خلصنا

لبنان الكبير

وفي اليوم 2190، تدحرج الحجر عن قبر اللبنانيين بعد ست سنوات من العتمة والظلمة ليخرجوا الى الضوء والنور، وهم على يقين مطلق وايمان راسخ بأن بعد كل ليل سيبزغ الفجر، وبعد كل فجر ستشرق الشمس ثانية، وبعد الصبر المديد ستفرج من جديد.

لم يكن يوم أمس يوماً عادياً، عابراً كسائر الأيام بل محطة مفصلية فعلية، وتاريخ سيحفر عميقاً في الذاكرة الجماعية، مبشراً بمرحلة انتقالية تماماً كتلك التي يعيشها رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” لكن بمفاعيل عكسية. ففي حين غادر الرئيس ميشال عون المقر الأول في الدولة على إيقاع الموسيقى الوداعية، واطفاء نافورة العز والكرامة والشهامة، وإنزال علم السيادة والحياة والخلود والسلام عن سطح القصر، واطفاء الأنوار من الصالونات والغرف والأجنحة “المتكسرة”، واقفال البوابة الرئيسة الى حين وصول صاحب الفخامة الجديد، كان اللبنانيون يعيشون لحظات الولادة بعد مخاض طويل، وكلهم أمل بأن العهد المقبل في أسوأ أحواله، أفضل من العهد الجهنمي، وسيرفع معه الوطن وشعبه من رتبة الأكثر فقراً وجوعاً وانهياراً ويأساً واحباطاً الى رتبة تليق به، ويقلده وساماً يستحقه بجدارة، كتب عليه: الشعب الذي لا يموت.

انطلق موكب صاحب الفخامة من قصر بعبدا الى قصر الرابية وسط تدابير أمنية مشددة فانتشرت الآليات العسكرية والعناصر على طول الطريق بحيث أن رحلته لم تستغرق دقائق، لكن لا بد من أن يتيقن يوماً أنه أجبر الملايين على سلوك طريق الجلجلة الأصعب لمدة ست سنوات. اما المناصرون الذين واكبوه، وأرادوا استكمال المسيرة معه، لدعمه معنوياً وروحياً، فلا بد من أن تنجلي الحقيقة أمامهم، لكن خطاياهم مغفورة لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. وأولئك الذي خططوا وفبركوا وعطلوا، فسيكون حسابهم عسيراً لأنهم يدرون ماذا يفعلون، والتاريخ لن يرحم، وسجل العهد الأسود سيكون درساً وعبرة للأجيال الطالعة.

كثر ذرفوا الدموع يوم الأحد في ٣٠ تشرين الأول، دموع الفرح التي حرقت الوجوه لأنها حبست في العيون لسنوات كان عنواها: الالم. حتى من هم من المناصرين والمؤيدين والمتشبثين بقناعاتهم البرتقالية، سلموا بالمعادلة القائلة: مهما اشتدت العواصف وساءت الظروف والأحوال، فإن الربيع بات قريباً خصوصاً أن الغضب البشري وكوارثه السياسية والاقتصادية والمالية والقضائية والصحية والمعيشية بلغ ذروته في العهد العوني – الباسيلي الذي اتخذ شعاراً ذهبياً لحقبته الجهنمية: “ما خلونا”.

