كسروان 2022… المزاج الشعبي يبدّل معادلة الأكثرية

هيام طوق
هيام طوق

لا شك في أن منطقة كسروان تمثل الثقل المسيحي، وتعتبر عاصمة الموارنة وتحدّد بشكل كبير المزاج المسيحي العام، لذلك تكتسب المعركة الانتخابية النيابية فيها أهمية خاصة لتركيبتها السكانية المتجانسة التي تتميز بالزعامات والبيوت السياسية والحضور القوي للأحزاب التي تتنافس على المقاعد النيابية، فتستحق عن جدارة توصيفها بـ”أم المعارك الانتخابية”. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن المعركة الانتخابية هذه السنة تكتسب أهمية خاصة ومضاعفة لأنها تأتي في ظل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وشعبية مختلفة مع الكلام عن تغيّر كبير في مزاج الكسروانيين الذين لطالما عُرِف عنهم أنهم “برتقاليون” مع العلم ان الانتخابات الفائتة أثبتت العكس وردّت الروح الى البيوت السياسية.

وعلى الرغم من أن صورة التحالفات والمرشحين ما زالت ضبابية بحسب مصادر سياسية كسروانية لـ”لبنان الكبير” وأن كل ما يحكى في الإعلام يأتي في إطار التحليل الإعلامي لا أكثر، وإنه من المفضل الحديث عن الانتخابات بعد تشكيل الحكومة لأنه حتى الساعة لا شيء يشير الى إن الانتخابات قائمة، إلا ان هذه المصادر تؤكد أن نتائج الانتخابات ستكون مفاجئة لأن الرأي العام لمس لمس اليد ان عدم تصويته أوصل فريقاً سياسياً فشل فشلاً ذريعاً في بناء الدولة، وان تصويته الخاطئ أدى الى تفويض قوى سياسية أوصلته الى هذا الوضع الكارثي. وبالتالي، اذا لم يأخذ الناخب المبادرة باتجاه الاقتراع الكثيف والصائب لن يتمكن من تغيير واقع الحال.

وبحسب المصادر، فإن القوى المدنية وتنظيمات المجتمع المدني تدخل بقوة على خط المنافسة الكسروانية والتي ستتحالف مع قوى سياسية تتلاقى معها على المبادئ والخيارات والطروحات والمشاريع الانتخابية.

دائرة كسروان ـــــ جبيل (جبل لبنان الأولى) التي تنتخب وحدها نحو ثلث المقاعد المارونية (8 مقاعد)، لم يحسم فيها الأحزاب بعد أسماء مرشحيهم وصورة التحالفات لم تتوضح بعد، الا أن الهاجس الأكبر يبقى لدى الجميع في عدم اجراء الانتخابات اذا لم تتشكل الحكومة، الا أن الأستاذ في القانون الدولي أنطوان صفير يؤكد ان حكومة تصريف الاعمال عليها تنظيم انتخابات نيابية لأنها لا تزال هي السلطة الاجرائية.

وتواصل “لبنان الكبير” مع مختلف الفاعليات الكسروانية والاحزاب السياسية الذين أجمعوا على ان الحديث في تفاصيل اللوائح والمرشحين والتحالفات ما زال مبكراً خصوصا ان الناس في وضعهم المعيشي والاجتماعي الحالي يضعون الانتخابات في آخر سلم أولوياتهم.

الأحزاب المسيحية الكبرى سيكون لها مرشحون في هذه الدائرة، فمصادر “القوات اللبنانية” تشدد على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، وتعول كثيراً على هذا الاستحقاق الذي يشكل مدخلاً للتغيير المنشود لأن البلد لم يعد يحتمل. وأكدت المصادر أن حزب “القوات” ما زال على مستوى طرح الامور بالعناوين العريضة، ولسنا حاليا في صدد اعلان أي شيء لا في كسروان ولا في غيرها. كما أشارت مصادر “الكتائب اللبنانية” الى ان الحزب حسم أمره بمرشح كسرواني.

أما النائب المستقيل نعمة افرام الذي يعتبر العمود الفقري في أي لائحة، ويستطيع بمفرده الحصول على الحاصل، فهو من خلال تصريحاته ومواقفه السياسية واستقالته من مجلس النواب، يؤكد انه ليس بعيداً من المجتمع المدني على الرغم من أن صورة التحالفات لم تتّضح بعد.

النائب فريد هيكل الخازن صاحب الثقل السياسي والشعبي الكبير لم يشأ التحدث في أمور الانتخابات النيابية المقبلة قبل تشكيل الحكومة لأنه اذا لم تتشكل سيكون هناك صعوبة كبيرة في اجراء الانتخابات، لأن الناس تصب كل اهتمامها اليوم على الشؤون الحياتية والمعيشية في ظل هذه الظروف القاسية، وبالتالي من غير المناسب حالياً الحديث عن الانتخابات.

وفي الاطار عينه، يؤكد النائب شامل روكز انه سيترشح في كسروان وليس في أي دائرة أخرى، لافتاً الى ان التحالفات ستكون مع الاطراف الذين يشبهوننا، لكن الصورة لم تكتمل بعد ولا شيء محسوماً على الرغم من ان هناك الكثير من المواقف التي تجمعنا مع النواب المستقيلين.

أما يمنى بشير الجميّل التي قيل إنها ستترشح في كسروان لمواجهة ما يعتبره البعض محور “الممانعة” بقيادة “التيار الوطني الحرّ”، وللتأكيد على أن كسروان أمينة للخط التاريخي للمسيحيين الذي قاده الرئيس بشير الجميّل، فلم تنف ولم تؤكد ترشحها في كسروان، معتبرة ان “كل ما يكتب في الاعلام تحليلات خاصة، ونحن لم نعلم بعد ان كانت ستجرى الانتخابات، ولم يفتح باب الترشح”.

وأوضحت: “لا شيء واضحاً حتى الساعة. لا شيء رسمياً. لا تحالفات. كل ما أتمناه حاليا هو ان تحصل الانتخابات في موعدها، وعندما يتم التأكيد ان هناك انتخابات، حينها أقدم ترشيحي في كسروان أو غيرها”.

شارك المقال