“زوم” من مجلس النواب… والتيار والحزب على شفير طلاق

لبنان الكبير

على قاعدة نداء عاجل الى قاعدة الديجيتال، توجه النائبان نجاة صليبا عون وملحم خلف بنداء من داخل القاعة العامة لمجلس النواب عبر تطبيق “زوم”، الى النواب للحضور الآن الى قاعة المجلس، “فلا نخرج منها قبل إنتخاب رئيس الدولة”، وذلك بعد مرور شهر على حضورهما الدائم في القاعة ليلاً نهاراً بهدف كسر الجمود الرئاسي الى حين الاعلان عن الجلسات المفتوحة وإنتخاب رئيس. وفي هذا السياق أشار مصدر نيابي تغييري عبر موقع “لبنان الكبير” الى أن النواب سيستمرون في تقديم الدعم المعنوي اللازم للنائبين خلف وصليبا، “خصوصاً وأنهما لا يريدان إنهاء اعتصامهما حتى هذه اللحظة”، لافتاً الى أن “هذا الدعم سيقتصر على المعنوي ولكن المساندة في المكوث معهما داخل المجلس قرار من الصعب أخذه، ولا معطيات حول إمكان إنضمام بعض النواب التغييريين اليهما، ولكن سنستمر في زيارتهما من وقت الى آخر داخل القاعة”.

وبعد رفض حزبي “الكتائب” و”القوات اللبنانية” من جهة، و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى المشاركة في الجلسة التشريعية التي كان سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكدت مصادر حركة “أمل” أن “لا دعوة الى جلسة تشريعية هذا الأسبوع”.

في المقابل، وبعد إتهام رئيس “التيار” جبران باسيل الثنائي الشيعي بالتعطيل والتمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال مصدر يدور في فلك عين التينة لموقع “لبنان الكبير”: “بعد أكثر من ٧٠ عاماً على وفاته، أخيراً أصبح هناك منافس لغوبلز، ومن الآن فصاعداً عندما يريد اللبنانيون الاشارة إلى فكرة (اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس) سيتم وصفها بالباسيلية بدلاً من الغوبلزية، فباسيل وعمه هما من جددا لرياض سلامة، بل اعتبرا أي تحقيق برلماني بحقه محاولة لضرب العهد القوي المزعوم، ولم ينقلبا عليه لاحقاً إلا عندما أرادا أن يسيطرا على الحاكمية بنفسهما، وعندما علم التيار أن المجلس المركزي لمصرف لبنان مصاب بالفراغ، سعى باسيل إلى صرفها شعبوياً، وطرح فكرة إقالة سلامة من دون التوافق على بديل، وفي حينها هذا الأمر كان سيرفع سعر صرف الدولار أكثر من سعره اليوم، وهو كان يعلم ذلك، فطرح الفكرة، كمعركة طواحين هواء أمام جمهوره، والادعاء أمامه بعنوان (ما خلونا)”.

وأوضح المصدر أنه “عندما تم تعيين المجلس المركزي لم يُعِد باسيل أو تياره طرح الفكرة مجدداً، واليوم هو بكل بساطة يحاول رمي فشل عهده القوي على الآخرين، ويخلق لهم أعداء وهميين لأن هذا التيار كله قائم على فكرة عداوة الآخر لا على عقيدة أو نهج معين، خلق العداوات والشعبوية المفرطة هي أساس تياره. واقتباساً من خطابه بالأمس ان الرؤية الوحيدة التي يتمناها الشعب اللبناني في المستقبل هي رؤيته خارج الحياة السياسية”.

ورفضت مصادر تابعة لـ “التيار الوطني الحر” الرد على كل ما جاء من إتهامات حول تمديد الرئيس ميشال عون لسلامة، معتبرة أن “لا شيء يعلّق على هذا الكلام”. ورأت أن “ليس هناك أي ضرورة تستدعي انعقاد مجلس النواب وخير دليل على ذلك البنود التي طرحت في جدول الأعمال، والغاية من الشغور الرئاسي أن تستمر الحكومة في عملها وكأن شيئاً لم يكن وينسحب ذلك على مجلس النواب ويتطبع بها وبذلك نقول للشعب ان لا أهمية لانتخاب رئيس للبلاد”.

وأشارت المصادر الى أن “التفاهم على رئيس للجمهورية يدفع بكل فريق الى التخلي عن شروطه، وبالتالي الحوار والجلوس مع الطرف الآخر هو الحل المناسب، وكتيار وطني حر نحن مع التفاهم على رئيس ولكن الثنائي لا يريد ذلك بل يريد الوزير السابق سليمان فرنجية ولا بحث في أي اسم آخر، على خلاف ما يقول بأنه منفتح على كل الأسماء”، مؤكدة أن “الطلاق النهائي بين التيار وحزب الله لم يحصل بعد لكننا في موقف حرج”.

وفي ظل الشغور الرئاسي المهيمن في البلاد، أكدت مصادر مطلعة أن “الجمود لا يزال مسيطراً لا بل عاد الى مربع الصفر، خصوصاً بعد فشل كل الجهود والمبادرات والمساعي الداخلية، فلا توافق حالياً على أي مرشح يمكنه إخراجنا من دوامة هذه الانقسامات والبازارات السياسية”.

الى ذلك، شنّ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد هجوماً على “المسؤولين السياسيين والنواب والنافذين والمعطلين بوجه أو بآخر”، قائلاً: “لقد حولتم عرس لبنان وشعبه وغنى موارده إلى مأتم كبير ووشّحتموه برداء أسود من الفقر والحرمان والتهجير. تهجّرونه من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين وثلاث مئة ألف نازح سوريّ، ما بدأ يفوق نصف الشعب اللبنانيّ. ترفضون أيّ نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه، وكلّ دعوة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، فتدعون ذلك تدخّلًا ومسّاً بكرامتكم”.

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فتساءل: “هل انتفى الشعور الوطني، أم أن غياب الشعور الانساني يفقد الانسان إنسانيته فيتحول إلى وحش بشري لا يفكر إلا بأناه ولو على حساب الآخر المريض والجائع والموجوع؟ ألا يخجل كل من يسمّي نفسه مسؤولاً أو زعيماً من تحويل الشعب اللبناني الحي والمبدع إلى شعب خائف وجائع ومتسول وطالب للهجرة؟ ألا تخجلون من عنادكم ومن تشبثكم بمواقفكم وتقديم مصالحكم ومصالح من ترتبطون بهم على مصلحة بلدكم وشعبكم؟ ألا يحرك الوضع الذي أوصلتم البلد إليه ضمائركم؟ وهل القائد قائد لجماعته أم على مستوى الوطن؟”.

أضاف: “أنتم أمام فرصة للتكفير عن خطاياكم تجاه شعبكم، فانكبوا على العمل، وانتخبوا رئيساً يقود السفينة إلى ميناء النجاة، وسهلوا تأليف حكومة أصيلة تستطيع إدارة مؤسسات الدولة وإخراجها من أزماتها”.

الى ذلك، وبعد تداول معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية مفادها أن جمعية المصارف قبلت بفك الاضراب، أصدرت الجمعية بياناً أكدت فيه أن أنها مستمرة في اضرابها حتى اعلانها خلاف ذلك، معتبرة أن “كل ما يجري تداوله عبارة عن أخبار مغلوطة ولا أساس لها”.

شارك المقال