سقطة عونية في “مار مارون”… وهوكشتاين من الخطوط الى الحقول

لبنان الكبير

حتى “مار مارون” في عيده لم يشفع للبنانيين ويجنبهم مرارة مشهد مهين جديد في “جمهورية جهنم” مع دخول الرئيس العماد ميشال عون الكنيسة على وقع هتاف مرافقيه: “الله لبنان وعون” بلا احترام لحرمة المناسبة والمكان، بل بإستفزاز للبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتحدٍ للرئيس نبيه بري، في إنحدار مخيف لمستوى الكباش السياسي لعهد يوغل في إهانة نفسه بقدر ما يوغل في إذلال اللبنانيين.

ولعل “الرئيس القوي” غفا وسها عن مقاطع مفيدة عدة في عظة الراعي التي ركز فيها على ثوابت وأولويات لإنقاذ لبنان، وذلك غداة ثوابت انهيار الدولة واستبداد الدولة التي حددها “الوكيل الايراني الشرعي” السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية مساء أول من أمس.

الكاردينال الراعي أعلن من كنيسة مار مارون في الجميزة، محاطاً بالرؤساء الثلاثة، حياد لبنان عن صراعات المحاور واستكمال اتفاق الطائف وتطبيق القرارات الدولية لينعم بالأمن والسلام والسيادة والاستقرار في جوار أشقائه العرب.

وفي مقارنة سريعة بين البطريرك والوكيل الشرعي يمكن التوقف عند كلام السيد نصر الله عن أن “الرهان على أغلبية في البرلمان لا داعي لها حالياً ولا يزال هناك وقت للانتخابات والأكثرية ببعض النواب لا تؤدي إلى تغيير جوهري”. في حين شدد الراعي على “إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها الدستورية، فالشعب اللبناني، المقيم والمنتشر، التائقُ إلى التغيير، يتطلَّع إلى هذين الاستحقاقين ليعبَّر عن إرادتِه الوطنية”.

الفارق الأهم كان كلام البطريرك عن “الاستعانة بالأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي يضمن تنفيذ الحلول وسلامةَ لبنان” في حال استمر عجز الدولة عن “استكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغر الناتجة. والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق سيادة لبنان على كامل أراضيه”.

هوكشتاين ومقترحات جديدة للترسيم

وبعيدا عن “الشفاعة” الروحية التي يحتاجها لبنان أكثر من أي وقت مضى، كانت “العناية” الأميركية ترافق الوسيط في عملية التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، في جولته على المسؤولين اللبنانيين.

وكانت الاجواء التي حصل عليها موقع “لبنان الكبير” عن لقاءات الوسيط الاميركي تقاطعت على نقاط عدة عدّدها مصدر مطّلع، وهي ضمان عدم حصول اي تطبيع مع اسرائيل، واعدام الخطوط وأرقامها والتعاطي بالحقول على قاعدة ان لبنان واسرائيل لا يتشاركان باي حقل من الحقول، ويتم البحث في كل الحقول وليس “قانا” و”كاريش” فحسب. ويحدد الوسيط الاميركي الحقول المتنازع عليها ويقدم طرحا عادلا في التوزيع ويتناقش مع لبنان ويتم الضغط على اسرائيل للسير به. ومجرد توزيع الحقول وموافقة الطرفين يصبح الترسيم منجزاً والخط البحري واضحا.

وكان ملفتاً أن هوكشتاين استهل لقاءاته في اليرزة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي أكد أن المؤسسة العسكرية هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن.

والملفت أكثر أن السفارة الأميركية علقت على لقاء هوكشتاين بقائد الجيش، بتغريدة عبر حسابها على “تويتر” جاء فيها: “حيث هناك إرادة هناك وسيلة. إن اتفاقا على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان. لقاء مثمر اليوم بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين وقائد الجيش جوزاف عون”.

وأطلع هوكشتاين رئيس الجمهوية على نتائج الاتصالات التي اجراها في إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدم اقتراحات سيتم درسها انطلاقا من إرادة الوصول الى حلول لهذه الملف. وسوف يستمر التواصل مع الجانب الأميركي تحقيقا لهذه الغاية.

واكد رئيس الجمهورية لهوكشتاين استعداد لبنان للبحث في النقاط التي طرحها والتي سيتم استكمالها لاحقا.

من جهة أخرى، تم التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة على تذليل العقبات امام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا.

الرئيس بري اطّلع من هوكشتاين على نتائج مساعيه لمعاودة عملية التفاوض غير المباشر وفقا لاتفاق الاطار، مؤكدا التمسك بالحقوق اللبنانية.

واستقبل الرئيس ميقاتي هوكشتاين في دارته في حضور شيا، وبحث معه في الاقتراحات الجديدة التي يحملها. وأشار ميقاتي الى أنه سيتشاور في شأنها مع الرئيسين عون وبري لتحديد الموقف اللبناني.

شارك المقال