خاص

معركة صامتة بين قوى 8 آذار في 5 دوائر أساسية

هناك ما هو خفيٌّ وأبعد من مجرّد التنافس بين اللوائح المتنوعة على صعيد الدوائر الانتخابية. ثمة معركة صامتة حقيقية دائرة بين القوى المحسوبة على محور 8 آذار على صعيد اللائحة الموحدة التي تضم أحزاب هذا المحور في عدد من الدوائر. ويتمثل سبب المعركة في لعبة الحاصل أو الكسر الانتخابي الذي من شأنه أن يغلّب فوز مرشح على آخر في اللائحة من حزبين أو تيارين مختلفين فيربح أحدهم المقعد الذي سيخسره زميله. هذه المعادلة غير قائمة على صعيد لوائح القوى المحسوبة تاريخيا على 14 آذار، لأسباب عدة أولها أنها تشكل لوائح متفرقة ولا تجتمع في لائحة واحدة على عكس المحور الآخر، إلا في بعض الدوائر الاستثنائية التي لا تعتبر محل تنافس داخلي بين أعضائها حيث يضمن كل حزب مقاعده، ومن الأمثلة على ذلك، تحالف الحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية” في دائرتي “جبل لبنان الثالثة” و”جبل لبنان الرابعة” حيث كل حزب يضمن حواصله. كما أن القوى والأحزاب السيادية تفرّعت في عدد اللوائح (3 لوائح مثلا في “جبل لبنان الأولى”، و3 لوائح في “بيروت الأولى”)، على عكس قوى 8 آذار التي توحدت في لائحة على صعيد دوائر عدّة مما كرّس المعركة التنافسية الداخلية.

وإذا كان انضواء 8 اذار على لوائح واحدة يجمع الأصوات ويمكن له أن يزيد عدد حواصل اللائحة الرابحة، لكن الانعكاس لمسألة من هذا النوع يكمن في التنافس الخفي والمفروض بصيغة طبيعية وفق القانون الانتخابي الحالي بين أعضاء اللائحة الواحدة. فماذا في التفاصيل؟

أشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى معركة تنافسية صامتة وجدية على لائحة “التيار الوطني الحرّ” في “الشمال الثالثة” بين عضوي اللائحة مرشح “التيار” جورج عطالله ومرشح الحزب القومي وليد عازار، وفي حال نجحت مساعي التيار في تأمين كسر انتخابي مرتفع يؤمّن الوصول إلى حاصل ثانٍ باعتبار أن الحاصل الأول شبه مضمون وفق المعطيات المنبثقة عن غالبية مراكز الأبحاث الجدية. وإذا فاز “التيار” بحاصل آخر على الرغم من صعوبة المبتغى، ستكون المعركة الداخلية على من سينال أصوات تفضيلية أكبر بين عازار وعطالله ويفوز بالمقعد. والمسألة عينها قائمة على صعيد لائحة “المردة” في “الشمال الثالثة” لكن لناحية أكثر جزماً بتحصيل مقعد ثالث في الكورة حيث التنافس دائر بين فادي غصن وسليم سعادة على اللائحة الواحدة لجهة من سينال أصوات تفضيلية أكبر ويفوز بالمقعد الثالث، مع الاشارة الى أن اللائحة المشابهة للمردة والقومي كانت حصدت 4 مقاعد في الانتخابات الماضية لكن انقسام القوميين بين لائحتين يجعل المعركة مرتبطة بثلاثة مقاعد.

وتشهد “جبل لبنان الرابعة” تنافسا داخليا على صعيد القوى الحليفة لفريق “حزب الله” بين ناجي البستاني الذي سينضم إلى كتلة تعتزم تشكيلها قوى 8 آذار الدرزية وفريد البستاني الذي يسعى “التيار الوطني الحرّ” إلى تحقيق فوزه حين ينضم إلى التكتل. ويعتبر المرشح الذي ينال أصواتاً تفضيلية أكبر الأكثر حظاً في كسب المقعد الماروني الثاني في الشوف.

والحال هذه تنسحب على دائرة “بيروت الأولى” حيث يتنافس حزب الطاشناق و”التيار الحرّ” على المقاعد في دائرة يحدد فيها الصوت الأرمني طبيعة المنافسة ويمكن لتكثيف أصوات الطاشناق على أكثر من مرشح أن يضعف فرص مرشح المقعد الكاثوليكي في حال لم تنل اللائحة 3 حواصل.

أما الدائرة الرابعة التي تشهد تنافساً داخلياً مفروضاً بين قوى 8 آذار على اللائحة الواحدة، فهي دائرة “بيروت الثانية” التي ضمت تحالفاً عريضاً بين “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ” والحزب القومي وطلال ارسلان، في وقت ستؤثر أصوات “حزب الله” التفضيلية في تحديد مسار من ينال المقاعد الاضافية بين مرشح “التيار” والقومي وارسلان.

وفي الانتقال من التنافس الصامت إلى النبرة التنافسية المحتدمة، ظهرت إلى العلن المعركة بين أعضاء اللائحة الواحدة لقوى 8 آذار في دائرة “البقاع الثالثة” (البقاع الغربي)، على صعيد “التيار الوطني الحر” والنائب ايلي الفرزلي. وعرفت الأيام الماضية غمز ولمز باسيل في زيارته إلى جب جنين، معتبراً أن “هؤلاء الوصوليين، الجاحدين، وناكري الجميل برروا فشلهم تجاه الناس بالهجوم على التيّار وبتشويه صورة مرشح التيار في البقاع الغربي شربل مارون من خلال تحميله مسؤولية فشلهم في الانماء، ومواقفهم المتقلبة وشخصيتهم المتلونة ونفسيتهم الخبيثة”.

تجدر الاشارة إلى أن دوائر عدة انتخابية تشهد أيضاً حماوة انتخابية تنافسية بين مرشحي الحزب أو “التيار” الواحد. وهذه مسألة ثانية ظاهرة وقائمة لكنها لا تندرج في سياق التنافس بين عدّة قوى وأحزاب محسوبة على محور سياسي واحد، بل لناحية كباش بين منتمين إلى حزب أو تيار واحد. والمعارك الانتخابية نارية بين عدّة مرشحين على هذا الصعيد أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى