جبهة لبنانية في الحرب الأوكرانية… والممانعون يبكون على “الحياد الايجابي”

لبنان الكبير

…وفي اليوم الثاني لحرب روسيا على أوكرانيا، إنشغل اللبنانيون بعدّ خسائرهم المحتملة في القمح والبنزين جراء تداعيات هذه الحرب، فيما انخرطوا فيها على جبهة إسمها “قصر بسترس” حيث دارت معركة حول بيان وزارة الخارجية المدين لروسيا اذ هاجمه الممانعون واعتبروه، لسخرية القدر، خروجاً على “الحياد الايجابي” وهم الذين داسوه دائماً في انحيازهم ضد العرب، فيما فاحت رائحة “بيعة” ديبلوماسية للغرب وواشنطن تحديداً اكراماً لـ”صهر العهد” جبران مماثلة للبيعة في خطوط الترسيم البحري، لفك العقوبات عنه.

فقد تفاعل بيان الخارجية الذي دان الاجتياح الروسي لأوكرانيا سلباً على الساحة المحلية. وأعلنت عين التينة عبر مصادرها تبرّؤها منه. اما “حزب الله” فقال على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي: “ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب”. وسأل: “أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيتنا عبد الله بوحبيب، وأوضِح لنا الأمر”.

في المقابل، رحّبت العواصم الأوروبية بالبيان. وزار سفيرا فرنسا وألمانيا آن غريو وأندرياس كيندل الوزير بوحبيب لشكره، وتمنيا استمرار لبنان على موقفه هذا. وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً.

وأبلغ بوحبيب السفيرين الفرنسي والألماني أن “موقف لبنان ثابت ونابع من حرصه على الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم”. كما أبلغ الوزير السفيرين “امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن، وأنه ستتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال احالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية”.

وأشار بوحبيب الى أنه كان التقى سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف وأعرب له عن أسفه، وأن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية، مؤكداً أن “هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب في أن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة”.

والاجتماعات التي عقدها بو حبيب مع كلّ من سفراء أوكرانيا وبولندا ورومانيا وفرنسا وألمانيا أتت في سياق البحث في موضوع مناقشة احتمال إجلاء اللبنانيين من أوكرانيا، وفقاً لتطور الأوضاع الأمنية.

وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي أعلن بعد جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر أمس أن “هناك وجهات نظر مختلفة عن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، والخارجية اللبنانية أخذت موقفاً وأفضّل أن يجيب وزير الخارجية على الأسئلة المتعلّقة بموقف لبنان”.

واستغرب وزير العمل مصطفى بيرم “بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذي الأبعاد الخطيرة”.

ورد بوحبيب بالقول: “أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان”.

واذ فاحت من بيان الخارجية رائحة هدية مجانية لواشنطن على غرار “هدية” ترسيم الحدود وفق الخط 23 والتنازل عن “الخط العسكري”، شن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أعنف هجوم على من يتهمونه بالمقايضة، فغرّد عبر “تويتر”: “حرّضتوا قبل على العقوبات واليوم على الحدود. شو سهلة عندكم المقايضة، لأنّكم قايضتوا استقلالكم على مواقعكم. يا أذكياء، أنا لو بدي أعمل مقايضة على العقوبات، كنت عملتها قبل ما آخدها، مش بعد… قبل، كنت قبضت ثمن عالي مقابل عدم وضعها. بعد، بدّي ادفع ثمن غالي لرفعها. انا مش غبي ولا عميل متلكم”.

جلسة مجلس الوزراء

وناقشت جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا، خطة الكهرباء، ووافقت عليها مبدئياً، وذلك غداة اجتماع وزاري عقد الخميس في السراي لمناقشتها، لم ينته الى أي اتفاق في شأنها بل كان متوتراً، حيث سجّل وزراء الثنائي الشيعي في شكل خاص ملاحظات كثيرة على الخطة التي قدّمها وزير الطاقة وليد فياض، فيما أفادت مصادر قريبة من السراي بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجرى اتصالات فعّالة لمحاولة إقرار خطّة الكهرباء في الجلسة، موضحة أن التباينات الأساسية في خطّة الكهرباء تعود الى بعض النقاط التي تحمل التأويل، في ما خصّ تفاصيل الخطّة وبنودها وهناك مسألة تسجيل نقاط بين الرئاستين الأولى والثانية.

بعد الجلسة، أعلن الوزير الحلبي الموافقة المبدئية على خطة الكهرباء بعد الاتفاق على وجوب تطبيق القانون وهو تنظيم قطاع الكهرباء لا سيما تشكيل الهيئة الناظمة وتسوية أعضائها وفق المعايير الدولية. كما أعلن رفع التعرفة الكهربائية بعد تحسين التغذية بدءاً من 8 إلى 10 ساعات يوميّاً مع مراعاة وضع ذوي الدخل المحدود الذي لا يتجاوز استهلاكهم الشهري الـ500 كيلوواط. وقال: “مجلس الوزراء ملتزم بتعديل التعرفة الكهربائية بشكلٍ تدريجي بالتزامن مع تحسين التغذية بشروط تسمح بتغطية التكاليف ووضع خطة لتحسين الجباية من خلال تركيب العدادات”.

لودريان في بيروت؟

أشارت معلومات الى أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت ستتمّ في ٣ و٤ آذار، في حال لم تتطور الحرب الروسية – الأوكرانية. وأوضحت أنه “سيكون في عداد الوفد المرافق السفير بيار دوكان الذي سيتابع مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، بالإضافة إلى موضوع الموازنة. وسيتواصل مع اللاعبين المعنيين بهذه الخطة، علماً أنه من أبرز المشجعين على إبرام اتفاق مع صندوق النقد من دون تباطؤ”.

شارك المقال