السعودية تقود مستقبل اقتصاد الشرق الأوسط

ندى الحوت
ندى الحوت

في نهاية المطاف ستحط حرب غزة أوزارها على الرغم من استبعاد الكثير من المحللين السياسيين أن يكون ذلك في وقت قريب. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد هذه الحرب الشعواء التي عاشها الشرق الأوسط طوال هذه الفترة؟

عميد كلية ادارة الأعمال البروفيسور بيار الخوري يؤكد أن “هناك حقيقتين لا ثالث لهما، الأولى أننا لا نستطيع العودة الى ما قبل 7 تشرين، والثانية أن للشرق الأوسط دوراً كبيراً في الرسم الدولي للعالم، وطبعاً لاحظنا تقدم المملكة العربية السعودية برؤيتها 2030 وقد تلعب دوراً مهماً في مستقبل إقتصاد الشرق الأوسط. كما أصبحت للدول العربية الأخرى رؤيتها الخاصة نحو التقدم بصيغة غير الصيغة العربية التي كانت ما قبل السبعينيات”.

العالم على مفترق طرق إما النهوض أو الغرق إقتصادياً

ويلفت الخوري الى أن “العالم على مفترق طرق بين مسارين اقتصاديين: مسار مستعد لتنمية عالمية، ومسار مستعد للذهاب الى خراب إقتصادي كبير، وهذا الاحتمال سيكون الدافع الأكبر للتوجه نحو عالم أكثر إستقراراً والاتجاه الى ما ستقدمه المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً”، مشيراً الى أن “أوروبا تمر في وضع قلق، وهناك خروج للاستثمارات ليس بسبب حرب روسيا وأوكرانيا وحسب، بل بسبب إرتفاع كلفة الانتاج في أوروبا وتراجع فرص الربح. أما الولايات المتحدة فقد دخلت في دائرة التضخم ولن تستطيع التعايش مع الدين العام الا في في تكبير إقتصادها بصورة واسعة. ومن جهة ثانية تبحث الصين عن فرص عمل على كامل الكرة الأرضية ولا تترك مناسبة للافادة منها”.

ويضيف: “لا ننسى اليوم أن المنطقة أصبحت على شراكة دولية جديدة ما بين الأميركي والأوروبي والصيني بعد قمم الرياض الثلاث ومصالحة بكين العربية – الايرانية”.

الرؤية السعودية ستشكل المشروع القائد في المنطقة

ويوضح الخوري أن “كل هذا القطار يقف عند سؤال واحد: كيف سيكون المخرج للوضع الفلسطيني – الاسرائيلي؟”، مرجحاً أن “الحرب لم تعد في خيارات إسرائيل، بل باتت لها مصلحة في أن تنهي في المستقبل الحروب وتندمج في الاطار الجديد التنموي للشرق الأوسط بصفتها واحدة من دول المنطقة ولن تستطيع أن تشكل مشروعاً اقتصادياً قائداً”.

الأرجح أن الرؤية السعودية هي التي ستنفذ هذه الخطوة القائدة، كما يقول الخوري، فالمنطقة بحاجة الى إستثمارات لعشرات السنين إذا وجدت فيها البيئة الصالحة، وهنا غالبية الدول العربية أعادت تعديل بنيتها الاقتصادية للتصالح مع رأس المال، وتستطيع أن تكون المنطقة كما قال محمد بن سلمان أوروبا الجديدة لها.

ويشدد الخوري على أن سنة 2024 ستكون سنة التنمية وإطلاق مسيرة طويلة الأمد للتعويض عن 75 عاماً من الخراب في المنطقة.

لبنان ينتظر المنطقة لرسم دوره سياسياً واقتصادياً

ومع التحولات السياسية في المنطقة، يؤكد الخوري عجز الطاقم السياسي اللبناني الحالي عن إتخاذ قرارات مصيرية والاندماج في التطور السريع في المنطقة، ومصيره يتوقف على أمرين: الأول أين ستتجه المنطقة وكيف سترسم دوره كونه عاجزاً عن رسم دوره الخاص؟ والثاني هناك ضرورة للقيام بإصلاحات وتنازل السياسيين عن مصالحهم الخاصة، معتبراً أن “هناك خيارات صعبة ومؤلمة وعلى المسؤولين إدراك خطورة الوضع المعيشي الذي يتخبط به كل لبناني وإنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة تطبق الاصلاحات المطلوبة”.

ويرى الخوري أن المطلوب تطبيق الحوكمة لملف النفط والغاز والذي ينفذ في المنطقة، مذكراً بأن لبنان الذي كان قائداً في المنطقة تحول الى بلد يجب أن يضع له الخارج وبصورة شاملة دوره!

شارك المقال