أزيز “حسان” مستمرّ فوق صداع لبنان… وبن فرحان يؤكّد المؤكد

لبنان الكبير

لم يخفت الوقع السياسي لأزيز المسيّرة الاستطلاعية “حسان” وهدير الطائرات الاسرائيلية في سماء بيروت خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكأن البلاد تحوّلت إلى مساحة للأخذ والرد على طريقة توجيه رسائل بواسطة الطائرات كما أراد “حزب الله” على طريقة “show off” بعدما استكمل في الساعات الماضية المهمّة “الأزيزية” من وراء مذياع نوابه وقيادييه. ولم يكن ينقص الارتجاج الاقتصادي والسياسي والانتخابي على مسافة أشهر من الاستحقاق المنتظر، سوى ارتجاج أمني بتوقيع “الحزب” عينه على تنوّع الأساليب المبتدعة لوضع اليد على البلد ومصادرة قرار الدولة على صعيد الحرب والسلم، لا كما وصف النائب محمد رعد “المسيّرة الصفراء” على أنها من الوسائل لتوفير معادلة ردع. و”المضحك المبكي” أنّ هذه التطورات تأتي على مشارف أيام قليلة من الورقة اللبنانية التي ردّت على المبادرة الكويتية المتمحورة في بنودها حول السيادة اللبنانية والتأكيد على القرارين 1559 و1701.

وأتى التأكيد من جديد على مسار طريق الضوء أمس في تصريح وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان الذي أكد أنّ على لبنان أن يُقدّم إشارات أقوى على جديته في الإصلاح من أجل الحصول على دعم المجتمع الدوليّ. وأشار الأمير فيصل خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إلى أنّ “لبنان يحتاج أولاً إلى التحرّك بهمّة لإنقاذ نفسه”، مضيفاً: “نحتاج إلى إشارة أقوى من النخبة السياسية اللبنانية على أنّهم يتحركون بجدية نحو الإصلاح”. وأكد أنّ الإصلاح يتضمّن العمل من أجل دعم واستقرار الاقتصاد ومعالجة قضايا الفساد وسوء الإدارة، إلى جانب “التدخّل الإقليمي وفقدان سيادة الدولة”.

وعلى طريقة “اسندلي تحملّك”، جاء الإسناد لرعد أمس من خلال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي اعتبر “طائرة حسان المقاومة فخر سيادة لبنان، والعين على خرق انتخابي كبير يحسم قضية القرار السياسي الوطني لأن مقاولي السياسة حوّلوا الدولة والناس أسواقا وأرزاقا ونواطير”. وعلى غفلة، دعا قبلان “الجيل اللبناني إلى عدم ترك أرضه، لأن من يترك أرضه يترك وطنه، في ظل أسوأ كارثة تاريخية تمر على لبنان، والحل بكسر الفساد السياسي المالي، وليس الهروب”. وإذ تناسى قبلان أن الهجرة ومسيّرة حسان والأداء السياسي المالي عناوين مترابطة لا يمكن فصلها عن بعضها، اعتبر عضو المجلس المركزي في “حزب الله “الشيخ نبيل قاووق أنّ “المقاومة عام 2022 في أقوى مراحلها التاريخية كمّاً ونوعاً، ولا يمكن لأحد أن يُهدّد وجودها لا بالحرب ولا بغير الحرب”، معتبراً أنّ “المعادلات تغيّرت في زمن انتصارات المقاومة، حيث أنّ المسيّرات الإسرائيلية كانت تخترق الأجواء اللبنانية، واليوم أصبحت المسيرات اللبنانية تخترق أجواء الكيان الإسرائيلي”.

وما اخترق مشهد البلد المفكك أمس، هو دق قضاة لبنان ناقوس الخطر بعد اعلان الاضراب المفتوح لـ”تحقيق الأهداف المرجوة، واهمها اقرار قانون استقلالية السلطة القضائية وفق التعديلات المقررة منهم، وذلك بعد سحب المشروع المعدل من الكتل والمطروح امام المجلس النيابي راهنا لانه يهتك حرمة الهدف المنشود ولا يحفظ الاستقلالية المنشودة بل يبقى القضاء تابع للسلطة السياسية”.

انتخابيات

بدأت تتظهّر الحركة الانتخابية بوضوح مع تزييت الأحزاب الأساسية الماكينات، في وقت أطلق حزب الكتائب أمس الماكينة الانتخابية. وأعلن رئيس “حزب الكتائب” سامي الجميّل أن “الكتائب واجهت وحدها الاستسلام لإرادة حزب الله والتسوية وعزل لبنان عن محيطه وانتخاب ميشال عون رئيساً وكذلك قانون الانتخابات الذي أعطى الأكثرية للحزب، بالإضافة إلى المحاصصة والموازنات الوهمية، كما الضرائب وبواخر الكهرباء والمطامر البحرية”. وقال: “إننا اليوم مشروع تغييري سيادي نظيف بمواجهة المنظومة، هدفه الانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة”. واعتبر أن “البديل يتطلب نهجاً جديداً في البلد متحرّراً من كل حسابات وحساسيات الماضي المتمثلة بشدّ العصب كما يتطلب تضحية، فمن يخوض المعركة يجب أن يكون مستعداً للتضحية”.

من جهته، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على أنّ “الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية، وعلى كل فرد منا ألّا يتعب ويمل من إقناع الناخب بأهمية صوته وحسن خياره على خلفية أنه سيحصد ما سيزرعه، أي أن صوته في صندوق الاقتراع هو ما يحدد نتائج الانتخابات، وهذا المفهوم بات معلوما لدى كثر لكن ليس الجميع، من هنا أهمية العمل الدؤوب في هذا المجال من خلال التوعية على هذا المفهوم الذي إذا أدخل بشكل صحيح نربح المعركة، وخصوصا ان اللعبة باتت معروفة أن الانتخابات تحدد المصير وتتوقف عند كل ورقة توضع في صناديق الاقتراع”.

شارك المقال