تكثيف الجهود لايصال المساعدات الى غزة واجتماع في قبرص لتفعيل الممر البحري

لبنان الكبير

تتسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر الذي يقف على شفا المجاعة، في اليوم الستين بعد المئة للحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس”. وفيما لا يتوقع التوصل إلى اتفاق هدنة قريباً، يمطر الجيش الاسرائيلي مختلف أنحاء غزة من دون توقف بالصواريخ والقذائف التي أوقعت 69 قتيلاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.

وأحصت حكومة “حماس” أكثر من 40 غارة جوية على خان يونس ورفح في الجنوب، وكذلك على النصيرات وجباليا وبيت حانون في شمال القطاع. كما استهدفت نيران المدفعية الكثيفة شرق رفح وخان يونس في الجنوب والزيتون وبيت حانون في الشمال.

وجنوب مدينة غزة، أطلق الجيش الاسرائيلي النار على حشد من المواطنين ينتظرون ليلاً وصول المساعدات قرب دوار الكويت.

وأكد طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء اليوم الخميس لـ “فرانس برس”: “وصلتنا إصابات هذه الليلة من دوار الكويت. 86 اصابة وسبعة شهداء كلهم اصابات متفرقة بطلقات نارية مختلفة ومتعددة في جميع أنحاء الجسم في الصدر والأطراف”.

ولا يزال توزيع المساعدات داخل غزة صعباً وخطراً جراء الدمار الهائل ولا سيما في شمال القطاع بسبب الانفلات الأمني وفقدان السيطرة على الوضع. ويقول مكتب “حماس” الاعلامي إن الجيش يطلق النار على عناصر الدفاع المدني والشرطة ولا يمكنهم المساعدة في توزيع المساعدات. فيما يتهم مواطنون “جهات قوية” و”محتكرين” بوضع يدهم على المساعدات التي يحرم منها من هم بأمس الحاجة إليها.

والوضع حرج جداً في شمال القطاع، حيث تهدد المجاعة نحو 300 ألف شخص لم ينزحوا إلى الجنوب.
ونددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأربعاء بالقصف الذي استهدف أحد مستودعاتها لتوزيع الأغذية في رفح، ما أدى إلى مقتل أحد موظفيها وإصابة 22 بجروح.

وذكرت وزارة الصحة أن أربعة أشخاص قتلوا في القصف الصاروخي، بينهم محمد أبو حسنة الذي عرّفته على أنه مدير شرطة المركز. لكن الجيش الاسرائيلي قال إنه استهدف أبو حسنة لأنه أحد كوادر “حماس”.

من البر والبحر

تقول وكالات الاغاثة إن الشاحنات الداخلة الى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وإن إسرائيل تعوقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع منذ اندلاع الحرب التي أسفرت عن مقتل 31341 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة حتى الخميس.

ومنذ أسابيع تشارك عدة دول في إنزال المساعدات جواً، لكن هذه الكميات تبقى محدودة.

أما سفينة “أوبن آرمز” الاسبانية الخيرية القادمة من قبرص، فرُصدت ظهر اليوم الخميس قبالة تل أبيب، وفق موقع تتبع الملاحة “مارين ترافيك”. وتنتظر سفينة ثانية في قبرص عبور هذا الممر البحري وعلى متنها حمولة أكبر.
توازياً، توجهت أربعة زوارق تابعة للجيش الأميركي إلى المنطقة محملة بالمعدات اللازمة لبناء رصيف لتفريغ المساعدات الانسانية في غزة وهو ما يستغرق ستين يوماً.

لا بديل عن الطرق البرية
أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء خلال تفقد قواته أن “العنصر الانساني الذي يجب معالجته بسرعة مع الوصول المتوقع للسفن هو قضية مركزية ستسهل إيصال الغذاء إلى السكان وليس إلى حماس”.

لكن الأمم المتحدة تؤكد أن إيصال المساعدات عبر البحر أو إنزالها جواً لا يمكن أن يحل محل الطرق البرية. وهو ما أكدته الولايات المتحدة وقبرص والامارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر في بيان مشترك قالت فيه إن لا بديل عملي للطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الاسرائيلية لإيصال المساعدات بكميات كبيرة. وأشارت الى أن من المقرر أن يعقد اجتماع الأسبوع المقبل في قبرص لإجراء مناقشات معمقة حول تفعيل الممر البحري.

ورأت هذه الدول أن فتح ميناء أشدود الاسرائيلي، شمال غزة، أمام المساعدات الانسانية من شأنه أن يسهم في إيصال عدد أكبر من المساعدات.

في الوقت الحالي، تُنقل المساعدات براً بصورة رئيسية من الأردن أو مصر إلى نقطتي تفتيش إسرائيليتين في جنوب غزة حيث تخضع لعمليات تفتيش طويلة ومرهقة.

وسمح الجيش الاسرائيلي الثلاثاء لأول مرة بدخول ست شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى شمال غزة، مما أحيا الأمل في تسريع عمليات التسليم لتلبية الاحتياجات الهائلة لنحو 2,4 مليون نسمة من سكان القطاع معظمهم صاروا نازحين وفقدوا كل ما يملكونه.

“جزيرة إنسانية”

توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمضي قدماً في الهجوم البري الذي يعد له على رفح المحاذية للحدود المغلقة مع مصر، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي، بما في ذلك واشنطن حليفة إسرائيل.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء أن حماية المدنيين والمساعدات الانسانية يجب أن تكون “أولوية” بالنسبة الى إسرائيل.

وتحدث الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري الأربعاء عن إنشاء “جزيرة إنسانية” لنقل سكان رفح إليها قبل الهجوم، على أن توفر لهم “مساكن مؤقتة وطعام ومياه ومستشفيات ميدانية”.

ديبلوماسياً تسعى واشنطن مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق على هدنة لعدة أسابيع بين إسرائيل و”حماس”.

والليلة الماضية، قال رئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية إن التوصل إلى اتفاق ما زال متاحاً، داعياً إسرائيل التي التخلي عن “تعنتها”. وترفض إسرائيل وقفاً نهائياً لإطلاق النار وتريد فقط وقف القتال للإفراج عن الرهائن الذين تطالب بأدلة على من هم أحياء منهم.

شارك المقال