رد “مستقبلي” على “الغدارين”… وحرب عون – المصارف تتصاعد  

لبنان الكبير

بل ليتقوا الله هم. يقول “صحافي مستقبلي”. من هم؟ يجيب: الغدارون، الذين ما وفروا فرصة الا طعنوا الرئيس سعد الحريري في الظهر والصدر بل وفي القلب، حتى بعد قراره تعليق العمل السياسي التقليدي يعمدون الى ابتزازه سلفا، فإما يمدهم بالأصوات لينجحوا في الانتخابات فيتباهون بأنفسهم وإن فشلوا حمّلوه المسؤولية.

وإذ تنتهي مهلة الترشيح منتصف ليل اليوم الثلاثاء – الاربعاء، مع اعلان القوى مرشحيها تقريبا، سينتقل الاهتمام الى انتظار 15 نيسان المقبل موعد حسم اللوائح، فإن السؤال الذي لا يغيب الا ليحضر أقوى يبقى: هل ستجرى الانتخابات في موعدها؟ خصوصا في ضوء المغامرات التخريبية لـ”القاضية العونية” غادة عون ضد المصارف بما بات يهدد بشلل تام للقطاع المصرفي الأمر الذي سيشل البلد بكامله وتصبح الانتخابات أقل الهموم، وهي أصلا باتت خارج الرهان على إمكان أي تغيير يُذكر في ميزان القوى البرلمانية.

الحريري والغدارون

يرى “الصحافي المستقبلي”، في تصريح لموقع “لبنان الكبير”، أن هناك من “يحاول تحميل سعد الحريري مسؤولية نتائج الانتخابات، فاذا فشل يكون الحريري المسؤول واذا فاز يكون الفضل له”.

يقول: “الغريب العجيب ان هناك من يسعى ليلا نهارا الى تحويل تيار المستقبل الى ماكينة انتخابية لهذا الطرف او ذاك، ولهذه الغاية هناك حملات ترهيب وترغيب يتم التعبير عنها في تصريحات لقوى وشخصيات سياسية او عبر مقالات ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي”.

ويؤكد أن “سعد الحريري كان واضحا بتعليق العمل السياسي وعدم ترشحه شخصيا للانتخابات، وكذلك تيار المستقبل وصدر تعميم عن التيار يفرض على من يريد الترشح ان يقدم استقالة خطية وكذلك عدم استخدام التيار او شعاراته”.

ثم أن “سعد الحريري شرح كل الاسباب الموجبة لقراره تعليق العمل السياسي، سواء في اجتماعاته مع قيادات تيار المستقبل او في كلمته في الرابع والعشرين من كانون الثاني. لكن المستغرب أن هناك من يصر على تحميله مسؤولية رهاناته وتوقعاته، ربما وصولا الى تحميله مسؤولية الحرب في اوكرانيا”.

عون واصطياد المصارف

أصدرت جمعية المصارف اللبنانية أمس بيانا مقتضبا قالت فيه: “بالإشارة إلى التدابير القضائية التي صدرت أخيراً بحق بعض المصارف وأعضاء مجالس إدارتها من قبل النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان والتي تتضمن تجاوزاً لحد السلطة كونها تفتقر للسند القانوني، تستهجن جمعية مصارف لبنان هذه القرارات غير القانونية التي تؤدي إلى المزيد من الزعزعة للنظام المصرفي الأمر الذي يؤدي إلى خطوات سلبية من قبل المصارف المراسلة مما ينعكس سلباً ليس فقط على المصارف بل أيضاً على المودعين والشعب اللبناني بأكمله وعلى الإقتصاد الوطني، كما تعلن جمعية مصارف لبنان عن تضامنها الكامل مع المصارف المعنية التي هي بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة للدفاع عن حقوقها المشروعة”.

وتساءلت مصادر مصرفية عبر “لبنان الكبير” عن الحجج والبراهين التي استندت إليها القاضية عون في حق رؤساء مجالس إدارات مصارف لبنانية. وقالت إن قرار عون منع رؤساء مجالس الإدارة من السفر ومنع التصرّف بعقارات وأملاك منقولة وغير منقولة لعدد من المصرفيين، لم يتضمن الأسباب الموجبة أو الحجج التي استندت إليها في قرارها. وأكدت المصادر أن القرارات التي تتخذها عون لها خلفيات سياسية وتصب في مصلحة من يقف وراءها.

الانتخابات

مصدر متابع للكواليس السياسية يؤكد لموقع “لبنان الكبير” أنه على الرغم من الحماوة الانتخابية، عبر الترشيحات شبه المكتملة، فإن الوقائع اليومية تدفعه أكثر فأكثر الى توقع عدم اجراء الانتخابات في موعدها.

ويسند المصدر توقعه هذا الى حقيقة باتت شبه مؤكد بأن الانتخابات المقبلة لن تغير ما يُذكر في ميزان القوى في البرلمان وعلى الأرض، بحيث أن القوى الخارجية، الاوروبية تحديدا، ما عادت تتابع هذا الاستحقاق بعدما أظهر “الثوار” أنانية وجشعا مماثلا للقوى التقليدية بل تماهت معها.

