اسرائيل تتوسع بالقصف جنوباً… “الأونروا” بريئة… ايران تتراجع نووياً

لبنان الكبير / مانشيت

على غير عادته بقصف بعلبك، اختار الجيش الاسرائيلي توسيع عملياته شمال مدينة صور لتشمل بلدة صريفا رداً على إسقاط “حزب الله” مسيرة جديدة، هي الخامسة منذ بدء الحرب، ويستمر التصعيد المتزايد في الجبهة اللبنانية منذ استهداف اسرائيل للقنصلية الايرانية في دمشق، التي تبعها رد ايراني ثم رد اسرائيلي على الرد، فيما يحاول العالم منع توسع الحرب، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس في اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حصل على هدية جديدة من ايران إثر رده المضبوط، بإعلانها التراجع عن الكلام التصعيدي حول تغيير عقيدتها النووية. إلا أن الهدايا ليست أبدية، بحيث فشل في تحقيق حلمه بالتخلص من منظمة “الأونروا” بعد أن برأتها تحقيقات الأمم المتحدة أمس من أي تورط في هجمات السابع من تشرين الأول.

وفيما تشتعل حدوده الجنوبية، ينشغل لبنان بأزمة “النزوح” السوري، التي يبدو أن أوروبا أًصبحت توليها اهتماماً، لا سيما الجارة قبرص، الدولة الأكثر تضرراً، والتي سيزور رئيسها لبنان للمرة الثانية بداية الشهر المقبل. وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من الوفد الأوروبي الذي زاره أمس في السراي تغيير سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن النزوح، فيما سيعقد اليوم اجتماع وزاري قضائي أمني موسع لبحث ترحيل المساجين من التابعية السورية، الذين يشكلون نحو 32% من المساجين في السجون اللبنانية.

الميدان

طال القصف الاسرائيلي أمس بلدة صريفا شمال صور لأول مرة منذ بدء الحرب، وذلك بعد إسقاط “حزب الله” مسيرة اسرائيلية من نوع “هيرميز 450”. وأعلن الحزب أنه قصف مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في ‏قاعدة عين زيتيم رداً على قصف صريفا، بعد اعلانه في وقت سابق عن سلسلة عمليات استهدفت مواقع السماقة وحانيتا والضهيرة، فيما استمر القصف الاسرائيلي المعتاد على القرى الحدودية.

فرنسا تعمل لوقف التصعيد

في هذه الأجواء شدد الرئيس الفرنسي على جهود فرنسا بالتنسيق مع شركائها الدوليين، “للعمل على نزع فتيل التصعيد على الخط الأزرق بين اسرائيل ولبنان”.

وأكد ماكرون في اتصال مع نتنياهو أنه يريد “تفادي تدهور” الوضع في الشرق الأوسط، مكرراً “عزمه على تشديد الاجراءات لمواجهة أفعال ايران المزعزعة للاستقرار”، وفق ما نقلت الرئاسة الفرنسية.

ايران تتراجع

إلى ذلك، تراجعت ايران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، عن تحذير صدر عن قائد وحدة في “الحرس الثوري” تحمي المنشآت الايرانية، من أن بلاده قد تعيد النظر في سياستها النووية إذا استمرت التهديدات الاسرائيلية.

وقال كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران: “قالت إيران عدة مرات إن برنامجها النووي يخدم الأغراض السلمية فقط. ولا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا النووية”.

وكان القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية في “الحرس الثوري” أحمد حق طلب حذّر الأسبوع الماضي بعد تصاعد التوتر مع إسرائيل، من أن التهديدات الاسرائيلية بضرب المنشآت الايرانية قد تدفع طهران إلى “مراجعة العقيدة والسياسات النووية الايرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة سابقاً”.

براءة “الأونروا”

وبعد أسابيع من الادعاءات الاسرائيلية بتورط موظفين لدى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى “أونروا” في نشاطات حركتي “حماس” و”الجهاد الاسيامي”، كشف التقرير النهائي للجنة المراجعة المستقلة المكلفة من الأمم المتحدة أن إسرائيل أخفقت في تقديم أدلة تدعم اتهاماتها لهذه الهيئة الأممية في شأن توظيف أشخاص ينتمون إلى “جماعات إرهابية”، فضلاً عن التأكيد أن لدى الوكالة أطراً قوية لضمان الامتثال لمبادئ الحياد الإنساني، على الرغم من استمرار بعض المشكلات.

وأكدت اللجنة أن إسرائيل لم تثبت بعد أياً من ادعاءاتها الأوسع حول تورط موظفي “الأونروا” في نشاطات “حماس” أو “الجهاد الاسلامي”، مشيرة إلى أن اسرائيل أصدرت في مارس (آذار) الماضي “ادعاءات علنية مفادها أن عدداً كبيراً من موظفي الأونرو) أعضاء في منظمات إرهابية (…) ومع ذلك، لم تقدم إسرائيل بعد أدلة داعمة على ذلك”.

في السياق، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، في بيان أمس، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قبل بتوصيات مراجعة مستقلة لقدرة “الأونروا” على ضمان الحياد، والرد على ما قيل عن ارتكاب مخالفات.

وقال المتحدث في بيان: “اتفق (غوتيريش) مع المفوض العام (للوكالة) فيليب لازاريني على أن الأونروا، بدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات”. وأضاف: “للمضي قدماً، فإن الأمين العام يناشد جميع الأطراف المعنية تقديم الدعم الفاعل للأونروا بوصفها شريان الحياة للاجئي فلسطين في المنطقة”.

النزوح السوري أولوية

وفيما يستعد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لزيارة ثانية إلى بيروت، جال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد، على القيادات اللبنانية امس، فالتقى في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وغادر فارهاليي من دون الإدلاء بتصريح، متوجهاً إلى اليرزة حيث اجتمع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون. كما زار الوفد السراي واجتمع مع الرئيس ميقاتي الذي أكد أن “على الاتحاد الاوروبي أن يغيّر سياسته في ما يتعلق بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وأن تكون المساعدة موجهة لتحقيق عودتهم الى بلادهم”.

وشكر الاتحاد الأوروبي “لادراج لبنان على جدول أعمال اجتماعه الاخير، واقرار رزمة اجراءات سياسية ومالية لدعمه سيعلن عنها قريباً”. وشدد على “الحاجة الملحة الى دعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية ودعم المشاريع الانمائية والاستثمارية في لبنان في مجال الطاقة المتجددة والمياه والتنمية المستدامة”. وقال: “إن كان لبنان بخير فأوروبا ستكون بخير، لذلك مصلحتنا مشتركة”.

شارك المقال