تكسير “أسنان” الاستحقاقات النقابيّة يهدّد الانتخابات النيابية!

لبنان الكبير

“بروفة” غير مطمئنة فرضت حضورها على استحقاق انتخابات نقابة أطباء الأسنان أمس، بما يضاعف المحاذير من انعكاسات معنوية اضافية بدأت تلقي بثقلها على الانتخابات النيابية. “هرج ومرج” واشكالات وتكسير صناديق اقتراع وتضارب، حتى إلغاء انتخابات نقابة أطباء الأسنان. وكأن “آخر الدوا الكيّ” و”مرحبا انتخابات” إذا ما أقفلت في وجه محور “حزب الله”. وأشارت معطيات متوافرة من داخل قاعة فرز الأصوات الى أنّ الفوضى المقترفة افتُعلت من “وجوه غير مألوفة” ومؤيدة لـ”حزب الله”. وهذا ما أشار اليه رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل في اعتباره ما حصل في انتخابات نقابة أطباء الأسنان “معيب ومخزٍ”. وأشار الجميّل آلى أن “عناصر مسلّحة من حزب الله من خارج الأطباء يعتدون على موظفي الفرز ويحطّمون الصناديق في مشهد لا يبشر خيرًا للانتخابات النيابية المقبلة”. ولاحقاً ردّ “الحزب” بالتبرّؤ من الإشكال ومهاجماً الجميّل.

ورأت مصادر سياسية معارضة عبر “لبنان الكبير” في “فرط” انتخابات نقابة أطباء الأسنان مؤشراً مقلقاً لناحية ضرب الانتخابات النيابية، في وقت تتصاعد الشكوك المحيطة بالاستحقاق انطلاقاً من الطعن المقدّم في تعديلات قانون الانتخابات ووصولاً إلى بداية التلويح بشحّ الأموال كما المحاذير المستمرّة من العاملين الأمني والاجتماعي. واعتبرت أنّ قبول الطعن بتعديلات القانون، إذا حصل، سيكون مؤشراً دالّاً الى عرقلة حصوله والتأثير في معنويات المغتربين الذين يطمحون في غالبيتهم للاقتراع لمصلحة 128 نائباً وليس على أساس 6 نواب يمثلون القارات. ولفتت إلى أن تصريحات نواب “حزب الله” تدلّ بوضوح على رفض أي تغيير مرتقب في الانتخابات من خلال الاصرار على صيغة الحكومات التوافقية، بما يشير إلى استعداده لنسف مضمون الانتخابات في الممارسة إن أتت النتائج لمصلحة خصومه.

ولعلّ النتائج الانتخابية النيابية المرتقبة بدأت تعبّر عن ذاتها في نتائج الانتخابات النقابية. وتبلور أمس مثال جديد على اتجاه الكفّة لمصلحة التغيير والقوى المناوئة لمحور “حزب الله” مع إعلان نتائج انتخابات نقابة الصيادلة وفوز مرشح لائحة “نقابتي سندي” جو سلوم بمنصب نقيب الصيادلة. وحاز سلوم على 1134 صوتا، في وقت نال منافسه فرج سعادة 995 صوتا. إلى ذلك، فاز تجمع “نقابتي سندي” بـ10 مقاعد في انتخابات نقابة الصيادلة. وشملت المقاعد الفائزة مجلس النقابة وصندوق التقاعد والمجلس التأديبي. في المقابل، فازت لائحة “الصيادلة ينتفضون” بمقعدين. أما لائحة “نقابة الضمير المهني” فربحت 5 مقاعد.

من جهته، نأى “التيار الوطني الحر” بنفسه أمس عن الاشكالات التي عصفت باستحقاق نقابة الاسنان في لبنان. واستهجن قطاع المهن في “التيار” بأقصى “تعابير الإدانة الدرك الذي وصلت اليه الأمور خلال انتخابات نقابة اطباء الاسنان، مشيراً إلى أننا قد حذرنا بالامس من الجو السياسي المشحون بين مختلف الأطراف والأحزاب الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على التضامن النقابي ورفضنا أجواء التوتر والانقسامات بين زملاء المهنة واعلنا تغليب الخيارات النقابية على أي مصلحة أخرى”. وأضاف: “الانتخابات امتحان ديموقراطي يتخطى الربح والخسارة وقد رسب اليوم من سمح ليده بتكسير صناديق الاقتراع وهدر اصوات زملائه خوفا من خسارة كانت واضحة ومحتمة”.

وإذا كان “التيار” قد نأى بنفسه عن مظلومية “حزب الله” في الانتخابات النقابية، لكنه عبّر بدوره عن مظلومية من نوع آخر تحت شعار “ما خلونا” الذي عاد وبرز أمس على لسان النائب جبران باسيل، في قوله إنه “لم يزعج البعض في السلطة خلال هذا العهد إلّا كلمة القويّ لأنهم يحبّون الضعيف كي تبقى يدهم موضوعة عليه”. ورأى أنّه “إذا كان هناك احتلال إيراني سيكون التيار أول من سيواجهه عندما سيركع أمامه الآخرون”. واعتبر باسيل من حديقة الاستقلال في كفرذبيان “أننا تيار استقلالي وهذا أهم ما في فينا فنحن ربينا على فكرة الاستقلال وضحينا كثيراً للحصول عليه لكن اكتشفنا بعد ذلك أن الحفاظ عليه هو الأصعب، لافتاً إلى أن الاستقلال تتهدّده اليوم أمور كثيرة أوّلها وضع اليد الاقتصادية والمالية على لبنان، فالاستقلال لا يكون فقط بالسياسة بل بالاقتصاد وهذه هي معركتنا اليوم”.

وتكلّل الحديث المظلوميات أمس، على لسان رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اعتبر ان “لبنان يواجه أزمات كبيرة غير مسبوقة كان لها انعكاساتها السلبية على اللاجئين الفلسطينيين”. وقال عون انه “على المجتمع الدولي أن يعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني عبر إعادة الحق لأصحابه، وتحقيق السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية”. وطلب “تأمين عودة فلسطينيّي الشتات إلى ديارهم التي شرّدوا منها احتراماً لحق العودة كما نصّ عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 في 11/12/1948، الذي أكّد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعلى وجوب العمل على اغاثتهم إلى أن تتم عودتهم، كما نصّ على وجوب حماية الأماكن المقدسة، ووضع مدينة القدس تحت مراقبة الأمم المتحدة الفعلية، وضمان حرية الوصول اليها نظراً لارتباطها بالديانات السماوية الثلاث”.

شارك المقال