الموقف السعودي على حاله: المشكلة في لبنان ولا تدخل بالشأن الرئاسي

لبنان الكبير

بعد فشلهم الذريع في التوافق على حل أزماتهم وفي مقدمها أزمة الفراغ في الرئاسة الأولى، هجر المسؤولون اللبنانيون الاستحقاق الرئاسي إلى الخارج، والذي أصبح نازحاً في قارب انتظار، كل مرة يدق باب دولة، عسى أن يحصل على أوراقه الثبوتية منها. وبعد زيارة لوزير الخارجية الايرانية، تبعتها زيارة للوفد الفرنسي، لم تحركا المياه الراكدة رئاسياً، أشاعت القوى السياسية جواً بانتظار تحرك للمملكة العربية السعودية. وبعد طول انتظار، بدأ السفير السعودي في بيروت وليد بخاري جولة على المسؤولين السياسيين، استهلها صباحاً بزيارة دار الفتوى، حيث أكد “حرص المملكة على لبنان ومؤسساته وعلى العيش المشترك الاسلامي – المسيحي”، آملاً “أن يشهد لبنان استقراراً ومستقبلاً واعداً”. ثم توجه ظهراً إلى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونُقل عنه بعد الزيارة قوله: “لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته”، مضيفاً: “الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق”.

واختتم لقاءاته مساء بزيارة إلى معراب، وجرى التأكيد وفق المكتب الاعلامي لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على موقف السعودية الواضح “لجهة اعتبار الانتخابات الرئاسية شأناً سيادياً لبنانياً ويعود للبنانيين مسألة تقرير من سيكون الرئيس المقبل، وتقف المملكة خلف الشعب اللبناني في خياراته”. ومن المتوقع أن يستكمل بخاري جولته في الأيام المقبلة لتشمل مختلف القيادات السياسية، ربما باستثناء “حزب الله”.

وتتزامن جولة بخاري مع تحرك بدأته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، مع ورود معطيات تشير إلى تبدل الموقف الأميركي من الاستحقاق الرئاسي، وترقب القوى السياسية ما يمكن أن ينتج عن هذين التحركين، وهل يسقط عرض “المقايضة الفرنسية”، أي رئيس جمهورية من هذا الفريق ورئيس حكومة من الآخر، أم أنه سيبقي الأمور على حالها، ويؤكد أن لا المملكة، ولا أميركا، بصدد التدخل في الشأن الرئاسي اللبناني، والحلول تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم؟

مصادر مطلعة رأت أن موقف السعودية واضح، وهي وضعت المواصفات لشخص رئيس الجمهورية، ولن تدخل في الأسماء بتاتاً، والمشكلة في لبنان وليست في السعودية، وعلى اللبنانيين إيجاد الحل لهذه المشكلة بأنفسهم.

من جهتها، أكدت مصادر مقربة من الحزب “التقدمي الاشتراكي” لموقع “لبنان الكبير” أن “أسهم قائد الجيش جوزيف عون ارتفعت في الأيام الماضية مقابل انخفاض أسهم سليمان فرنجية وما سرّب عن أن فرنسا لم تعد تريد هذا الأخير شبه مؤكد، فالقوى الداعمة لفرنجية باتت تبحث اليوم عن مخرج مناسب تنهي ترشيحه بصورة لائقة، وجوزيف عون بحاجة الى توافق عام بين غالبية الكتل النيابية وسيتبين كل هذا خلال عشرة أيام تزامناً مع حركة الموفدين الدوليين”، لافتة الى أن “القطري والسعودي والأميركي كانوا متحمسين لجوزيف عون الذي عادت وتراجعت حظوظه عندما طرح الفرنسي فرنجية، لكن اليوم من الواضح أن حظوظه عادت الى الواجهة مجدداً”.

ورأت هذه المصادر أن “هناك جواً من التفاؤل الواضح ومن الممكن أن نصل الى رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين، وبدلاً من الحديث عن ضمانات سيقدمها عون الى حزب الله يجب التساؤل عما اذا كان الحزب مستعداً للتقيد بقرارات الدولة اللبنانية وقوانينها؟”، معتبرةً أنه “نتيجة الاتفاق السعودي – الايراني وفي حال التزمت إيران بكل بنوده سيكون هناك ضغط على الحزب لعدم تجاوزه الأمور الأساسية في البلد وبالتالي سنكون أمام مرحلة جيدة وسهلة”.

ليس بعيداً، استكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب جولته أمس، فزار مقر حزب “الكتائب” في الصيفي، حيث أكد أن النقاش مستمر، وجولته ليست مبنية على أسماء، وتم التوافق على الطريق التي سيصار إلى السير بها، مشدداً على أنه لا ينتظر الحلول من الخارج، وأن المبادرة التي يقوم بها ليست تكليفاً من أحد وهدفها مدّ جسور للتحاور وليس لاقتراح رئيس معيّن.

إقليمياً، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الايراني إبراهيم رئيسي الذي جرت له مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى قصر الشعب في دمشق. ولم ينس الأسد تشديده على حفظ الحصة الايرانية في إعادة إعمار سوريا، مؤكدا لضيفه أنه “يجب أن يكون هناك حضور فاعل لإيران في إرساء السلامِ المستقر والدائم وإعادةِ بناءِ سوريا”، في ما يبدو أنه افتتاح إيراني لمرحلة إعادة الاعمار في سوريا.

وفي تطور خطير دولياً، أعلن الكرملين أن الجيش والاستخبارات الروسيين عطّلا طائرتين مسيرتين حاولتا الهجوم على قصر الكرملين وسط موسكو، التي اتهمت كييف بالتخطيط لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. وأشار الى أن الرئيس لم يصَب بأي أذى جراء الهجوم الأوكراني، الذي وصفه بـ “العمل الإرهابي”. وأكدت موسكو أنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم في المكان والزمان المناسبين.

وذكرت الرئاسة الروسية أن بوتين لم يكن في مبنى الكرملين أثناء الهجوم بالمسيّرتين، إذ كان يمارس مهامه في مقر إقامته في منطقة نوفو أوغاريوفو قرب موسكو.

الاعلان قرأه متابعون أنه سيؤدي إلى تصعيد كبير على الجبهة الأوكرانية، وقد يشكّل ذريعة لتصفية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

شارك المقال