باسيل يستدعي ردوداً واسعة: “الفهلوي”… “والخصم غير الشريف”

لبنان الكبير

إذا كانت جائحة الكورونا تتصدّر الاهتمامات اللبنانية مطلع العام الجديد مع “الدرس المتأنّي” لإمكان اتّخاذ قرار بإقفال البلد وفق الأرقام والمعطيات المتوافرة والسؤال المطروح عن الفترة الزمنية لهذا الإقفال، فإنّ المواقف السياسيّة المُنبثقة أمس من كلمة النائب جبران باسيل لم تحمل متحوّرات على صعيد العلاقة مع “حزب الله” خلافاً للترجيحات. وقد اختار باسيل العزف على وتر تغيير النظام والغمز من قناة حركة “أمل” التي سارعت في الردّ على “الفهلوي”، وفق الوصف الذي اعتمدته محطة “أن بي أن”، مشيرةً إلى أن “الفهلوة” تحوّلت من “أنانية فكرية يحتكرها شخص واحد، إلى ميثاق ما بقي من تيار ورثه بفعل المصاهرة”. واعتبرت أن “باسيل شاطر في قيادة تياره من فشل إلى فشل ومن سقوط إلى سقوط، حتى باتت تجوز تسميته رئيس تيار السقوط الحر”.

وعلى تنوّع الضرب السياسي الهجومي الباسيلي على حافر الحلفاء أو على مسمار الخصوم، لكن ما يبقى لافتاً هو تبني باسيل الانتقال الى نظام جديد. وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أنّ عنوان اللامركزية المالية والصعود درجة إضافية – إذا لزم الموضوع – نحو المطالبة بالفدرلة، سيكون أساساً في الخطاب الانتخابي الذي سيعتمده “التيار الوطني الحرّ” في الأشهر المقبلة، في طريقة يرى فيها الخصوم محاولة للعمل على “شدّ العصب”، خصوصاً أن هذه المصطلحات تصنّف في خانة الربيحة على المقلب الشعبي. وعُلم أن بعض الكوادر البرتقالية بدأوا يتناقلون في جلسات مناطقية أن النجاح في الوصول إلى نظام جديد قد اقترب وأن النظام الحالي انتهى، وأنه لا بدّ من الصمود والاقتراع على أساس خيارات تتيح الانتقال من نظام الطائف. وعُلم أن الدعم الخلفي لهذه المواقف بدأت تتبناه وجوه داعية إلى تغيير النظام، عبر حملات ونشاطات دعائية لباسيل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وإذ ركّز باسيل هجومه أمس على “الدولة المركزية التي تسلب رئيس الجمهورية صلاحياته بالقوة من قبل مجلس النواب والمجلس الدستوري”، اعتبر أنّ “هذه الدولة المركزية تسلب بقية الطوائف حقها بالمداورة بوزارتي المالية والداخلية. وهذا الامر لم نعد نريده. هذه الدولة المركزية فاشلة بقيادتكم وبسبب منظومتكم. ونحن لا نريد العيش بدولة فاشلة والدولة المركزية نريدها مدنية علمانية”.

وعن العلاقة مع “حزب الله”، أشار باسيل إلى أنّه “اخترنا تفاهم مار مخايل مع حزب الله على الفتنة، واتفقنا على أنّ السلاح فقط لحماية لبنان”. ولفت إلى إنّ “محاولات العزل والحصار لن تنتهي… والوحدة الشيعية مهمّة لكن ليس على حساب البلد”. وتساءل: “أين تُرجِمَت مار مخايل في بناء الدولة؟ بتغطية الفساد والمسايرة بشلّ الرئيس وعهده؟ بضرب المجلس الدستوري؟ أين الاستراتيجية الدفاعية بلا مضمون فعليّ؟ حاولنا تطوير وثيقة التفاهم في الغرف المغلقة، فنحن لا نريد إلغاءها، لكنّها لم تعد تجيب عن تحدياتنا، ويجب أن تبقى المقاومة فوق الدولة وفي كنفها”. واعتبر “أننا بحاجة لحوار جدّي مع حزب الله، ولن نربح أصواتاً انتخابية إضافية في حال فكّ التفاهم، ونحن نختار أن نربح نفسنا وصدقيتنا على أن نخسر الحزب والوطن”.

