أنشطة مشبوهة لـ”حزب الله” ضد الخليج… والأزمة إلى تصاعد

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

من المفترض ان يحيي حزب الله اليوم الأربعاء الذكرى السادسة للشيخ نمر باقر النمر، الذي اعدم بقرار قضائي من محكمة سعودية بتهمة “إثارة الفتنة المذهبية” في البلاد، و”الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها” و”إشاعة الفوضى وإسقاط الدولة”، وبتشكيل خلية إرهابية هدفها قتل رجال الامن ببلدة العوامية في محافظة القطيف شرقي المملكة.

وكان حزب الله والميليشيات الشيعية التي فرّختها ايران بفعل نشاط قاسم سليماني الإرهابي في العراق واليمن والبحرين وغيرها من الدول توزع خطبه للتحريض على المملكة والهيمنة على قرار المنطقة الشرقية في السعودية كما حصل في بلدان عربية أخرى ما زالت ترزح حتى اليوم تحت عبء السياسات الإيرانية التوسعية والاحتلال المعلن والمقنع.

ويبدو ان حزب الله اخذ على عاتقه ان يحوّل لبنان الى بؤرة لمعاداة العالم العربي عبر تنظيم أنشطة مشبوهة، تارة للمعارضة البحرينية وأخرى كما هي حال الدعوة التي وجهها اليوم تحت عنوان “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية”، من دون الاخذ بالاعتبار مصلحة اللبنانيين وأمنهم وأمانهم خدمة لإيران وتغليب مصالحها على مصالح اللبنانيين والدول العربية.

وحسب المثل القائل كان ناقص الدست مرغفة حتى يفيض التوتر مع دول الخليج بسبب خفة حزب الله حتى لا نقول تآمره على لبنان بالدرجة الأولى وليس على دول عربية فقط، وذلك عبر تبنيه مجموعات معارضة تموّلها ايران لفرض هيمنتها وهي تستخدم كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة في سبيل تحقيق ذلك، خصوصا اذا تذكرنا انها جمعت سابقا الأحزاب الشيوعية واليسارية اكثر من مرة ووضعتها تحت جناحها منذ أواخر التسعينيات داخلة من بوابة التضامن مع فلسطين لفرض ولايتها عليهم وهو ما يفسّر اليوم مواقف أحزاب الممانعة الملتصقة بها على الرغم من أن الايديولوجية الإسلامية مناقضة للايديولوجية الشيوعية والعروبة لكنها اللعبة التي تتقنها ايران وحزب الله. وها هو حزب الله يلعب اللعبة عينها بتبني أنشطة مجموعات توصف بــ “المعادية”، وتثير احتجاجات دول خليجية لتحوّل لبنان الى بؤرة للاساءة والتطاول على أنظمة هذه الدول وقادتها. والسؤال: ماذا سيحصد لبنان من هذه الانشطة المشبوهة سوى المزيد من الانهيار وحيدا ومن العزلة العربية والدولية ومن الاحتراق في الجحيم؟

وعلى مستوى الدولة الغائبة عن الساحة، يبدو ان الصراع على تمثيل موقف لبنان بين سياسيي المنظومة أمر أكثر من محرج، خصوصا التصريحات “الديموقراطية” لرئيس الحكومة الذي يعتبر مواقف الأمين العام لــ “حزب الله” حسن نصر الله لا تمثل الدولة ولا الشعب من دون ان يضع حدا له ومن دون ان يعمل على إمساك القرار اللبناني، وهو موضوع مهين للبنان في المنتديات الدولية والعربية، لأنه يجعل من لبنان منبرا لمهاجمة دول الخليج، اذ يبدو ان الهجوم الذي شنّه نصر الله على السعودية في ذكرى اغتيال سليماني اعطى الإشارة الحمراء.

والمثير للجدل في الوسط اللبناني هو كيف يتم السماح بإحياء مناسبات ورفع صور إيرانيين وشخصيات تدور في الفلك الإيراني، قضوا في بلدان أخرى نتيجة أنشطة موصوفة بالإرهاب، من دون النظر الى مصالح اللبنانيين الذين يعتاشون ويعيّشون عائلات كثيرة لتقف على قدميها بدلا من الموت جوعا، نتيجة هيمنة حزب الله على الدولة اللبنانية وقرارها الأمني والاقتصادي والسياسي.

