فنادق لبنان… لا زبائن ولا موظفين

حسين زياد منصور

بعد أكثر من شهر على عملية “طوفان الأقصى”، لم يكن الاقتصاد الاسرائيلي واقتصاد قطاع غزة المتضررين من كل ما يجري وحسب، فلبنان وعلى الرغم من عدم دخوله الحرب بصورة رسمية، الا أن شبحها يخيّم عليه منذ أسابيع. وبرز ذلك في عدد من القطاعات والمؤسسات، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، ومنها قطاع المطاعم والفنادق، الذي خرج من “صيفية” حقق فيها أرباحاً مقبولة جداً، بعد سنوات من الانكماش بفعل الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا.

ومع توتر الأجواء في الجنوب حالياً بفعل الحرب على غزة، ودعوة السفارات الأجنبية رعاياها الى الخروج من لبنان، شكل ذلك ضربة قوية موجعة للقطاع السياحي وتحديداً قطاع الفنادق، الذي قد يخسر ما حققه خلال فصل الصيف.

الى جانب ذلك، بدأ بعض الفنادق يتخذ إجراءات لمحاولة الحفاظ على توازنه، من خلال الاستغناء عن عدد من الموظفين، وتقليل دوامات آخرين، ونحن على أعتاب كانون الأول، شهر العطل والأعياد.

الأشقر: نسبة الاشغال 5٪

يؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لموقع “لبنان الكبير” أن الفنادق تخسر الكثير من الأموال، والموظفين أيضاً يخسرون، وفي ظروف “طارئة” وخاصة كهذه، تحصل تدابير معينة. ويقول: “بعد مرور شهر على ما يحصل، يلجأ البعض الى التخفيف من الموظفين بصورة أولية، ويقوم بالاقفال الجزئي، فهناك فنادق وصلت الى 90٪ اقفال، وعلى سبيل المثال من لديه 5 مطاعم، أقفلها وأبقى على واحد فقط، والأمر نفسه بالنسبة الى من لديه مثلاً 100 غرفة في الفندق، بين 10 و15 منها فقط تستخدم”.

ويعزو ذلك الى أن “نسبة التشغيل تتراوح بين صفر و5٪، وفي أقصى الحالات 7٪، واليوم كل الأحاديث عن الأعياد يجب نسيانها، لأن الالغاءات حصلت لمدة شهرين الى الأمام”، مشيراً الى أن “كل من حجز من أفراد أو مجموعات أو مؤتمرات تم الغاؤها بسبب طلب الرعايا مغادرة لبنان، حتى اللبناني متردد في المجيء اليه وذلك بسبب الخوف من اقفال المطار، فهذه المرة لا يمكن الاتكال على سوريا كما في السابق، ولا يمكن الهروب عن طريق البحر”.

 

موظفون فقدوا وظائفهم

ويوضح عامل في أحد فنادق العاصمة بيروت أن العمل كان رائعاً و”تمام” حتى أسابيع قليلة مضت، اما الآن فالحالة “تعتير”، لافتاً الى أن “المشكلة بدأت مع بداية الحرب على غزة، والتصعيد في جنوب لبنان، ثم طلب السفارات الأجنبية والعربية من رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية”.

ويشير الى أن “نسبة الاشغال في الفندق الذي أعمل فيه تراجعت الى أكثر من 90%، وهذا الأمر انعكس سلبياً على إدارة الفندق والعاملين والموظفين فيه”، مؤكداً أن “إدارة الفندق جمّدت البت في طلبات تثبيت عدد كبير من الموظفين، وطلبت منهم أخذ اجازات، وتغيير دوامات العمل، مثلاً أصبحنا نعمل كموظفي الاسلاك العسكرية، نعمل يومين ونعطل خمسة، وسنبقى على هذه الحالة الى أجل غير مسمى، فلا نعلم ما الذي يمكن أن يحصل. هناك عدد من الموظفين الذي تم الاستغناء عنهم، بعد تصاعد أحداث الحرب في فلسطين وتوتر الأجواء في الجنوب”.

شارك المقال