ولم يتأخر الردّ على الهجوم الباسيلي المتعدد الجوانب، من خلال “القوات اللبنانية” التي صوّبت على مواقف باسيل بشخص مرشحها في قضاء البترون غياث يزبك، الذي أكد أنّ “الخطاب الذي ينتهجه التيار الوطنيّ الحرّ والممزوج بالتحريف وقلب الوقائع وتحريك الغرائز، بات العدو الأول للحالة العونية”. ورأى يزبك أنّ “ادّعاء الأخير أنّه اختار مار مخايل بديلاً من الطيونة يهين حزب الله ويثير القرف لدى أبناء عين الرمانة واستطراداً كلّ المسيحيين لأنّه لم يكن يوماً إلّا في مار مخايل وفي كلّ مكان يؤمّن له مقعداً نيابياً أو وزارياً أو حظوة او كرسياً رئاسياً وقد أخذه هذا الحلم، وقبله عمه وراعيه، في مسارات أدّت إلى قتل المسيحيين ولبنان ودمرت الدولة حتى انتهى به الأمر ملوّث الجبين على عتبات الأسد وبلاد الفرس”. وأشار إلى أن “التطاول على القوات بحثاً عن إعلاء موقعه في عيون الحزب والمسيحيين في آن هو قمة الضياع والانفصام إذ أسقطه في السابق وسيعمّق سقوطه الأخلاقي والسياسي والوطني إذ يظهر تكراراً بأنه لا يمكن أن يكون حليفاً موثوقاً فيه ولا خصماً شريفاً، وهذه الصفات السلبية أسقطت امماً وقامات كبيرة فكيف بالحالة الباسيلية”.

ويأتي الردّ “القواتي” بلسان مرشحها في البترون، فيما بدأت تتّضح بعض أسماء المرشحين في عدد من المناطق. وعلم “لبنان الكبير” أن الاتجاه هو نحو ترشيح الوزيرين السابقين غسان حاصباني وريشارد قيومجيان في دائرة بيروت الأولى، وترشيح النائب جورج عدوان في الشوف، والوزير السابق ملحم الرياشي في المتن، والنائب زياد حواط في جبيل. وهناك بعض الأسماء الجديدة التي لم تتضح بعد على صعيد عدد من المناطق بانتظار التشاور والتحالف مع عدد من القوى الحزبية والمناطقية. وأشارت المعلومات الى أن ترقب اعلان “القوات” رسميا عن كامل مرشحيها، سيحصل في منتصف الشهر الجاري.

على صعيد آخر، ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس قداس “يوم السلام العالمي” في بكركي، مؤكداً على رسالة قداسة البابا أنّ “السلام في آن هو هبة من الله وثمرة إلتزام مشترك. يوجد في الواقع هندسة سلام حيث تتشارك المؤسّسات الإجتماعيّة المختلفة، وصناعة سلام تُلزم كلّ واحد منّا شخصيًّا. الجميع يستطيعون التعاون في بناء عالم أكثر سلميًّا، انطلاقًا من القلب الشخصيّ، ومن العلاقات في العائلة والمجتمع ومع البيئة، وصولًا إلى العلاقات بين الشعوب والدول”. وذكّر بالإسم الجديد الذي أعطاه للسلام القدّيس البابا بولس السادس وهو “الإنماء الشامل، الذي بكلّ أسف يبقى بعيدًا عن حياة الكثيرين من الرجال والنساء والشعوب. ونحن منهم في لبنان بالشكل المأسويّ”.

شارك المقال