قاطيشا لـ”لبنان الكبير”: إما االسلاح او الديموقراطية

يعلق عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبة قاطيشا، في حديث الى موقع “لبنان الكبير”، على ما سمي لقاء المعارضة في الجزيرة العربية اليوم في مجمع المجتبي في حي الاميركان بذكرى النمر بالقول: “ان هذه الدعوات تزيد الوضع تعقيدا في لبنان لان حزب الله والسيد حسن نصر الله يذهبان بالامور الى ابعد نقطة، فهو كان يتحدث إعلاميا وينتقد دول الخليج في أنشطته، لكنه بدأ يوسع هذا النشاط ويقود المعركة ضد دول الخليج، اعتبارا من دول الخليج وهذه الدعوة التي يجمع فيها معارضين خليجيين ربما للقيام بحروب داخلية في هذه البلدان، وهو امر خطير قد يؤدي الى مواجهة، فنصر الله يعتبر اليوم القائد الأعلى للقوات الإيرانية وغير الإيرانية في مناهضة دول الخليج الشقيقة”.

وعن تقديره لتأثير مثل هذا النشاط في لبنان، يرى قاطيشا أن “تنظيم مثل هذه الانشطة من قبل حزب الله سيزيد الشرخ في المجتمع اللبناني، لان اللبنانيين منقسمون حول نظريات حسن نصرالله الذي اخذ لبنان ووضعه في حضن إيران، بينما الشعب اللبناني بأغلبيته يعتبر نفسه جزءا من العالم العربي والحاضنة العربية، وخلافا لتاريخ لبنان نصر الله يعمل على تعميق الشرخ في الصف اللبناني وبين السياسيين في لبنان وهذا السلوك يجلب الويلات للبنان لان دول الخليج تعتبر انه صار هناك في لبنان ليس نصرالله فحسب بل قائدا لمجموعة الخليجية أي ان هناك استعداد مباشر عند حزب الله وهذه المجموعات للقيام بخرق امني وتهديد استقرار هذه البلدان التي لها حق الدفاع عن نفسها في مواجهة أي خطر”.

وعن المعالجات اللبنانية لوقف مثل هذه الانشطة الاستفزازية لدول شقيقة يجيب قاطيشا: “الدولة والحكومة الحالية غير قادرة على إعادة لبنان الى الحاضنة العربية، لان الحكومة لا تريد مواجهة حزب الله، لان هذا الحزب ونصرالله وحلفاءه عملوا هذه الحكومة، لذلك هذه الحكومة لن تواجه والحكومة التي يمكن ان تواجه هي الحكومة التي نأمل تشكيلها بعد الانتخابات النيابية، فالشعب اللبناني عنده رأي سيقوله، وسوف تفرز الانتخابات كما اعتقد توجها معارضا لحسن نصرالله وعندها يمكن القول بتشكيل حكومة تواجهه وتقول له انت غير محق في إدارة مواجهة من لبنان ضد دول الخليج، والواضح انه في لبنان لا يمكن مواجهة حزب الله الا بالسلاح وبحرب جديدة، او بالديموقراطية أي عبر الفوز بالانتخابات ولذلك الرهان عليها لان اللبنانيين يرفضون استخدام السلاح ويفضّلون المواجهة الديموقراطية”.

عبد الله: هذه النشاطات تزيدعزلة لبنان

من جهته، اعرب عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله عن إعتقاده أن مثل “هذه الانشطة لا تساعد لبنان على معالجة ازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل تزيد من عزلته، خاصة في عمقه العربي، وتعقد اكثر الأزمة مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص”.

وقال لـ”لبنان الكبير”: “كلما حاولنا تحييد لبنان عن العواصف الإقليمية والدولية، للتفرغ لتعافي اقتصاد البلد ولجم الانهيار الخطير والمتسارع، يأتي الرد ليفاقم ازماتنا، ويبقي لبنان ساحة للآخرين وورقة على طاولة المفاوضات المتعددة الجارية”.

شارك المقال