“يوضاسات” لبنان يمنعون قيامته

لبنان الكبير

اليوم يحتفل اللبنانيون، قدر إمكانهم، بعيد الفصح للطوائف المسيحية الغربية، كعادتهم في السنوات القليلة الماضية آملين انتهاء درب الجلجلة لوطنهم، الذي أوصله “العهد القوي” الى جهنم، ولا تزال قيامته مؤجلة ورهن حسابات “يوضاسات” الأحزاب والتيارات، الذين أثبتوا استعدادهم المخزي لبيعه بالرخيص حفاظاً على مصالحهم ولو أدى ذلك الى تدمير كل المؤسسات.

كان أسبوعا متعباً، بدأ بترقب مفاعيل زيارة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الى العاصمة الفرنسية باريس، ثم خلوة روحية على نية الاستحقاق الرئاسي، فصواريخ مجهولة معلومة المصدر أطلقت من جنوب لبنان نحو المستوطنات الاسرائيلية، استدعت رداً محدوداً من العدو. فيما قدمت بعثة لبنان في الأمم المتحدة شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على القصف الاسرائيلي لجنوب لبنان.

الرسائل المتفجرة لحقتها في اليوم الثاني صواريخ قضائية فرنسية، استهدفت المصرفي ومرشح الثنائي الشيعي في الانتخابات النيابية الأخيرة، مروان خير الدين، الأمر الذي اعتبره الكثيرون رسالة إلى فرنجية ومن خلفه “حزب الله”، فيما يتم تداول معلومات عن أن الادعاءات ستلحق مصرفيين آخرين. وعلى خط الحراك الدولي، علم “لبنان الكبير” أن فرنسا والولايات المتحدة لن تكونا وحيدتين في فرض العقوبات على المسؤولين والسياسيين، فالعقوبات قادمة من دول الخليج أيضاً، وعلى رأسها السعودية.

عظة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في سبت النور لم تخلُ من التصويب في شتى الاتجاهات، وإذ تطرق الى عدة ملفات معيشية، وفشل المسؤولين في تحمل واجباتهم، ركز على مساوئ الفراغ، الذي تسبب بشلل في مؤسسات الدولة، منتقداً ما حصل في الحدود الجنوبية بقوله: “… والسلاح غير الشرعي في حالة انفلات يجر لبنان وشعبه إلى تلقي ضربات الحروب التي لم يقررها ولم يردها، كما جرى بالأمس على حدود الجنوب، على الرغم من قرارات مجلس الأمن وأهمها القرار 1701. إلى متى تبقى أرض لبنان مباحة لكل حامل سلاح؟ وإلى متى يتحمل لبنان وشعبه نتائج السياسات الخارجية التي تخنقه يوماً بعد يوم؟”.

وبالعودة إلى الملف الرئاسي، يبدو أن زيارة فرنجية الى باريس قد بهتت، فلا تحرك لبنشعي ولا لقاءات على إثر الزيارة، ولا يزال رئيس “المردة” لم يعلن ترشيحه، وهذا مؤشر سلبي ليس في صالحه، فكلما طال أمد الفراغ، تهبط حظوظه في الوصول إلى كرسي بعبدا، تحديداً أنه غير مطابق للمواصفات الدولية والعربية للمرحلة المقبلة في الرئاسة. وفي هذا السياق، أشار أحد المحللين السياسيين لموقع “لبنان الكبير”، الى أن “السكون الذي خيّم على بنشعي بعد زيارة فرنسا لا يوحي بإيجابية حظوظ فرنجية الرئاسية، لا سيما أن الزيارة تلاها تحرك قطري بالتنسيق مع السعودية، وطرح يكون هو خارجه وقد تكون رسالة صواريخ الجنوب في شقها المتعلق بالشأن السياسي اللبناني في هذا الاطار، كأن من رشح فرنجية يقول إنه يملك زمام الأمور في البلد، ولن يقبل برفض مرشحه للرئاسة”. واعتبر المصدر أن “فرنجية إذا لم يعلن ترشحه قريباً، ولم يقم بجولة على الفعاليات التي يمكن أن تؤيد انتخابه، فهذا يعني أنه أصبح على يقين أن حلم الرئاسة بعيد”.

ورأى مسؤول سابق أن “القوى السياسية اللبنانية تهوى اللعب على حافة الهاوية، ولذلك ستنتظر إلى ما قبل نهاية حاكم مصرف لبنان بقليل لتبدأ بحل أزمة الاستحقاق الرئاسي، فنهاية ولاية الحاكم هي المرحلة الأخيرة من اللعبة، وفي حال حكم الفراغ هذا الموقع، لا يمكن لأي طرف مهما كان قوياً ضبط الانفجار الاقتصادي الشامل، الذي سيليه انفجار اجتماعي قد يطيح أعتى الزعماء السياسيين في البلد.”

وبالحديث عن حاكمية مصرف لبنان، نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان، “ما ورد على لسان الصحافي جوني منير في حديث تلفزيوني من أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي تفاهما واتفقا على تعيين أحد الأشخاص الذين يحظون بالاحترام في حاكمية مصرف لبنان”، مؤكداً أن “موقف دولة الرئيس ميقاتي الواضح أن أي تعيين في هذا الموقع الحساس لن يتم إلا على طاولة مجلس الوزراء، وبعد التشاور مع القيادات المعنية مسبقاً”.

جنوباً، أعلنت قيادة الجيش عثورها في منطقة سهل القليلة، على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ التي كانت قد أعدت للاطلاق منذ أيام. أما “حزب الله” فقد أجّل أمينه العام السيد حسن نصر الله، وفي أول ظهور له بعد الحادثة، الكلام في الموضوع إلى يوم الجمعة المقبل، وقال: “نظراً الى ما حصل يوم أمس (الخميس) وفجر اليوم (الجمعة) من أحداث في جنوب لبنان ونظراً الى ترابط الأحداث في القدس وغزة والضفة الغربية وفي سوريا كونها تدور في محور واحد وقضية واحدة، سأترك الحديث بالتفصيل إلى يوم الجمعة المقبل حيث نحيي مناسبة يوم القدس العالمي”.

وفي المحاضرة الرمضانية الثالثة، تطرق نصر الله إلى ما حصل في موضوع التوقيت الصيفي، منتقداً هجوم اللبنانيين على بعضهم البعض بطريقة سقطت فيها كل المحرمات في الموضوع الديني على مواقع التواصل الاجتماعي. وسأل “لماذا عندما يحصل أي خلاف نذهب به إلى الأخير؟ وهذا الخطاب للجميع حتى للقوى السياسية”، معتبراً أن “على الناس أن تعيش مع بعضها فالبلد لا يتحمل فديرالية أو تقسيماً والتجربة التاريخية تقول ذلك”.

وعلى الرغم من انسداد الأفق السياسي في البلد، وسيطرة الفراغ، والرسائل الصاروخية يستمر اللبنانيون في تحقيق نجاحات باهرة عالمياً، فقد فاز زيت دير ميماس الجنوبي المعروف بـ”Darmmess” بالميدالية الذهبية لعام 2023 ضمن مسابقة NYIOOS في نيويورك، وهي إحدى أهم المسابقات العالمية في هذا المجال. المنتج تملكه السيدة روز بشارة، التي اتصل بها وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن مهنئاً، وشدد على أن “زيت الزيتون هو قطاع واعد ننافس فيه معظم الدول المصدرة، في ظل ما تعيشه البلاد من أزمات، ذلك يؤكد أننا قادرون على الخروج من هذه الأزمة بهمة وسواعد أبناء الوطن في القطاعين العام والخاص”.

شارك المقال