مسلسل اقتحام البنوك مستمر… من يضمن حق المودعين؟

تالا الحريري

لم يمر الكثير من الوقت على إقتحام المواطن باسم الشيخ حسين “فيدرال بنك” في شارع الحمراء مسلحاً من أجل الحصول على وديعته التي تصل إلى 210 آلاف دولار، حتى عادت القصة نفسها امس مع سالي حافظ التي اقتحمت بنك “لبنان والمهجر” في السوديكو مسلحة للحصول على وديعتها، وترافق ذلك مع محاولة أخرى لاقتحام بنك MED في عاليه من شاب يدعى رامي شرف الدين الذي ألقي القبض عليه.

سالي حافظ ناشطة لبنانية، وهذا لا يعتبر الحدث الأول المثير بالنسبة اليها بل كانت لها وقفات احتجاجية وتوقيفات أمام قصر العدل. سالي تحارب هذه المنظومة بكلمتها وأفعالها من أجل كبح فسادها واستبدادها بحق الشعب اللبناني.

بعد اقتحام سالي البنك، احتجزت رهائن وهددت بحرق نفسها بعد سكب البنزين عليها وعلى الموظفين، وبإطلاق النار في حال عدم تمكينها من سحب وديعتها، كل ذلك من أجل شقيقتها المصابة بالسرطان التي تحتاج إلى علاج عاجل، ولم تكن سالي تكذب. ففي المنشورات الأخيرة لها على مواقع التواصل الاجتماعي أدرجت صورة شقيقتها مع ابنتها وهي تدعو لها بالشفاء، وكتبت مع الصورة: “يا عمري، بوعدك لح تسافري وتتعالجي وترجعي توقفي عإجريكي وتربي بنتك. لو بدا تكلفني حياتي… عليي وعلى أعدائي. الله يشفيكي يا أغلى من روحي”.

وبعد نجاحها في عملية الاقتحام، أوضحت سالي أنّ المسدس كان مجرد لعبة وليس حقيقياً. كما كتبت في منشور على صفحتها في الفيسبوك: “الدولة كلها تحت بيتي وأنا صرت بالمطار بشوفكن بإسطنبول.. تشاو”.

وهنا اتضحت الصورة بأنّ سالي حصلت على ما تريد من وديعتها وتوجهت فوراً إلى المطار لترافق شقيقتها المريضة في رحلتها العلاجية… لكن تبيّن لاحقاً وحسبما أفاد الناشط الشريف سليمان أنّهم قاموا بإخفاء سالي “ولا نخجل من هذا الأمر”.

هؤلاء الأشخاص ليسوا سارقين ولا “زعراناً”، بل مواطنون فقدوا جنى عمرهم نتيجة السياسة الخاطئة التي ينتهجها عهد جهنم، فاختُلست أموالهم ومنعوا من الحصول عليها… بإختصار سرقوا أموالهم، لكن عندما يطالب أي مواطن بحقه يتهمونه بالسرقة ويحتجزونه.

ما يحدث اليوم لا يمكن التغاضي عنه أو إنتقاده، فالكثيرون يعتبرون أنّ هذا الأمر يهدد الاستقرار في البلاد ويشجع المواطنين على هذه الأعمال، لكن فعلياً ربما كان هذا ما نحتاجه اليوم في ضوء الذل الذي نعيشه. وفي الأصل، بعد الأزمات المتتالية لم يعد هناك إستقرار أو سلام أو هدنة في هذا البلد، ولا داعي لأن تكون هناك حرب لندعي إنعدام الاستقرار والسلام.

رئيس جمعية المودعين حسن مغنية قال لـ”لبنان الكبير”: “نحن لم ندعُ يوماً إلى العنف أو الى عمليات إقتحام مسلحة، لكن بعد 3 سنوات لا يمكننا أن نمنع المودعين، ولا يمكننا الوقوف في وجه أحد أبداً”.

أضاف: “اليوم هناك أناس تموت، وشقيقة سالي كذلك، فكيف تحصل على كلفة علاجها؟ هل من خلال خطة نجيب ميقاتي أو الكابيتال كونترول؟ 3 سنوات وهم غير قادرين على إصدار قرار يضمن حق المودعين أو يعطيهم جزءاً من أموالهم، أقلّه للمودعين الذين يعانون من أمراض مزمنة”.

وأوضح أنّ “سالي استطاعت سحب 12 ألف دولار و25 مليون ليرة لبنانية، ولا تزال موجودة على الأراضي اللبنانية وقد صدرت مذكرة بحث وتحر بحقها. أمّا رامي شرف الدين تم توقيفه فلا معلومات بعد عما اذا استطاع أن يسحب مبلغاً من وديعته أم لا، لكن الخبريات الشائعة أنّه استطاع سحب 30 ألف دولار”.

في المقابل، بعد التواصل مع المكتب الاعلامي لجمعية المصارف رفضت الجمعية التعليق على الموضوع، لافتة الى أنّه من امكان أن يصدر بيان عنها لاحقاً.

اما بنك “لبنان والمهجر” فأعلن في بيان، أنّ مدير الفرع أبدى التعاون مع العميلة، وطلب منها تزويده بالمستندات لمساعدتها، معتبراً أن ما حصل “عملية مدبرة ومخطط لها عن سابق تصور وتصميم بقصد الايذاء”.

شارك المقال