عدّاد اللوائح ينطلق… “عجقة” مرشحين “ويا مين يشيل”

لبنان الكبير

على الرغم من الإقبال الكثيف لتقديم طلبات الترشّح للانتخابات النيابية الذي شهده يوم أمس وتجاوز عتبة الألف مرشّح قبل ساعة من إقفال باب الترشيحات، فإن هذه الحركة تبقى بلا بركة بما يشكّل تخمة شكلية و”يا مين يشيل” مع الانتقال الى المرحلة الأكثر سخونة لجهة العمل على تشكيل اللوائح الانتخابية. والتقى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المحافظين والقائمقامين تحضيراً للانتخابات المقبلة، وبقي الاقبال كثيفاً حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت إقفال باب الترشيح منتصف الليل بعدما “عجقت” وزارة الداخلية بالمرشحين الذين عملوا على تقديم طلباتهم. وتشير الأجواء إلى أن مرحلة تشكيل اللوائح ستشبه عملية “قطع ووصل” عشوائية، باعتبار أن ثمة قوى وأحزاب عدّة لا تزال تبحث عن أسماء تشكّل رافعة شكلية على الأقل لاستكمال اللوائح على امتداد الدوائر.

ولن تغيب “النكايات” عن الصورة العامة الانتخابية، في وقت علم “لبنان الكبير” أنّ مجموعات محسوبة على قوى التغيير والمجتمع المدني عملت في الأيام الماضية على زرع شخصيات إضافية قدّمت ترشيحاتها فجائيّاً، بما أدى إلى مضاعفة أعداد الوجوه المتقاطرة من كلّ حدب وصوب. وأتى ذلك استباقاً لعدم القدرة على التوصل إلى اتفاق بين المجموعات كبند أحيل على مرحلة تأليف اللوائح. وعلى تنوّع الاحتمالات الواردة انتخابياً، فإن أحلاها على صعيد القوى المحسوبة على الانتفاضة سيكون لائحتين على الأقل، بحيث عُلم أنّ هناك تنظيمات ناشئة حديثاً تريد خوض استحقاق الانتخابات من خلال استفتاء خاص بها على صعيد داخلي ومن دون تحالفات مع مجموعات أخرى؛ بما يفتح الانتخابات المقبلة على صورة شبيهة بالغزارة العددية في عدد اللوائح وأشكالها وألوانها على طريقة “كترتها مثل قلّتها”.

وبات اكيداً أن استحقاق الانتخابات لن يأتي بحلول ناجعة “جاهزة” على طبق من فضّة، طالما أن واقع “حزب الله” المسيطر بالسلاح لا بالأوراق الانتخابية لم يتبدّل أو يبدّل وأن المذياع يبقى مشرّعاً كما البارودة باتجاه دول الخليج العربي، والتذكير بمكامن المشكلة الكبرى كان ذكّر بها مجدّداً أمس رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر”، باعتباره أنه “في هذه الأزمة الخانقة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر فيها لبنان نحصد اليوم ثمن التخلي للدول العربية عنّا نتيجة التصريحات الهميونية والعبثية لكبار القادة تجاه الخليج”. وتساءل: “هل سيأتينا المدد من الشرق العظيم عبر قوافل من القمح والوقود والزعفران وما شابه كما وعدونا؟”.

عزوف عن الترشح

وعلى الصعيد الانتخابي، استكملت أمس صورة العزوف عن الترشح للانتخابات. وبعد الرئيس نجيب ميقاتي اتخذ الرئيس فؤاد السنيورة قراؤه بالعزوف الشخصي. لكنه أكد “الإصرار على دعوة أهلي في بيروت وصيدا والشمال والبقاع وجبل لبنان، وفي كل أنحاء وأرجاء لبنان الى المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم والمفصلي، لكي لا يتاح للوصوليين والطارئين تزوير التمثيل وتعبئة الفراغ الذي يمكن أن ينجم عن الدعوة الى عدم المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني”.

من جهته، عزف الوزير السابق زياد بارود عن الترشح لأسباب اعتبر أنها “مبدئية، لا ظرفية، وانطلاقاً من هم وطني، لا من اعتبار شخصي”، مشيراً إلى أنّ ترشحه أو عدمه “ليس إلا تفصيلاً، وقد وضعته أصلاً في خانة السعي الى تظهير حالة تغييرية كنت لأكون جندياً فيها، فجاء العزوف لأسباب من حق من حملني إلى التفكير بخوض المنافسة الديموقراطية ودعمني وآزرني وشجعني، أن يعرفها”.

“المركزي” والمصارف

على الخط المالي، ذكّر مصرف لبنان المصارف بأنّها “تستطيع أن تستحصل على الليرة اللبنانية نقداً على أن تقوم ببيع الدولار الأميركي الورقي على سعر صيرفة لدى المصرف المركزي، ولذا باستطاعتها تأمين حاجات المودعين لديها بالليرة اللبنانية من دون التقيد بالكوتا التي يمنحها لها مصرف لبنان. لذا على المصارف ألّا تخفض سقوفات السحوبات لزبائنها شهرياً بالليرة اللبنانية نقداً طالما لديها الامكانيات عبر تأمين السيولة بالليرة اللبنانية عن طريق صيرفة”. وأكد أن “لجنة الرقابة على المصارف ستقوم بالتأكد ميدانياً من وضع السيولة لدى المصارف”.

شارك المقال