السعودية في عيدها الـ 93… تحقيق الطموح والتحول الاقتصادي

هدى علاء الدين

تحتفل المملكة العربية السعودية في يومها الوطني الـ93 بالعديد من الانجازات التي حققتها في إطار التزامها أهداف رؤية 2030 التي أطلقت عام 2016 من أجل التركيز على بناء مجتمع حيوي وتنمية الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، فنفذت سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية التي شملت: تحرير الأسواق، تطوير البنية التحتية، زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، بحيث أسهمت هذه الجهود في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وزيادة التنافسية على الساحة العالمية.

كما تم تطوير قطاع الترفيه والثقافة بصورة كبيرو وإطلاق مشاريع بنية تحتية ضخمة، بما في ذلك مدينة نيوم كوجهة استثمارية عالمية ومركز للابتكار والتكنولوجيا، فضلاً عن تطوير مشاريع نقل كبيرة مثل مشروع قطار السرعة العالية وتوسيع مطارات المملكة. كذلك عملت السعودية على تعزيز قطاع التقنية والابتكار من خلال تأسيس مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومناطق تقنية أخرى، وضاعفت الاستثمارات في الشركات الناشئة والابتكار التكنولوجي لتعزيز البنية التحتية الرقمية.

وعززت المملكة دور المرأة في المجتمع ومكنتها اقتصادياً من خلال مشاركتها الواسعة في سوق العمل، بحيث نفذت إصلاحات تشريعية على مدى السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى تعزيز انخراطها في مختلف القطاعات. كذلك تم تعزيز التخطيط المالي وإعادة هيكلة القطاع الحكومي لجعله أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات المواطنين والمقيمين.

وبالأرقام، ارتفع حجم الاقتصاد السعودي وأصبح في المرتبة 17 على مستوى العالم بناتج محلي بلغ 1.11 تريليون دولار، ليكون بذلك الأعلى نمواً في مجموعة العشرين. واحتلت المملكة المركز 17 عالمياً في قائمة أكثر الدول تنافسية في العالم، والمركز 31 على مستوى العالم فـي مؤشر تطور الحكومة الرقمية، والمركز الثاني في قائمة أكثر الدول العربية إنتاجاً للغاز الطبيعي بزيادة سنوية بلغت 5,2 في المئة.

من جهة أخرى، ارتفعت إيرادات الأنشطة السياحة إلى 9.8 مليارات دولار في الربع الأول من العام 2023، ونجحت المملكة في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 2.2 مليار دولار، وفي رفع نسبة أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى 76 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي، ورفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 25 في المئة من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي مقابل ارتفاع الايرادات غير النفطية بحوالي 13 في المئة. كذلك ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 36 في المئة، وانخفض معدل البطالة من 11,6 في المئة إلى 8 في المئة، ونمت مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 43 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الاجمالي مسجلاً 320 مليار دولار.

كذلك دخلت شركة “أرامكو” التاريخ من الباب العريض بعد أن ارتفعت قيمتها إلى تريليوني دولار أميركي، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة نضج التجربة الرقمية للمنصات والخدمات الحكومية والرقمية إلى 77.26 في المئة، بحيث حققت السعودية أرباحاً بقيمة 4.48 مليارات ريال نتيجة المبادرات الحكومية الالكترونية.

على الرغم من التحديات التي مرت بها السعودية خلال تنفيذ رؤيتها 2030 في الأعوام السبعة الأخيرة، إلا أن الانجازات التي تحققت تعكس التزامها بالتقدم والتحول الإيجابي، بحيث كان لهذه الرؤية الاستراتيجية تأثير إيجابي على الاقتصاد والمجتمع، فحظيت بمكانة رفيعة بين الدول القيادية على الساحة الدولية وأصبحت قوة استثمارية رائدة ومنطقة جذب سياحي على مستوى العالم.

شارك المقال