“حزب الله” متورط “بالجرم المشهود”… والمسرحية في بعبدا

لبنان الكبير

في غياب أي أفق حلّ وسط دهاليز الأزمة اللبنانية المتعددة الجوانب، دقّ النفير، أمس، للإعلان عن مدى تجذّر الصعوبات في دولة مخطوفة وارتباطها العضوي بولاءات “حزب الله” الخارجية، وذلك عبر تصريح المتحدّث الرسمي لتحالف دعم الشرعية في اليمن العميد تركي المالكي الذي أكد أن “الحوثيين لا يملكون القرار ليكونوا جزءاً من الحل السياسي في اليمن، وأن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران مسيطر على القرار لدى الحوثي”.

واستعرض المالكي أدلة حول تورط “حزب الله” في اليمن واستخدام المطار لاستهداف المملكة العربية السعودية، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض، كاشفاً عن صور لعناصر من “حزب الله” خلال تدريب الحوثي على إطلاق المسيّرات الى السعودية. وإذ أشار إلى “مسؤولية حزب الله عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمملكة، شدد على أن الحزب لا يمثل الشعب اللبناني”. ولفت إلى أن “كل الجهود التي بُذلت لإحلال السلام في اليمن وحل الأزمة السياسية قابلها الحوثي بالرفض، ونعلم أن الحل السياسي في اليمن هو الأمثل، مع الإشارة إلى أن الحرب في اليمن فكرية واجتماعية وطائفية كما هي الحال في لبنان”.

وتأتي الادانات السعودية لأداء “حزب الله” على وقع التحضير لاثنين غضب “عوني” على “الثنائي الشيعي” مع استبعاد أن تشمل حدوده خارج نطاق الأراضي اللبنانية، باستثناء استعراض الأوضاع التكتية الداخلية المتعلقة باعتبارات “الحزب” وارتباطات تحالفاته الداخلية.

وإذ يأتي تصريح رئيس الجمهورية المنتظر على تخوم استحقاق الانتخابات النيابية والسنة الأخيرة للعهد، برز الانتقاد الموجه لأداء الفريق السياسي المحسوب على العهد على لسان النائب وائل بو فاعور، الذي قال أمس إن “العهد في هزيعه الاخير ولم نعد نرجو من هذا العهد ان يقدم الكثير الايجابي لهذا الوطن ونتمنى اعادة اطلاق العمل في المؤسسات الدستورية وعدم ادخالنا بمسرحيات سياسية جديدة”. واعتبر خلال زيارة قام بها الى مؤسسات أزهر البقاع في مجدل عنجر ان “الدولة يجب ان تكون شاملة لكل اللبنانيين سواء حول نقاش كيفية استقرار لبنان مستقبلا وفي علاقاته الداخلية والعربية، ومن منطلق الشراكة والمواطنة”. وتطرق إلى موضوع الاستراتيجية الدفاعية، قائلاُ: “لقد آن الاوان لنقاش وطني حقيقي مسؤول بدءا من الاستراتيجية الدفاعية وصولا الى سياسة النأي بالنفس التي نرى اليوم ان الابتعاد عنها بات يورطنا في مشاكل عربية ومحاولات لاخراج لبنان من عروبته وانتمائه العربي وفي مصالح وحسابات سواء ايرانية وغير ايرانية لا قدرة لنا عليها”.

ولم تخلُ عبارات الشجب والاستنكار في ظلّ التعطيل المستشري من عظة البطريرك مار بشارة الراعي بعد القداس الالهي، أمس. وإذ أشار إلى أنه “يهنّئ الناس بعضهم بعضًا على الخير الذي يفعلون، لا على الشرّ وتحقيق الخراب والتعطيل والإفقار. نهنّئ المسؤولين السياسيّين والأحزاب والنافذين على إنجازاتهم الكبيرة لخير الوطن والشعب. أمّا الذين من بينهم يعطّلون مسيرة الدولة فلا يستحقّون سوى الإدانة والشجب. نُدينهم لأنّهم يعتمدون استمراريّة الأزمات، وزيادة الإنهيار، وتراجع قيمة الليرة، وتفكّك المؤسّسات، وارتفاع نسبة البطالة، ومقاومة الحلول، لفت إلى أنّه عن هذا الواقع الهدّام أعرب قداسة البابا فرنسيس في رسالته بالأمس إلى المدينة والعالم عن قلقه على لبنان الذي يتأّلم من أزمة غير مسبوقة، مع أوضاع اقتصاديّة واجتماعيّة مقلقة”.

وحول التطورات السياسية، اعتبر الراعي أن “اللبنانيّين يتطلعون إلى وجوب إجراء الإنتخابات النيابيّة في أيّار المقبل كاستحقاق دستوريّ يفسح في المجال ليمارسوا حقّهم في المساءلة والمحاسبة. وهذه الانتخابات تكون ضمانة لاجراء الانتخابات الرئاسية وإنّهم يتوقون إلى رؤيةِ جيلٍ سياسيٍّ جديدٍ يَتمتّعُ بمؤهّلاتِ القيادةِ وحُسنِ الحَوكمة، يَفْقَهُ معنى حيادِ لبنان ودورهِ السلميّ والحضاريّ في المنطقة بعدما تأكدوا، أن لا إصلاحَ ولا تغييرَ ولا إنقاذَ من خلالِ جماعةٍ سياسيّةٍ عَبثَت بالبلادِ والعِبادِ منذ ثلاثينَ سنةٍ ونيّف، مشيراً إلى أنّ شعبنا يتطّلع إلى جيلٍ وطنيٍّ جديدٍ يَتقدّم إلى المسؤوليّةِ الوطنيّةِ بشجاعةٍ وأخلاقيّة، ويُقدِّمُ برنامجًا واضحًا، أوّلًا على الصعيدِ السياسيّ، ثمّ على الأصعدة الإقتصاديّة والإجتماعيّة والماليّة”.

شارك المقال