موظفو “ألفا” و”تاتش”: ما قبل الاضراب ليس كما بعده

جنى غلاييني

بعد يومين من إعلان نقابة موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخلوي الإضراب حتى تصحيح الخلل في قيمة الرواتب، لوحظ أن خدمات الاتصالات تسوء أكثر فأكثر على الأراضي اللبنانية كافة، فكيف إذا طال التوقف عن العمل؟ هل يؤدي ذلك إلى انقطاع الاتصالات في جميع أنحاء البلاد؟ هذا الإضراب جاء بعد مناقشات بين النقابة وإدارة شركتي “ألفا” و”تاتش” حول موضوع تصحيح الخلل في قيمة الرواتب، وبعد الاجتماع مع وزارة الاتصالات لهذا الغرض، وتم إبلاغ النقابة بالعرض من خلال “ألفا”.

ورأت النقابة أنّ الاقتراح الحالي لا يشكل الحد الأدنى المطلوب لإعادة التوازن إلى قيمة رواتب الموظفين الفعلية، وهو اقتراح رفضته عندما طرحته مسبقاً إدارة “تاتش”. وستبقي النقابة اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات في مرحلة إضرابها.

نقيب موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخلوي مارك عون، قال لـ “لبنان الكبير”: “نحن في مرحلة تفاوض مع إدارتي ألفا وتاتش ومن خلالها يتم نقل موقفنا إلى وزارة الاتصالات، وحتى اليوم لا وجود لطرح مقبول بالنسبة الى النقابة، ولكن إذا وجد طرح منطقي فنحن مستعدون للسير به، واليوم من غير المقبول إعادة طرح الاقتراحات التي كانت قبل الإضراب، فما قبل الإضراب ليس كما بعده”.

وعن سوء الخدمة التي بدأت تظهر مع بدء الإضراب، أكد عون “أننا نتفهّم الناس ونحن الى جانبهم ولكن من أوصلونا إلى هذه المرحلة هم الأشخاص المسؤولون الذين لا يتجاوبون مع مطالب 1500 عائلة، فليس الاضراب مسؤولاً عن فقدان بطاقات التشريح ولا عن سوء الإرسال، بل أولئك الأشخاص المسؤولين الذين لم يلتفتوا إلى الموظف وبالهم بالتنفيعات والموردين”.

وفي حال عدم الاستجابة لمطالب النقابة، شدد على أنّ “النقابة مستمرّة بالإضراب الى أجل غير مسمّى، ونفسنا طويل جدّاً، وبالإضافة إلى مطلب تصحيح الخلل في قيمة الرواتب نطالب بتوقيع عقد العمل الجماعي فهناك زيادات منذ العام 2013 حتى اليوم لم نحصل عليها وقد أرسلنا فيها إنذارات، فهم قادرون على إعطائها حسب الواسطات والانتماءات السياسية، لذا يجب إعطاؤها من دون استنسابية وتمييز بين الموظفين”.

اما لجهة إدارة شركة “تاتش”، فأشار عضو مجلس الإدارة علي ياسين الى أن “موقف وزير الاتصالات جوني القرم إيجابي جداً ونسعى إلى فك إضراب الموظفين، فإدارة شركتي تاتش وألفا في مرحلة نقاش مع النقابة والأمور إيجابية وضمن المنطق ولا نذهب إلى رواتب بأرقام خيالية، إذ أن النقابة في الأساس مقتنعة بأنّ الشركتين لا تستطيعان وخصوصاً في هذا الوضع تحمل المزيد من الأعباء المالية، لذا نحاول إيجاد أرضية مشتركة كمجالس إدارة للعمل بها”.

ولفت الى أن “هذا الإضراب يؤثّر في جهة معيّنة من الخدمة التي نؤمّنها للناس، وما حصل من سوء خدمة في اليومين الماضيين تمت معالجته على الفور من الموظفين المضربين عن العمل لما رأوه من حاجة الى عدم تعرّض الناس لسوء الخدمة”.

وشدد ياسين على أن “تحقيق مطالب الموظفين لن يكون هذه المرّة على حساب المواطنين، فالمواطن ما عاد يحتمل المزيد من التكاليف، والزيادة الأخيرة في الأسعار كانت لإعطائه خدمة أفضل، وهذا ما شدّد عليه وزير الاتصالات بأنّ المواطن أولوية في عملنا بحيث نبدأ بتوفير الخدمة الممتازة له ومن بعده يأتي الموظفون ونسعى حالياً الى حلحلة الأمور بعيداً عن أجواء التشنّجات”.

في المقابل، توقع وزير الاتصالات أن تحل أزمة إضراب موظفي شركتي “تاتش” و”ألفا” في أوّل الأسبوع المقبل، قائلاً: “لا حل أمامنا إلا أن نصل الى نتائج تُنهي هذا الموضوع”. وأكد أنّ قطاع الاتصالات لا يعوّل على “كهرباء لبنان” بل على المولّدات الخاصة به بنسبة كبيرة جداً، لذلك تتأثّر الشبكة بانقطاع المازوت.

شارك المقال