مونديالنا الواقف

لينا دوغان
لينا دوغان

ينشغل اللبنانيون بيومياتهم ولا ينشغل السياسيون لا بهم ولا بهمومهم، وليس لهم سلوى في هذه الأيام سوى المونديال الذي حُرموا رسمياً من متابعته لكنهم رغماً عن ذلك وجدوا الطرق التي تساعدهم في الترويح عن أنفسهم ولو لشهر واحد، ورغماً عن سياسيين ذهبوا الى المونديال افتتاحاً ومباريات VIP.

باختصار أشواط المونديال تمشي وأشواطنا في لبنان واقفة مكانك راوح، فجلسات انتخاب الرئيس لا تنفع وبدأت فعلاً تشبه المسرحيات في الشكل والمضمون، إذ أنه في كل جلسة وعلى الرغم من حضور جميع الكتل تجري العملية بالروتين السابق وهكذا الى احتساب الأوراق ومن ثم تعيين موعد جلسة جديدة.

وتحت عنوان إخفاق مجلس النواب في انتخاب رئيس للجمهورية تندرج عناوين عديدة منها غياب التوافق، حالة الانقسام داخل المجلس، تطيير النصاب، تعطيل انتخاب رئيس وغيرها…

وإذا كنا نريد الدخول في تفاصيل هذه العناوين فعلينا أن نطلع على ما يجري من نقاش داخل كل جلسة وعملية الاقتراع المزاجية بما يوصل تلقائياً الى الفشل.

الفشل والشلل لا نراهما في المؤسسة التشريعية وحسب، بل في المؤسسة التنفيذية أيضاً، وهي حتى لو كانت انتقالية حكماً يجب أن لا تكون معطلة في بلد معاناته كثيرة مثل لبنان، وهذا ما ينعكس بدوره تعطيلاً وشللاً وفشلاً في كل مؤسسات الدولة والتي لا تعمل إلا يوماً واحداً في الأسبوع لتخليص معاملات الناس.

ومع كل هذه المحطات الكبيرة التي مرّ ويمر بها لبنان اقتصادية كانت أم سياسية أم صحية أم اجتماعية فإنه سيدخل موسم الأعياد ويتحدى الصعوبات ويسترجع أنفاسه ولو قليلاً.

سوف يمر المونديال وتمر الأعياد ونعود إلى يومياتنا التي لن تكون على أجندة سياسيينا مع الأسف حتى مع حلول العام الجديد، وسنعود الى الحديث عن جلسات الانتخاب الفاشلة والتعطيل والتطيير ونتحدث مجدداً عن الدولار المرتفع وربما نسمع قرارات مالية جديدة ولن تتوقف الأمور هنا لتطال أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وباقي اليوميات، والمشكلة أننا لن نجد من يحدثنا أو نسمعه يتحدث عن حلول أو على الأقل عن حل واحد يلوح في الأفق، على الرغم من أننا سنراهم يجتمعون ويتناقشون ويصرحون ويعترضون لكن ليس كرمى لنا ومن دون جدوى وستبقى أوضاعهم حركة بلا بركة الى أن يشاء الله.

شارك المقال