ارتفاع سعر اللحوم سببه “المخلوط”… وأصناف “الهندي” تتراجع

راما الجراح

منذ بدء الأزمة الاقتصادية والنقدية في لبنان في تشرين الأول ٢٠١٩ وحتى يومنا هذا، زاد سعر صرف الدولار الأميركي حوالي ٩٠ ضعفاً مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، ما انعكس ازدياداً موجعاً في أسعار السلع كافة من دون استثناء ومنها أسعار اللحوم التي استقر سعرها مؤخراً بين ١٠ إلى ١١ دولاراً في جميع الملاحم للحم البلدي الطازج. ومع اشتداد الأزمة في البحر الأحمر بالتزامن مع حرب غزة، وانعكاسها على أسعار الشحن، تراجعت كميات اللحم الهندي التي كانت تغزو السوق، وفقدت أصنافه، وما تبقى ارتفع سعره بصورة جنونية.

لماذا نتطرق إلى موضوع اللحم الهندي وانعكاس الأزمة على استيراده؟ عقب تداول أخبار عن إرتفاع أسعار اللحوم في لبنان بعد أن كانت أسعارها ثابتة إلى ١٤ دولاراً لكيلو لحم العجل، و١٧ دولاراً لكيلو لحم الغنم، تبين أن أصحاب الملاحم التي كانت تقوم بغش المواطنين وبيعهم لحماً “مخلوطاً” بالهندي على أنه لحم بلدي طازج هم مَن رفعوا أسعارهم.

أمين سر نقابة القصابين ومستوردي وتجار المواشي الحية ماجد عيد طمأن عبر موقع “لبنان الكبير” الى أن “لا إرتفاع لأسعار اللحوم، والسعر يتراوح بين ١٠ و١٢ دولاراً منذ وقف الدعم في ظل الحرب الأوكرانية – الروسية ما أدى إلى ارتفاع أسعار العلف، وزيادة الطلب على اللحم في أوروبا”، عازياً سبب الغلاء اليوم عند بعض الملاحم الى “خفض اللحّام لبضاعته بعدما كان يبيع الناس خليطاً من اللحم الهندي المجمد واللحم الطازج على أنه لحم طازج صافي، واليوم أزمة البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحم الهندي بسبب الشحن وفقدت أصناف كثيرة في السوق، والموجود ارتفع سعره بصورة خيالية بعدما كان منتشراً منذ فترة قريبة بشكل كبير وكنا قد حذرنا من انتشاره، ما اضطر أصحاب الملاحم الى رفع أسعارهم”.

وأشار عيد الى أن “أصحاب الملاحم عادوا إلى ذبح ثور أو بقرة وبيعها كما هي لحم صافي من دون غش، ولكن عموماً الأسعار مضبوطة ولا يجب التلاعب بالأسعار في كل لبنان، والملاحم التي كانت تبيع اللحم بأسعار دون الـ١٠ دولارات ورفعت سعرها بصورة مفاجئة يعني أنها كانت تبيع لحماً مخلوطاً وأصبح بإمكان المواطن معرفة مَن كان يقوم بغش الناس ومَن كان يعمل في الأساس بطريقة صحيحة”.

أما الملاحم التي تبيع كيلو اللحم بسعر ١٤ دولاراً، فذلك مرتبط بحالات معينة، بحيث يعتمد اللحام آلية بيع معينة، فيبيع اللحم “الفيليه” و”الكستليته” بهذا السعر، في حين يباع اللحم المفروم بـ ١٠ دولارات، فيكون قد حقق اللحام معدل أسعار ١٢ دولاراً للكيلو الواحد، بحسب عيد، الذي أكد أن أسعار لحم الغنم ارتفعت بصورة كبيرة بسبب عدم دخول كميات كافية منه عبر الحدود اللبنانية – السورية، والغنم السوري يتم تصديره إلى العراق ما أدّى إلى إرتفاع سعره في لبنان.

وأوضح صاحب “ملحمة الريان” عبر “لبنان الكبير” أن “أسعار لحم الغنم هي التي ارتفعت بصورة كبيرة حتى لامست الـ ١٥ دولاراً بعدما كانت بـ ١١ دولاراً، وذلك بعد ارتفاع سعر لحم الخروف الحي من ٤ دولارات إلى ٥.٥ دولارات بسبب عدم توافره في السوق، ولكن لحم البقر بقي على حاله يتراوح بين ١٠ و١٠.٥ دولارات”.

شارك المقال