لؤي حمزة عباس. وسبقها لقاء ثقافي عن شارع المتنبي كواجهة تمثل ذاكرة الكتب والمقاهي في بغداد.

كما شهد اليوم الاخير ورشة عن الأزياء من السوق المحلية إلى العالم، تتعلق بمهارات التسويق من تقديم نجود الرميحي فيما ركزت غفران الرميحي على اتقان مهارات مختلفة في فن الطهي الى جانب تقديم ورشة عمل الرسم الخيالي “معصوب العينين” للأطفال.

شارك المقال