المفبركون والمطرّزون وأصحاب الهرطقات والفذلكات، أرادوا أن تكون النهاية عرساً لأنهم يدركون في أعماقهم أنها أقرب إلى الجنازة لتيار تبين لكثيرين بعد سنوات طويلة أنه كذبة على مساحة الوطن وخير دليل الانسحابات المتتالية واللاحقة. أحبوا أن يودعوه في قصر الشعب ويستقبلوه في قصر الرابية لأنهم يعلمون أن الحالة: انكسار للرجل “الختيار” وانهيار للصهر المحتار، وهم على يقين أن القصر لم يكن يوماً للشعب الا في أوقات الانحدار. أصروا على الحشد من كل المناطق لإثبات شعبية التيار، وتغطية العورات والارتكابات والكيديات والعنتريات والسقطات التي أدت الى النار والانتحار. اختاروا شعاراً لمواكبة الرئيس “معك مكملين” لأنهم يعيشون حالة إنكار للفشل العظيم، وحالة استنفار لأن الصهر من بعد كل الاستئثار “طلعت سلتو من الحكومة بلا غلة وبلا انتصار”. ومن بعد كل هالمشوار، ستنكسر شوكة “التيار” ليعود الى مواقعه الحزبية بأكبر خسائر وهزائم من أهل الدار قبل الجار. ويؤكد القريبون المبعدون أنهم فرحون ليس انطلاقاً من المثل القائل: “القصة مش قصة رمانة قلوب مليانة” أو بهدف التزريك والتمريك أو الكيدية أو بسبب الاصطفافات المستجدة انما لأنهم “عجنوا وخبزوا” هذا الرجل وصهره سند ظهره. الأول، لم يجلب للبلد وأهله الا الويلات والمآسي والحروب والجوع منذ أواخر الثمانينيات حتى اليوم. “وجو نحس وحين يبتعد عن مراكز القرار، سيفك النحس، ورح تفرج”. كيف لا والعاصمة انفجرت بمن فيها خلال الولاية، ولم يكلف نفسه فخامته بكلمة عزاء وداعية الى أهالي الضحايا، الذين عمد بعضهم الى تمزيق صوره في الأشرفية، والبلد تفتت بمؤسساته كافة، حتى كورونا فتكت بلا رحمة. اما الثاني، فحدث ولا حرج عن تصرفاته واستكباره وعنترياته، و”السحر رح يقلب عالساحر، والبادي أظلم”.

الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية الآتي من فراغ طويل سلم البلد الى فراغ ربما يكون قصيراً أو مديداً، لكن الثابت والأكيد أنه بعد ست سنوات، فرغ من أهله الذين فضلوا الارتماء في قعر البحر على البقاء في قعر معيشة استحال معها تأمين دواء أو استشفاء في ظل انقطاع ٢٤/٢٤ للكهرباء والماء، وغلاء فاق كل منطق وعقل، ولم تسجل أي حركة لافتة سوى لمهربي الكبتاغون الى الدول العربية والخليجية. والانجاز الأكيد أيضاً أن العهد شرّع أبواب هروب المستثمرين العرب والأجانب على مصراعيها، و”طفش” أصحاب رؤوس الأموال بعد أن سطت السلطة على أموال اللبنانيين في المصارف. ليبقى الانجاز الفعلي اليتيم في الترسيم بحيث أن عدداً كبيراً من الخبراء يؤكد أن السلطة تسرعت في تصنيف لبنان من الدول النفطية خصوصاً أننا لم نصل بعد الى الاستكشاف ما يعني أن حصتنا من النفط والغاز حتى اليوم، سمك في البحر. من دون أن ننسى صفعة الشقيقة الترسيمية التي أيقظتهم من سكرتهم النفطية الجنوبية.

المغادرة

عند منتصف النهار، خرج ميشال عون من بعبدا رئيساً، ليعود الى الرابية جنرالاً، اذ يؤكد المناصرون أن النضال الحقيقي والمعارض سينطلق ابتداء من يوم غد الثلاثاء، وأنهم لن يتركوا تعب ٣٠ عاماً يذهب هباء وهدراً، وأولى شرارات المواجهة ظهرت في الكلمة الوداعية الأخيرة للرئيس حين أعلن أنه وقع مرسوم قبول استقالة الحكومة الحالية الذي وفق الدستوريين لن يؤخر ولن يقدم حتى لو سحب “التيار” وزراءه من الاجتماعات، فالحكومة تستمر في تسيير شؤون البلاد عبر اللجان الوزارية.

