برلمان بأكثريات “عالقطعة”… ونصرالله: “ما دخلنا!”

لبنان الكبير

يستكمل الماراثون الانتخابي بعد أيام ليأتي استحقاق 15 أيار وقد بلغت فيه فنون الاستقطاب الذروة، على مسافة من مرحلة سياسية جديدة يبدو جلياً أنها ستكون استكمالية للأشهر القليلة الماضية في العودة إلىصفحة الخطة الاقتصادية والكابيتال كونترول والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وحتى ذلك الحين،سيبقى هدير “البوسطات الانتخابية” يُسمع في كلّ حدب وصوب على طريقة “مرشحي أقوى من مرشحك”. ولم يكن ينقص الخلطة الانتخابية الحارّة أمس سوى تصريح الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله الذياحتكم إلى صيغة “ما دخلنا” بدلاً من شعار الحليف “ما خلونا” إذ اعتبر أنه “حين دخلنا إلى الحكومة عام2005 دخلنا بخلفية حماية ظهر المقاومة. ولم ولا نطلب من الدولة حماية المقاومة بل ما نطلبه عدم طعن أحدما في الدولة”. ومع إضافة عبارة “لا نبني”، أشار إلى أن “حزب الله مصمّم على الحضور بفعالية وجدّية ومسؤولية في الدولة. ولا أحد يتوقع عندما نقول اننا بتنا جزءاً من الدولة والنظام أن تحل كل المشاكل”.

واذا كان التنصل من المسؤوليات هو نغمة الموسم الرنانة على صعيد محور “الممانعة” بعد حكم 4 سنواتلأكثرية نيابية اوصلت البلاد في سياساتها إلى الهلاك قبل أي تفصيل آخر، فإن مصادر سياسية معارضةتقرأ عبر “لبنان الكبير” العبور إلى استكمال مرحلة الروتشة على الخفيف ما بعد 15 أيار على طريقةالبحث في سبل التفاوض مع صندوق النقد الدولي والبحث عن كيفية إقرار قانون كابيتال كونترول وبعضمشاريع القوانين المطلوبة التي تأخرت كثيراً. وتشير المصادر إلى غياب أي طرح حتى اللحظة لإعادة لمشمل القوى السيادية المحسوبة على 14 آذار سابقاً، لافتة إلى غياب أي مشروع ظاهري من هذا النوع حتىالآن باستثناء التأكيد على العناوين الكبرى التي تجتمع عليها الاحزاب السيادية. وتلفت إلى ان المجلسالنيابي المقبل سيشهد على أكثريات متنوعة لا اكثرية واحدة أو أقلية واحدة على طريقة العمل حسب الملفأو القانون حيث سيكون المشروع الأول الذي سيشكل تعارضاً بين الكتل النيابية هو قانون الكابيتالكونترول الذي تتنوع الآراء حوله بين التكتلات المتشابهة في الاستراتيجيا والتي تتنوع آراءها ايضا فيالمواضيع الداخلية. وتاليا، فإن المجلس المقبل سيعمل على القطعة.

تعميم الأوقاف

وعلى بعد أيام من موعد الانتخابات، أصدرت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، بتوجيه من مفتيالجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تعميماً على أئمة وخطباء المساجد في لبنان لدعوة اللبنانيين فيخطبة الجمعة المقبلة إلى “المشاركة الواسعة وبكثافة في ممارسة واجبهم الوطني بانتخاب ممثليهم فيالمجلس النيابي واختيار الأصلح والأكفأ ومن هو جدير بتولي هذه الأمانة، وحث المواطنين على النزول الىصناديق الاقتراع للانتخاب وعدم التهاون في ممارسة هذا الاستحقاق الذي يعتبر فرصة للتغيير بالتصويتلمن يرونه يحافظ على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية”.

قائد الجيش

تطرق قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى موضوع الانتخابات في اليرزة، خلال اجتماع مع أركان القيادةوقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، وزوّدهم بـ”التوجيهات اللازمة والإجراءات الضرورية لحفظ أمنالانتخابات النيابية وإتمامها بنجاح”. وشدّد عون خلال الاجتماع، على أن “الجيش جاهز عملانياً وأمنياًلهذه المهمة، وأنه على مسافة واحدة من الجميع، وما يعنيه هو إتمام العملية الانتخابية بنجاحوديموقراطية”. ولفت إلى “حملة استهدافات طالت المؤسسة العسكرية لجهة مواكبة عملية التحضيرللانتخابات”، مشيراً إلى أن “الجيش يقف على الحياد، وليس طرفاً في هذا الاستحقاق إطلاقاً، ولا يقف إلىجانب أي جهة ضد أخرى، إنما يتدخل عند حصول إشكال أو احتكاك لمنع تفاقم الوضع”.

وإذ دعا قائد الجيش “الأطراف المعنية بالانتخابات إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والتعاون مع المؤسسةالعسكرية لإنجاز هذا الاستحقاق بهدوء وديموقراطية”، أكد “تقديره العميق للعسكريين الذين أظهروا أعلىدرجات الانضباط والصبر والعزيمة خلال هذه الأزمة الاقتصادية والمالية”، مثنياً على “جهودهموتضحياتهم”. وأشار إلى أنهم “مدعاة فخر للقيادة ومحل ثقة من اللبنانيين والدول الصديقة”، لافتا إلى”ثقته المطلقة في أنهم سيكونون على قدر المسؤولية خلال هذا الاستحقاق الانتخابي، وان الاتهاماتوالانتقادات لن تنال من إرادتهم وعزيمتهم ولا من معنوياتهم”.

شارك المقال