ويستند أيضا الى واقع معاناة الناس، بكل فئاتهم ووظائفهم، في الحصول على أجورهم كاملة، وهي أصلا فقدت 90 في المئة من قيمتها، من المصارف، التي تتحجج وربما عن حق في امتناع المصرف المركزي عن مدها بالسيولة الكافية. ويقول: “اذا استمر هذا الوضع خلال الشهرين الفاصلين عن الانتخابات، وبافتراض ان يزداد سوءا حكما، هل سيبقى أحد قادرا على التوجه الى قريته او مدينته للانتخاب وهل سيكون هناك موظفون يديرون مراكز الاقتراع؟”.

ويرصد المصدر كلاما يتردد في “دهاليز” عن تأجيل لمدة سنة بما أن الانتخابات لن تحدث فارقا من جهة، وبما أن التسوية الكبيرة التي اقتربت فترة ابتعدت من جديد من جهة أخرى، وبالتالي فلما لا ننتظر مثل العالم مآل حرب روسيا على أوكرانيا وتداعياتها على النظام العالمي؟

وقبل أن توصد وزارة الداخلية باب الترشح انبرت القيادات والاحزاب الى حسم مواقفها ترشيحا او عزوفا واطلاق حملاتها الانتخابية.

المشهد الانتخابي هذا خضع الى معاينة ميدانية عربية من خلال زيارة الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط الى بيروت، حيث لمس حسبما صرح به اصرارا رئاسيا على اجراء الانتخابات في حين نقل رسالة سرية تضمنت ردود فعل عربية على الجواب اللبناني من المبادرة الكويتية ونتيجة الاتصالات التي اجراها في هذا الشأن.

وفي موقف متوقع، اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عزوفه عن الترشح الى الانتخابات النيابية، وقال: “اتوجه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع، لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات”.

اضاف ميقاتي: “لأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل، وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه، ولأن تجربة الحكومة التي رأستها عام ٢٠٠٥ قدمت نموذجا في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي، لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية.”

رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر في مؤتمر صحافي أن “هذه الانتخابات ألمس فيها هذا الكم الهائل من الاهتمام الدولي والاقليمي في هذا الاستحقاق الدستوري، وعلى الرغم من وقوف العالم على شفير الحرب العالمية الثالثة أو تسوية مدروسة، هذا الاهتمام أو التدخل لم ينحسر البعض عن حسن نيّة والبعض الآخر وهم كثر يريدون تحويل الاستحقاق الى مشاريع فتن مذهبية وطائفية وافتراءات بلغت ذروتها في السنوات الثلاث الماضية”. واذ أسف بري لأن “البعض في الخارج يموّل بعض الداخل لتحقيق مآرب سياسية استراتيجية لتغيير هوية لبنان وثوابته، قال إن أصوات المتنافسين في الانتخابات يجب ألّا تعلو فوق صوت الغالبية العظمى من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر، مضيفا أن استحقاق الترسيم هو ملف سيادي لا يجوز ربطه بأي استحقاق داخلي”.

وأعلن بري أسماء المرشحين للانتخابات وبرنامج كتلته.

اما في معراب، فأكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، خلال اطلاقه الحملة الانتخابية في ذكرى “14 آذار”، أنه “عندما يكون الوطن مهددا والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطل والشعب يائس وبيروت تتفجر، تكون المعركة الانتخابية ليست مجرد معركة سياسية بل معركة وجودية”. وقال: “بين اللي فيون وما بدّن، وبين اللي بدّن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا القوات اللبنانية اللي بدّنا وفينا”.

أبو الغيط

وسط هذه الاجواء، جال  ابو الغيط على المسؤولين اليوم، عارضا الاوضاع المحلية والاقليمية. وابلغ الرئيس ميشال عون ابو الغيط بان “الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها في 15 ايار المقبل، مرحبا بأي متابعة من جامعة الدول العربية لهذه الانتخابات”. ولفت الى ان “ملف النازحين السوريين الى لبنان، لا يزال يلقي بثقله على الوضع اللبناني العام، الامر الذي يفرض معالجة عاجلة له، لا سيما ان القتال توقف في معظم المناطق السورية”.

وقال ابو الغيط بعد لقائه عون ردا على سؤال عن المبادرة الكويتية: “ابلغت فخامة الرئيس ما لدي من ردود فعل، لا يمكنني التحدث عنها علنا، كما ابلغته بنتيجة الاتصالات التي قمنا بها في هذا السياق”.

اما من السراي، فقال ابو الغيط بعد لقائه الرئيس ميقاتي: “تشرفت بمقابلة الرئيس ميقاتي وكان النقاش مفيدا للغاية، تناولنا خلاله الوضع اللبناني والانتخابات المقبلة، وتطرقنا الى الوضع الدولي وتأثيراته في الاوضاع في الشرق الأوسط وشرق المتوسط وفي لبنان والدول العربية، كما ناقشنا المبادرة الكويتية – الخليجية. وأستشعر الأمل بمستقبل أفضل لهذا البلد العريق”.

شارك المقال