اذاً، عند الحادية عشرة والربع، غادر الرئيس عون مكتبه بين ثلة من رماحة القصر، متوجهاً إلى مدخله حيث صافح المدراء العامين والمستشارين وقائد الحرس الجمهوري. بعد ذلك، وقف أمام العلم اللبناني، وعزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، وعرض كتيبة من حرس الشرف باتجاه المدخل حيث اعتلى منصّة أعدت خصيصاً لإلقاء كلمته أمام الجموع الشعبية الذين أمضى بعضهم ليلته في الخيم. وأعلن أنه وقع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقات ، معتبراً أن “اليوم نهاية مهمة ونهاية مرحلة لكن هناك مرحلة نضالية أخرى. عدنا من الحجر إلى البشر. تركت ورائي وضعاً بحاجة إلى نضال للانتهاء منه”.

ورأى أن “القضاء لم يعد يحصّل حقوق الناس، ولم نستطع ايصال حاكم المصرف المركزي الى المحكمة، فمن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ كلهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 سنة، أوصلونا إلى ما وصلنا اليه. الدولة لا يمكن أن تقوم إلا على عمودين: الأمن والقضاء. البلد مسروق وعلينا أن نقوم بالكثير من العمل والكثير من الجهد لكي نقتلع الفساد من جذوره. مؤسسات الدولة مهترئة لأنّ القيّمين عليها خائفون من عصاً تهدّدهم. قاموا بمحاربتنا طوال هذه الفترة لأنّنا عملنا على الاصلاح”.

ثم غادر الرئيس بالسيارة الرئاسية رفقة المواكب الشعبية التي جابت منذ الصباح في المناطق بين بعبدا والرابية، ورفع المناصرون الأعلام الحزبية، وصور العماد عون باللباس العسكري، كتب عليها “معك مكملين”، في وقت عممت الأحزاب المسيحية لمناصريها عدم التعرض للمحتفلين، تجنباً للفتنة والمسّ بالاستقرار، آخر حجر متبق من هيكل الدولة المتداعي، كما طلبت من مؤيديها عدم الاحتفال في الشوارع منعاً للاحتكاك بين المناصرين المتخاصمين.

