مليار يورو من أوروبا لاحتواء النازحين… والورقة الفرنسية أحسن بالانكليزية

لبنان الكبير / مانشيت

وسط هدوء نسبي يشهده الميدان الجنوبي على وقع تقدم المفاوضات حول الهدنة في غزة، وايجابية لبنانية تجاه الورقة الفرنسية التي قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن بعض بنودها يحتاج إلى تعديلات وسيتم الرد عليها خلال يومين، تركّز الاهتمام اللبناني على ملف “النزوح” السوري بحيث أعلن عن حزمة مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للمساهمة في مساعدة لبنان على التعامل مع أزمة اللاجئين، ولكن لم يُسأل الأوروبيون عن التقديمات السابقة، كيف صرفت ومن استفاد منها، وكيفية آلية صرف المليار الجديد في بلد ينخره الفساد حتى وصل إلى انهيار مالي واقتصادي هو من الأسوأ في التاريخ؟

والانهيار الاقتصادي ينعكس تلقائياً على الانهيار الاجتماعي، بحيث صدُم الرأي العام اللبناني بفضيحة بطلها أحد مشاهير تطبيق “تيك توك” الذي استغل شهرته وغياب الوعي لدى الأهالي لاستدراج أطفال واغتصابهم، وقد تبين أنه ليس وحده بل ضمن عصابة كاملة تضم عدداً من الأشخاص يستعملون التطبيق الشهير لتنفيذ جرائمهم بحق الطفولة، ما أدى إلى مطالبات بحظر التطبيق في لبنان، فيما تستمر قوى الأمن بتحقيقاتها في الملف. 

الرد على الورقة الفرنسية

أكد الرئيس بري أنه سيجيب الجمعة أو السبت، على الورقة الفرنسية التي تسلمها من سفارة فرنسا لدى لبنان، وقال لصحيفة “الشرق الأوسط” إنها تضمنت “نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها”، مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل كونها متروكة للنقاش وتخضع للأخذ والرد، ومن “غير الجائز التداول فيها إعلامياً قبل الوقوف على رد فعل الجانب الفرنسي ومدى استعداده للتجاوب مع الملاحظات التي سنوردها في ردنا على الورقة بنسختها الثانية التي كُتبت باللغة الانكليزية بدلاً من الفرنسية، وهذا ما شكّل مفاجأة لنا”.

هدوء في الميدان

على وقع المبادرة الفرنسية، تراجع التصعيد في الميدان الجنوبي، لا بل شهد أمس هدوءاً لافتاً، ولوحظ تراجع وتيرة القصف الاسرائيلي إلى أطراف البلدات الحدودية، ولم يستهدف إلا مبنى قيد الانشاء في بلدة مركبا، فيما لم يعلن “حزب الله” إلا عن عمليتين استهدفتا موقعي زبدين والسماقة. 

تقدم في مفاوضات الهدنة

وسط هذه الأجواء، أعلن مصدر مصري، أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة في قطاع غزة تشهد “تقدماً إيجابياً”. وأفاد المصدر، الذي وصفته قناة “القاهرة الاخبارية” الفضائية بـ”رفيع المستوى”، بأن “هناك مشاورات مصرية لحسم بعض النقاط الخلافية بين الطرفين”. فيما ذكر مصدر مصري آخر، أن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.

وأشار المصدر بحسب “القاهرة الاخبارية” الى أن “وفداً من حركة حماس يصل إلى العاصمة المصرية القاهرة خلال اليومين المقبلين لاستكمال مفاوضات الهدنة في غزة”، مجدداً التأكيد أن “مصر تكثف جهودها لتعزيز الموقف التفاوضي بين الطرفين، حماس وإسرائيل”.

