صدمة من فواتير “أوجيرو” في طرابلس

إسراء ديب
إسراء ديب

فوجئ العديد من الطرابلسيين بالفواتير الجديدة التي أصدرتها هيئة “أوجيرو” للاتصالات أخيراً، بحيث شعر الكثير منهم بأنّ أسعار الخدمات التي تُقدّمها هذه الشركة باتت باهظة للغاية ولا تتوافق مع الرواتب والضغوط المعيشية التي تُواجهها آلاف العائلات التي ترغم على الاستغناء عن هذه الخدمة في الشركة التي كان يجدها المشتركون مصدر ثقة وأمان للمحتوى الالكتروني من جهة، وأنّها خفيفة على “الجيبة” أي مقبولة مادياً من جهة ثانية.

ولم يتوقّع المشتركون الذين توجهوا كعادتهم إلى الشركة أو إلى أيّ شركة ماليّة متخصّصة لدفع الفاتورة، أن تواجههم هذه الأعداد والأرقام التي ارتفعت بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي دفع مواطنين إلى التحدّث بغضب واستياء عن هذه السياسة التي باتت تنتهجها الدّولة مع مواطنيها الذين يضطرون إلى التمسّك بخدمة الانترنت لأهمّيتها، خصوصاً وأنّها باتت مرتبطة بعمل الكثير من الموظفين أو التلاميذ.

ويتحدّث المواطن عابد ع. (من الزاهرية) عن صدمته لدى توجهه منذ أيّام إلى شركة BoB Finance لدفع الفاتورة، بالأرقام التي يصفها بأنّها “أكثر بكثير من مضاعفة”، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “اشتركت منذ العام 2017 بخدمة الانترنت غير المحدود، فصدمت بأنّ اشتراك خدمة الـ DSL بلغ 1.250.000 ليرة لبنانية، أمّا الخطّ الهاتفي فبلغ 200.000 ليرة، كما بلغت ضريبة القيمة المضافة (10 بالمئة) 145.000 ليرة، وحسابات أخرى رفعت المجموع العام إلى 1.627.000 ليرة، وهو ما يُحمّلني فوق طاقتي، فكلّ فاتورة باتت مضاعفة في لبنان ونحن عاجزون عن دفع كلّ هذه الأموال، لكن ما عسانا نفعل في هذه الظروف التي نعامل فيها بابتزاز واستفزاز واضحين؟”.

ويُقارن عابد الفاتورة الجديدة الصادرة عن شهر أيلول 2023، بفاتورته عن شهر آب الفائت، مؤكّداً أنّ الفارق شاسع وغير عادل. ويوضح أن “فاتورة اشتراك خدمة الـ DSL بلغت حينها 175.000 ليرة، أمّا الخطّ الهاتفي فبلغ 9.000 ليرة، ليكون المجموع 212.000 ليرة فقط لا غير، وكذلك الأمر بالنسبة الى فاتورة صدرت في أيلول عام 2022، فقد بلغ المجموع العام 213.000 ليرة وكانت خدمة الانترنت والخطّ الهاتفي بالثمن عينه أيّ 175.000 و9.000 ليرة، ما يلفت إلى حجم المهزلة التي أوصلتنا إليها الدّولة التي تُقدّم لنا خدمة بطيئة أساساً لكنّها تبقى موثوقة وثابتة أكثر من غيرها”.

وفي الوقت الذي يُعبّر فيه عابد عن غضبه، يُشير الى أنّه اقترح على عائلته استبدال خدمة الانترنت من “أوجيرو” بخدمات الخلوي من شركتي “ألفا” و”تاتش”، لكنّه يقول: “فكرت جدّياً في الموضوع ووجدت أنّه قد ينجح معي أو مع زوجتي عبر الاكتفاء بخدمة الـG3 فحسب، لكن لن يشفع لنا التوفير الذي نرغب فيه مع أبنائنا، ما يجعل أوجيرو أكثر توفيراً حتّى اللحظة، ولا نزال نفكّر في التفاصيل لأنّ وضعي المادّي لا يسمح بهذه الأسعار شهرياً”.

أما محمّد ع. (يسكن في شارع المئتين – طرابلس)، فيفكر جدّياً في وقف هذه الخدمة سريعاً، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “طلبت الحصول عليها في أواخرالعام 2019 وهي محدودة، لذلك كنت دائماً أهتمّ بمن يستخدمها والتوقيت المخصّص لذلك، لكن وصلت فاتورتي التي دفعتها منذ أيّام إلى 1.300.000 ليرة، وهو أمر لا يُصدق، بحيث تجاوزت الحدّ المسموح به بنسبة قليلة فتجاوز السعر المليون ليرة، مع العلم أنّني كنت أدفع سابقًا 90 ألفاً أو 100 ألف شهرياً لهذا الغرض، أيّ أنّها ازدادت 13 ضعفاً تقريباً وفق حسبتي الشخصية”.

ويوضح أنّ هذه الفاتورة ستدفعه إلى اتخاذ قرار بعدم الاستمرار في هذه الخدمة، لافتاً الى أن “أصدقاءه وجيرانه قرروا ذلك أيضاً بسبب المسؤوليات التي أثقلت كاهلنا، أمّا مسؤولياتي فهي كثيرة وأبرزها يرتبط بأسعار أدوية والدي ووالدتي، لذلك سأكتفي بخدمة تاتش التي أطلب منها شهرياً خدمة الـ6 GB ، بما يُقارب الـ 8 دولارات، وهي تُستخدم شخصياً من دون أيّ تدخل أو خوف من رفع الأسعار، ما أراه بديلاً جيّداً يُوفّر على مصروفي، وقد لا تُناسب هذه الطريقة العائلات، لكن كلّ شخص أو عائلة يدرك أو تُدرك وجهتها ورؤيتها مادّياً، وحساباتي لا تزال قائمة وصولاً إلى القرار السليم”.

ويُشدّد موظف في “أوجيرو” – طرابلس على أنّ خبر إصدار الفواتير بصيغتها الحالية لا يزال جديداً، “الأمر الذي صدم الكثير من المواطنين الذين قد تتخذ نسبة ضئيلة منهم قراراً بسحب طلباتها من الهيئة، لكن حتّى اللحظة لا طلبات رسمية بسحب الخطوط أو الخدمات لدينا، والنسبة الأكبر تدفع الفاتورة”، معتبراً في حديث لـ “لبنان الكبير” أنّ “اتخاذهم القرار يحتاج إلى الوقت، وقد يتضح فعلياً ابتداءً من الشهر المقبل أو الذي يليه، خصوصاً عند دفعهم الفاتورة الجديدة التي كانت مفاجئة لهم بالتأكيد، وبالتالي إنّ بعض المشتركين قد يتهرّب من الدفع لمدّة شهر أو شهرين، ما يُؤدّي إلى سحب الخطّ منه ليُعطى لمواطن آخر فيما بعد”.

شارك المقال