قراءة سياسية

وفي قراءة للمشهدية التي تابعناها في قصر بعبدا لوداع الرئيس عون، اعتبر أحد المحللين المخضرمين أنها كانت ذات بعدين أو مشهدين: المشهد الأول طبيعي، وهو وداع رسمي، ومراسم بروتوكولية كان لا بد منها ولو كانت بالحد الأقصى وليست بالحد الأدنى المتواضع كما فعل رؤساء الجمهورية السابقون. اما المشهد الشعبي، فكان مبالغاً فيه لدرجة أنه لن يؤسس لمرحلة جديدة فعلاً كما أعلن الرئيس عون نفسه لأن المشهد هذا، تكرار لمشاهد رأيناها منذ ٣٤ عاماً في قصر بعبدا، وكانت نتائجها معروفة الى اليوم. الأسلوب نفسه يؤدي الى النتائج نفسها. لذلك، فإن المغطس الشعبي الذي أقيم للرئيس عون كي يغادر قصر بعبدا الى قصره في الرابية كان حاجة أكثر مما هو ضرورة أو أمراً طبيعياً. هو حاجة سياسية لأنه يشكل نوعاً من العزاء السياسي أو التعويض الشعبي والسياسي عن مرحلة فشل طويلة امتدت على مدى ست سنوات، وقبل ذلك، بست سنوات أخرى على الأقل. كان لافتاً في خطابه أنه تحدث في البداية عن مغادرة الحجر الى البشر أي أنه غادر القصر الرئاسي الى الناس وشعبه وجمهوره كما وعد في مرحلة نضاله معهم. لكن، وصف رئاسة الجمهورية وقصر بعبدا، بأنه مجرد حجر، مسألة خطيرة جداً كأنه يدين نفسه بنفسه أي أنه حوّل القصر الرئاسي الى مجرد صنم سياسي أو حجر متحجر بمعنى أنه لم يأت بأي عمل نافع أو مفيد للبنان. وفي خطابه أيضاً التركيز على مسألة واحدة هي الفساد، وأن المنظومة فاسدة حكمت منذ ٣٢ عاماً كما قال، ونسي أنه سيطر على الأقل ١٤ عاماً على السلطة من خلال أكثرية الوزراء في الحكومات والادارات والتعيينات وصولاً الى رئاسة الجمهورية على مدى ست سنوات. وجه الرئيس سهامه الى مركزين أولين وأساسيين من مراكز المسيحيين في الدولة فقط، وهما رئيس مجلس القضاء الأعلى وحاكم مصرف لبنان. هل هي صدفة أن يركز على “فاسدين”، وينسى كل الفساد الآخر في الادارات الأخرى، وهو يرفع شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين؟ أهكذا يدافع عن حقوق المسيحيين باتهامهم وحدهم بأنهم فاسدون؟ المسألة الأخطر في خطابه أنه سكت كلياً عن القضية الأساسية التي أقسم عليها، وهي السيادة. لم يأت بكلمة واحدة أو ذكر أي إشارة حول مسألة السيادة الوطنية المنتهكة من حزب مسلح، وحدود سائبة غير مرسمة مع سوريا. لم يأت على ذكر هذه المسألة مع أنها المسألة المحورية والأساسية لدور أي رئيس جمهورية ورسالته ومهمته حين يقسم على الحفاظ على الدستور وعلى السيادة الوطنية. اما مسألة التوقيع على مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس ميقاتي في نهاية عهده، فيأتي من باب لزوم ما لا يلزم. الحكومة مستقيلة، وهذا المرسوم لا يضيف شيئاً ولا يغير شيئاً، بل هو مجرد مرسوم سياسي وليس دستورياً ولا قانونياً. انه حجة سيعتمدها وتياره كي يواجه حكومة الرئيس ميقاتي من قصره الجديد.

ورأى أحد الخبراء أن يوم أمس تاريخي للجمهورية الا أن المغادرة من القصر الجمهوري غريبة، ولا تليق برئيس الجمهورية لناحية المبالغة بالحشد الشعبي. أراد أن ينهي اقامته في القصر بفضيحة دستورية فادحة في ما يتعلق بالتوقيع على مرسوم قبول استقالة الحكومة. والفضيحة الكبرى أنه لم يتوجه في خطابه الى الشعب اللبناني انما الى جماهير تياره السياسي خصوصاً أنه لا يزال رئيس الجمهورية اللبنانية. كما أعلن وفاة السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وخاطب جمهوره بمرحلة جديدة من النضال لتعطيل كل شيء. واللافت أيضاً أن الرئيس ظهر فاقد التركيز وغير قادر على لملمة الأفكار حتى أنه أخطأ بالتسميات الرسمية التي تخص مفاصل الدولة ومراكزها الأساسية. وشنّ حملة شعواء على حاكم المصرف المركزي، وأصدر أحكاماً مبرمة في ما يتعلق بإدارة بعض الأشخاص، متناسياً أنه جددت لهم خلال ولايته. وأدان السلطة والحكم كأن “التيار” غير معني بهما. ونسي أنه منذ العام ٢٠٠٥ حصل على أكبر كتلة نيابية وأكبر عدد من الوزراء وفرض شروطه وعطل البلد سنوات. من الواضح أن الرئيس عون أصر على أن يعلن وفاة الجمهورية اللبنانية، وأكثر ما نخشاه أن يكون مع شركائه يهدفون الى الاطاحة بالجمهورية وبالدستور تمهيداً لمؤتمر تأسيسي. ولاية الرئيس عون كانت مليئة بالمصاعب والتحديات والانهيارات بدءاً بانهيار الأخلاق السياسية، والمؤسسات وتفكك الأجهزة الأمنية. وألمح الى أن دور لبنان كجامعة الشرق ومستشفاه قد انتهى، وفتح الباب على دور جديد يؤشر الى أن مرحلة الحساب ستكون صعبة. في هذا الوقت، ينظر كثيرون الى نهاية العهد على أنها نهاية المآسي، وصفحة جديدة تحمل عنوان الأمل والعمل من خلال التركيز على طبقة جديدة شابة ومثقفة ستخرج لبنان من النكد والنكايات السياسية، وإعادة بناء المؤسسات للعب دورها. المرحلة المقبلة واعدة بعد زوال الكابوس الذي كان جاثماً على صدور اللبنانيين.

