بايدن يقرّ بفشله الرئاسي

حسناء بو حرفوش

نشر موقع “واشنطن إكزامينر” (Washington Examiner) مقالا اعتبر أن الرئيس الأميركي جو بايدن اعترف بفشله من خلال عدم الإيفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الإنتخابية. وكان بايدن قد وعد بجملة أشياء أخرى الناخبين، ومنها وضع حد لجائحة كورونا وتقديم الدعم للحلفاء وإنهاء الحرب في أفغانستان. 

الجائحة تستمر

وكان بايدن قد استثمر كورونا ضمن القضايا الرئيسية التي حفزت الناخبين على منحه أصواتهم. أما الآن، يعكس الواقع فشله الرئاسي. ويمكن القول أن كورونا هو السبب وراء انتخاب بايدن، ووعد بايدن بأنه سينهي الوباء كما وعدت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأن أول شيء ستفعله هي وبايدن هو “السيطرة على هذا الفيروس”. وغرد بايدن في طريقه إلى البيت الأبيض عقب تنصيبه مباشرة في تغريدة أن الوقت يداهمنا وأنه لا مجال لإضاعة المزيد خصوصا فيما يتعلق بمعالجة الأزمات التي تواجهها الولايات المتحدة الأميركية. ومن ثم وقع الرئيس الجديد 15 أمرا تنفيذيا، أعلن أن أبرزها يهدف لتعزيز مواجهة الحكومة الفيدرالية لأزمة تفشي كورونا. كما ارتبطت أوامر تنفيذية أخرى بقضايا عالمية أهمها التغير المناخي.

أما الآن، لا شك أن بايدن يلوّح بالراية البيضاء، إذ يدور كلام مع المحافظين حول استحالة التوصل لحل فيدرالي للفيروس وأن هذا الحل يتم على مستوى الولاية. وهذه التصريحات تتناقض بشكل صارخ عن تلك السابقة والتي كان يطالب حكام الحزب الجمهوري فيها قبل بضعة أشهر بفسح الطريق أمام الحكومة الفيدرالية. ومن الواضح أن الحكومة الفيدرالية لا تستطيع حل مشكلة كورونا. وبدا من الواضح أن الدول التي تتمتع ببيروقراطيات ضخمة مكرسة لأشياء مثل توزيع اللقاحات والقيود الصحية على السكان، ستجبر على التعاطي بمسؤولية وبشكل أساسي مع الفيروس بمجرد وصوله إلى الولايات المتحدة.

لكن بايدن نصّب نفسه على أنه البطل الذي سيمحو كورونا من الوجود ويعيد انفتاح المجتمع وينعش الاقتصاد. وقد أخبر الناخبين أن البلاد قادرة على وضع الفيروس خلف ظهرها في حال تسلم الرجل المناسب زمام الأمور في البيت الأبيض، ولم يتوان بايدن عن إظهار نفسه بانه ذلك الرجل. لكن من خلال الادعاء الآن بأنه لا يوجد حل فيدرالي للجائحة، يعترف بايدن بأنه فشل في الإيفاء بأكبر الوعود التي عبر عنها في حملته.

لقد أخفق بايدن في العديد من القضايا الأخرى أيضا وأهمها القضية الأفغانية التي شكلت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. فقد ترجم الانسحاب من أفغانستان مجموعة من الأخطاء الفادحة والمترابطة بأخطاء عديدة على غرار الغارة بالطائرة المسيرة والتي أسفرت عن مقتل عامل إغاثة وعدد من الأطفال. ونفذت الغارة في 29 آب، عشية مغادرة آخر جندي أميركي أفغانستان من مطار كابول، في ظل الفوضى الكبيرة التي نتجت عن السيطرة السريعة لطالبان على العاصمة كابول.

كما وعد بايدن بأن “أميركا ستعود” إلى المسرح العالمي، ومع ذلك لم يقم بأكثر من عزل الحلفاء وتركهم من دون دعم. كما يبدو أن بايدن يظهر صرامة أكبر فيما يتعلق بإجراءات نزاهة الناخبين في الولايات التي يديرها الحزب الجمهوري مقارنة بالإبادة الجماعية في الصين.

مع ذلك، يبقى أن نذكر أن جائحة كورونا هي أكثر ما ركز عليه بايدن وقد شكلت جوهر حملته بأسرها. وبالتالي في ظل الوضع الحالي، يبدو أنه هو حتى من يعترف بفشل مهمته كرئيس. ويجب على الجميع أخذ العبرة من هذه التجربة وتذكر أن السياسيين الذين يقدمون وعودا فضفاضة حول كيفية إصلاح الأمور يجب أن يقابلوا دائما بالشكوك والاستفسار. وهذا الوضع ينطبق بشكل خاص عندما يعرف السياسي المعني تاريخا من الفشل علما أن حياته السياسية تمتد إلى ما يقرب من 50 عامًا. ولطالما حكم على رئاسة بايدن بالفشل، وها هو الآن مجبر على الاعتراف بذلك”.

المصدر: washingtonexaminer

شارك المقال