بين عدوان مُدان على الإمارات وعدوان مبيّت على أصوات المغتربين

لبنان الكبير

بين دويّ الأزمات المحليّة على الصّعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودويّ الأزمات الاقليميّة، بمسيّرات حوثيّة مفخّخة استهدفت مطار أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، تعدّدت الأشكال والشرّ واحد في استهداف عناوين الاستقرار والازدهار والتقدّم. ولم تكن كلّ البيانات اللبنانية الهادفة إلى سكب بعض البرد والسلام فوق جروح الإمارات الأمنية سوى تعبير مشابه للأوجاع اللبنانية الوطنية النازفة من كلّ الجوانب.

لكن في بيروت الحزينة الاتجاه دائم إلى مداواة العلل بالمسكّنات، على الرغم من التلويح الايجابي بعودة الجلسات الحكومية إلى الانعقاد الذي يأتي كإجراء “أقل الممكن” فوق الطاولة الوزارية التي ينتظرها الكثير من ورش السباق مع مستويات الانهيار. ولا يبدو استحقاق الانتخابات النيابية خارج مستوى التحدّيات المتصاعدة مع علامات استفهام تُطرَح بشكلٍ أكبر حول حجم المطبّات التي تقف عثرة.

وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى هواجس جدّية طفت على سطح عدد من القوى السياسية المعارضة في الساعات الماضية، لجهة الربط بين عودة الجلسات الوزارية والنيابية المرتقبة وامكان تطيير تعديل قانون الانتخابات المتعلّق بتصويت المغتربين واستبداله بدائرة النواب الستة التي يستقرئ المعارضون أنها ستؤدي إلى إحجام المغتربين عن التصويت وخيبة أمل كبيرة على صعيد الانتشار. وعُلم أن العديد من الوجوه الاغترابية الناشطة، التي عملت على تشجيع اللبنانيين المنتشرين على التصويت، تتحضّر لإعلاء الصوت وايصاله إلى جهات برلمانية دولية على تواصل معها في كلّ دولة في حال حرق ورقة التصويت لمصلحة 128 نائباً واستبدالها بالدائرة 16. وهناك استراتيجية مواجهة بدأت وضعها أحزاب معارضة للتصدي على الصعيد الداخلي لأي طرح قائم على اعادة النظر في كيفية تصويت المغتربين.

وهناك تحدٍّ آخر بدأ يطفو على سطح تحضير القوى المصنفة في خانة التغييرية على صعيد استحقاق الانتخابات النيابية، إذ علم “لبنان الكبير” أن هناك نوعاً من الاستعصاء لجهة القدرة على التوصل الى لوائح موحدة. وثمة انقسام واضح بين القوى المحسوبة على الانتفاضة، مع الاتجاه الى خوض الانتخابات من خلال أكثر من لائحة، مع امكان تشكيل ثلاث لوائح في بعض الدوائر. وعُلم ان الانقسام قائم على الخيارات السياسية المتعارضة بين مجموعات ترفض التحالف مع مجموعات أخرى، لاعتبارات التوجه السياسي اليميني او اليساري او لرفض مشاركة حزب الكتائب في اللوائح. وعُلم أن هناك تباينات على صعيد المجموعات المحسوبة على اليسار والتي يمكن أن تشكل أكثر من لائحة. وكلّ هذه المؤشرات تنحو باتجاه نوع من التضعضع وتشتّت الخيارات مما يقلّل الاندفاعة حول ما يمكن أن تنتجه الانتخابات.

وباستثناء المؤشرات غير المشجعة على صعيد منحى الانتخابات، لم يطرأ محلياً أي جديد يذكر سوى تأكيد معاودة الجلسات الحكومية مطلع الاسبوع المقبل، بعد تسلم الرئيس نجيب ميقاتي مشروع الموازنة في غضون أيام، كما الاستنكارات الشاجبة للعدوان الذي تعرضت له الامارات بالمسيّرات الحوثية.

واعتبر الرئيس سعد الحريري أنه “عندما تتمادى الميليشيات الحوثيّة في اعتداءاتها لتستهدف الإمارات العربية المتحدة، فهذا يؤكّد أن أوامر العمليات في العدوان تتخطّى تلك الميليشيات وقياداتها المحلية، وأن مصدر الفتنة والفوضى والتخريب هو دولة تضمر الشر للبلدان العربية وشعوبها، مشيراً إلى أن مسيّرات إيرانية بامتياز استهدفت العاصمة الإماراتية ونفّذت عدواناً مكشوفاً على المجال الأمني العربي، وعلى النجاح العربي في مختلف أوجه التقدم والانفتاح والحداثة”. وطالب الحريري بـ”وقفة عربية تحمي الخليج وأمنه وشعبه وتوقف التمدّد الايراني في دولنا ومجتمعاتنا”.

الرئيس ميقاتي دان الهجوم الذي طاول مطار أبوظبي، مؤكداً في بيان “تضامن لبنان مع دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيساً وشعباً، ضدّ هذا التعدّي السافر الذي يندرج في سياق تهديد الأمن والاستقرار في الإمارات وضمن مخطط يهدف إلى البلبلة وتوجيه رسائل دموية، لم تكن في يوم من الأيّام الحل لأيّ نزاع”.

كذلك، عبّر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن ادانته للعدوان الذي تعرّضت له الامارات، في تغريدة عبر “تويتر”، أشار فيها إلى أنه “محزن ومؤسف التعرض لعاصمة دولة عربية وللمنشآت المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة العزيزة، وهو أمر مدان ويتعارض مع الاعراف والمواثيق الدولية، ولن يؤدي إلا إلى تأجيج الصراع في اليمن. المطلوب الحوار للوصول إلى حل سياسي، يحافظ على أمن دول الخليج ويؤمن الاستقرار للشعب اليمني”.

شارك المقال