اسرائيل ستكتفي بمحور فيلادلفيا

في السياق، نقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مصادر عسكرية وصفتها بـ”الموثوقة” قولها إنه في ظل المعارضة والتحذيرات الدولية، من ضمنها الأميركية، من اجتياح رفح، لا بد من البحث عن بديل يؤدي الغرض. والبديل الأفضل هو السيطرة على الحدود بين قطاع غزة وسيناء المصرية، المعروفة باسم “محور فيلادلفيا”، أو “محور صلاح الدين”، كما كان الحال عليه قبيل الانسحاب الاسرائيلي منه في العام 2005.

وأكدت هذه المصادر أن الهدف من هذه الخطوة منع معابر فوق الأرض أو تحتها بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، معربة عن ثقتها بوجود أنفاق فاعلة، على الرغم من نفي مصر القاطع لذلك.

وتأتي هذه التسريبات وسط رفض أميركي صارخ لاجتياح رفح، وقالت الخارجية الأميركية: “لا نؤيد عملية كبيرة في رفح ونعتقد بوجود طرق أفضل لمعالجة التهديد الذي لا تزال تشكله حماس”. وأشارت إلى أن “هناك مقترحاً مطروحاً على الطاولة يجيب عن كثير من مطالب حماس وإسرائيل قدمت تنازلات”، موضحة أن “المقترح المطروح على الطاولة يحقق وقفاً فورياً لإطلاق النار وهذا ما نحاول تحقيقه”.

لبنان وملف “النزوح”

محلياً، انشغل لبنان بزيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التي كشفت في تصريح من السراي الحكومي عن حزمة مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو سيتم تقديمها الى لبنان للمساهمة في مساعدته في أزمة اللاجئين السوريين.

وفيما حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه الديبلوماسييْن الأوروبييْن من خطورة تحول لبنان إلى بلد عبور من سوريا نحو أوروبا، نفى مساء المزاعم حول أن حزمة المليار يورو هي “رشوة” كشرط لبقاء اللاجئين في لبنان.

وقال ميقاتي: “حُزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الاتحاد الأوروبي غير مشروطة وهي للبنان واللبنانيين وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً إضافة الى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية”. وأشار إلى “أننا وضعنا اليوم شرطاً على الاتحاد الاوروبي ألا تُعطى المساعدات للسوريين في لبنان بل كحافز لعودتهم الى بلادهم وشعرت بتفهم كامل وسنتابع الموضوع”.

أضاف ميقاتي: “لم أعد أسمع من الاتحاد الأوروبي أن النازحين يجب أن يبقوا في لبنان ونحن من جهتنا نقول أي مقيم بشكل غير شرعي سيرحل”. وشدد على “أننا نعمل للضغط على الاتحاد الأوروبي للنظر في ما تحمله لبنان على مدى سنوات بسبب النزوح”.

عصابة الـ “تيك توك

أما في جديد القضية التي ضجّ بها الرأي العام اللبناني، عصابة “تيك توك” التي تستدرج الأطفال لاغتصابهم، فقد أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان الأربعاء عن توقيف “٦ أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم ثلاثة قُصَّر ذائعو الصيت على تطبيق تيك توك، وهم من جنسيات لبنانية وسورية وتركية”، مشيرة الى أنه تم توقيفهم “بعد ادعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامة حول تعرّضهم لاعتداءات جنسية وتصوير من أفراد عصابة، بالاضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدّرات في فنادق عدّة”.

وقال مصدر قضائي لوسائل الاعلام: “جرى حتى الآن التعرّف على 28 شخصاً على الأقل (ستة منهم موقوفون) من أفراد العصابة المتعددة الرؤوس، والتي جنّدت مراهقين محترفين من خارج لبنان لاستدراج الأطفال عبر تيك توك”.

وأوضح أن الضحايا “تعرضوا للاغتصاب بعد تخديرهم بمواد وضعت في مشروبات قُدّمت لهم، وأُجبروا على تعاطي المخدرات ثم الترويج لها تحت طائلة ابتزازهم بمقاطع مصورة”.

شارك المقال