“حزب ايران” يتوعد “أدوات السفارات”… ولا حماس انتخابياً في “8 آذار”

لبنان الكبير

تنتقل الصراعات السياسية المستجدّة بأشكال وألوان مصرفية – قضائية – انتخابية إلى أسبوع جديد مفتوح على مرحلة من الكباش غير المسبوق، الذي يرتقب أن يحسم جولة جديدة من دوريّ المعركة المتصاعدة بين القوى والأحزاب الساعية الى إجراء الانتخابات في موعدها، وتلك التي تريد إرجاءها، على تنوّع الأساليب والتمريرات الكروية بين “حزب الله” والعهد والاحتكام إلى منطق المزايدة الاعلامية الصفراء التي برزت أمس على لسان مسؤولي “الحزب” بدءاً من النائب محمد رعد وصولاً إلى عضو المجلس المركزي الشيخ نبيل قاووق. ولم يكن ينقص المنبر الخطابي الذي اعتلاه مسؤولو “الحزب” أمس سوى الانضمام إلى قوى التغيير والأحزاب الناشئة، مع اعتماد “إعادة تدوير” لشعارات الاستهداف في الماكينة الانتخابية نفسها التي أعادت إخراج مصطلح البناء والحماية من قاموس استحقاق الانتخابات الماضية.

وعلى طريقة توزيع الأدوار على مشارف عودة ارتفاع الدولار، اختار “حزب الله” طريقة “اسندلي تحملّك”، بعدما اعتبر رعد أنّ “الاستحقاق الانتخابي أصبح أكثر من ضرورة من أجل أن لا تفلت الأوضاع في البلد، والذين يروّجون لتأجيل الاستحقاق الانتخابي أو تعطيله، فانما يريدون أن يدفعوا البلد الى مزيد من الارباك والفوضى”. وتناسى رعد أن فريقه كان الحاكم المستحكم بالبلاد بشكل كليّ في السنوات الأربع الماضية التي شهدت “خراب البصرة” مع أكثريته النيابية، فإذا به يخاطب جمهوره من منطلق المرشح المعارض “المهفهف” سياسياً، في قوله: “من الطبيعي أنّ الاستحقاق الانتخابي لا نخوضه من جهتنا كمرشحين للمقاومة، على أساس أن نحجز مقاعد نيابية في المجلس، وإنّما على أساس أنّنا نواجه طرفاً يريد إفقار شعبنا وتجويعه، وخلق الفوضى في بلدنا”.

ثمّ جاء تغليف الاستحقاق الانتخابي بزينة ورق الهدايا على لسان الشيخ قاووق، الذي اختار الاسناد باللغة المعارضة، في اعتباره أن ثمة “من يشنّ حملة التحريض القصوى ضد المقاومة بتمويل من السفارات. ويستخدمون فيها كل أسلحة الكذب والتضليل والتحريف لتأليب اللبنانيين ضد مقاومتهم، وهذه الحملة مستمرة وستشتد وتأخذ مداها الأقصى حتى تاريخ الـ15 من شهر أيار المقبل”. ومن باب الحرص الخطابي المترافق مع “حرتقات” على الأرض لتطيير الانتخابات، أكد قاووق أنّ “رفع الشعارات الكبيرة لا يعبّر عن أحجام كبيرة، ويوم الـ15 من أيار هو الذي سيُحدّد الأحجام الحقيقية لأدوات السفارات، وستؤكد صناديق الاقتراع حقيقة أن شعارات خصوم المقاومة وأدوات السفارات أكبر من أحجامهم”.

وخلافاً للمواقف المعبّر عنها على سطح منابر “حزب الله”، فإن ما يجري خلف الكواليس بينه وبين حلفائه، يشير جلياً إلى نية مستمرّة لتطيير الانتخابات، وفق ما علم “لبنان الكبير” لناحية الاستراحة في تشكيل اللوائح وغياب أي معطى جديّ يؤشر إلى إجراء مفاوضات لاستكمال اللوائح باستثناء الاكتفاء بالاعلان عن مرشحين أساسيين خصوصاً على صعيد دوائر التحالف المختلطة بين القوى المحسوبة على 8 آذار. وعلى العكس، فإن المفاوضات التحالفية قطعت شوطاً كبيراً على صعيد قوى وأحزاب محور 14 آذار على الرغم من تنوع لوائحها، الا أن الاتجاه بات محسوماً لناحية اكتمال اللوائح في غالبية الدوائر. وعُلم أن الخشية الكبرى بحسب ما يعبّر نائب بارز محسوب على 8 آذار في أوساطه، هي من التشتت الذي أصاب حلفاء هذا المحور انطلاقاً من العلاقة غير السوية بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل” التي من شأنها إضعاف الحماسة للمشاركة في الانتخابات من جمهور المقلبين، إضافة إلى المعركة المفتوحة انتخابياً على الصعيد الداخلي في الحزبين القومي والبعثي بما شكّل استياءً واضحاً لدى “حزب الله” الذي لم ينجح حتى الآن في جمع محوره جدياً على الرغم من كلّ المحاولات الشكلية والخطب الرنانة.

عون إلى روما

بعيداً من الأخذ والرد الانتخابي الداخلي، وصل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روما، في زيارة رسمية إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس. كما يزور نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي الرئاسي. وأشار رئيس الجمهورية إلى سروره لوجوده في روما، مؤكّداً الأهمية التي يعلقها على لقائه، للمرة الثانية خلال عهده، الحبر الأعظم البابا فرنسيس بالنظر إلى عمق العلاقات التي تربط لبنان وأبناءه من الطوائف كافة بالكنيسة والاحبار الأعظمين. واعتبر عون أن “لبنان يجتاز منذ فترة مرحلة قاسية من الصعاب الاقتصادية والاجتماعية انفجرت نتيجة تراكمات تعود لسنوات من إدارة خاطئة للشأن العام، تفاقمت مع انتشار وباء كورونا والانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وسبّب كارثة انسانية كبرى وأضراراً في الأرواح والممتلكات”، لافتاً إلى أن “للكرسي الرسولي مكانة خاصة في قلب كل لبناني، إذ لطالما وقف المسؤولون فيه إلى جانب لبنان، في مختلف الظروف الصعبة التي اجتازها، على مر تاريخه”. وأوضح أنه يحمل إلى “قداسة البابا فرنسيس رسالة محبة باسم اللبنانيين جميعاً، وتجديد الدعوة الرسمية التي سبق ووجهتها اليه، لزيارة لبنان كي يعيد اليه الرجاء بانطلاقة مسيرة التعافي، في وقت أحوج ما نكون فيه الى دعائه وكلماته”.

شارك المقال