الراعي: أسوأ أزمة وجودية في تاريخ لبنان الحديث

رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة بعد ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، أنه “لو وجدت ذرة من الرحمة والعدالة لدى المسؤولين السياسيين النافذين عندنا الممسكين بمفاتيح الحل والربط، تجاه الشعب اللبناني، لما تركوه يئن تحت عبء الفقر والحرمان والظلم والتهجير، ولما أمعنوا في هدم مؤسسات الدولة تباعاً وصولاً إلى رئاستها التي هي فوق جميع الرئاسات والمؤسسات، فأوقعوا هذه الرئاسة العليا والأساسية في الفراغ، إما عمداً، وإما غباوة، وإما أنانية. هذه الرئاسة بصلاحياتها ودورها هي أساس الاعتراف بوحدة لبنان، كياناً ودولة. فرئيس الجمهورية ليس رئيساً بين رؤساء بل هو فوق كل رئاسة. إن العودة إلى نغمة الترويكا قد ولت، لأنها تعطل التآلف بين السلطات والفصل في ما بينها، وتطعن في مفهوم نشوء قيام الدولة اللبنانية وميثاقها والشراكة الوطنية، وتولد الفوضى الدستورية”.

وقال: “مع انتهاء ولاية الرئيس عون، نشارك اللبنانيين في وداعه ونتمنى له الخير والتوفيق بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية وصولاً إلى رئاسة الجمهورية التي يغادرها اليوم (أمس) من دون أن يسلمها لخلف، ولا لحكومة أصيلة كاملة الصلاحيات. لم يكن عهده سهلاً، بل محفوف بالأخطار والظروف الصعبة. فكان لبنان وسط محاور المنطقة وصراعاتها، وعرف أسوأ أزمة وجودية في تاريخه الحديث، انعكست عليه وعلى الشعب اللبناني اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. وما زال في دائرة الخطر على كيانه ونظامه الدستوري”.

وناشد النواب “القيام سريعاً بواجبهم وانتخاب رئيس جديد، لأن الشغور الرئاسي ليس وكأنه قدر في لبنان، بل هو مؤامرة عليه بما يشكل في هذا الشرق من خصوصية حضارية يسعى البعض إلى نقضها”، مؤكداً أن “الدولة بلا رئيس كجسم بلا رأس. والجسم لا يحتمل أكثر من رأس”.

أضاف: “ليس اليوم، وقد انتهت المهلة الدستورية، وقت الحوار بل وقت انتخاب الرئيس الجديد. ويتم الانتخاب لا بالإتفاق المسبق على الإسم، لأنه غير ممكن، بل بجلسات الإقتراع المتتالية والمصحوبة بالتشاور وبالمحافظة الدائمة على النصاب. أتدركون جسامة مسؤوليتكم عن التسبب بالشغورين: شغور رئاسة الجمهورية، وشغور حكومة كاملة الصلاحيات، وكلاهما يشكلان السلطة الإجرائية في الدولة؟ لماذا هذا التشكيك بالشخصيات القادرة على تبوؤ منصب رئاسة الجمهورية، وتصوير الواقع كأن ليس بين كل موارنة لبنان شخصية صالحة لتسلمها وإنقاذ البلاد؟”.

شارك المقال