مهام رجل “الدين” في التربية والتوعية والتثقيف

السيد محمد علي الحسيني

إن رجل “الدين” وفقط المصطلح الشائع هو واحد من أهم الشخصيات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط التي تعمل على بناء القيم الدينية في المجتمع وتعزيزها وتعزيز الروح الوطنية، إذ يقوم بدور فاعل وحيوي في توجيه الفرد نحو فهم أعمق للتعاليم الدينية، وتعزيز الوعي الروحي بين أفراد المجتمع عموماً، كما يتحمل مسؤولية عظيمة في نقل العلم وتوجيه المؤمنين نحو سلوكيات وأخلاقيات حميدة تحقق التوازن والنجاح في حياتهم الروحية والاجتماعية.

دور رجل “الدين” في تعزيز قيم المجتمع

يتمتع رجل “الدين” بالقدرة على نقل التعاليم والأخلاق الاسلامية بشكل واضح ومبسط ليكون لها تأثير إيجابي وعميق في سلوكيات الناس وقراراتهم اليومية، ويستند في عمله الى تعليم الناس القيم والمبادئ الدينية التي تنطوي على التسامح والوسطية والاعتدال والرحمة، ما يسهم في بناء مجتمع متسامح ومترابط يعيش في سلام وتفاهم، كما يقوم بدور مهم في توجيه الناس باتجاه السلوك الصحيح، ومساعدتهم على التعامل مع المواقف الصعبة التي قد تواجههم في حياتهم اليومية.

إن رجل “الدين” يحظى بمكانة عظيمة في الاسلام وقد قال المولى (عز وجل): {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فهو يعمل على تعزيز قيم التسامح وترسيخ التعايش السلمي ونشر السلام والمحبة بين أفراد المجتمع وبناء جسور التواصل والتضامن بينهم، ويحفز الناس على إعادة اكتشاف جوانب دينهم وتوعيتهم بالمبادئ والقيم الدينية التي تشكل جزءاً أساسياً من هويتهم الروحية والثقافية، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها في محاربة الجهل والخرافات، من خلال تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تكون متعلقة بالدين، فهو يسعى جاهداً الى نشر المعرفة الدينية بين الناس، والتوجيه إلى جادة الصواب ونحو فهم صحيح وشامل للدين الذي يلاقي المفاهيم الوطنية، بالاضافة إلى ذلك، يتفرغ لتقديم المشورة والدعم للأفراد في مواقفهم الشخصية والدينية، بحيث يساعدهم على التعامل مع مختلف التحديات والصعوبات بمهنية ورقي.

الاستماع إلى نصائح رجل “الدين”

ومن بين مهامه الرئيسية الأخرى، يقوم بالأبحاث والدراسات الدينية لتوضيح النقاط الغامضة وإيضاح التعاليم الدينية بهدف توجيه الناس نحو الإيمان بأسلوب يتسم بالحكمة والفهم العميق، كما يعمل على تحفيز الناس على الاقتداء بالنموذج الديني الصحيح، وترك السلوكيات الخاطئة والمحرمة بطريقة تحمل في طياتها الوجاهة والتألق وإشراقة العقول بنور الهدى، بحيث تعكس جهوده وأفعاله تأسيس قائمة فاعلة للسلوك الصالح والمرغوب والمشروع في إطار الشريعة والدين.

ومن خلال هذا السلوك النموذجي والصالح، يعمل رجل “الدين” على تعزيز مبادئ العدالة والإنصاف والتضامن بين أفراد المجتمع، وبذلك يكون قد أدى الدور الحيوي في بناء مجتمع يسوده السلام والتسامح والتعاون. وبالتالي، فإن من الواجب على الناس أن يستمعوا الى توجيهات رجل “الدين” المعروف باعتداله ووسطيته وسلميته وانفتاحه، ويساندوه في سعيه المستمر نحو تعزيز القيم الوطنية والدينية والأخلاقية والإنسانية في جوانب الحياة الاجتماعية والشخصية كافة، بهدف بناء مجتمع مسالم قائم على مبادئ اللاعنف والتسامح والخير والمحبة.

شارك المقال