“ود” في جدة بين ميقاتي والأسد… و”الحزب” متفائل أكثر بحظوظ فرنجية

لبنان الكبير

حاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي مثّل لبنان في القمة العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في جدة، طرح الملف اللبناني قدر الامكان، وناشد “الأخوة العرب” أن “يقوموا برعاية نوع من حوار لبناني – لبناني من أجل الوصول الى الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، اضافة الى مساعدة لبنان للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعاني منها”. ونقلت وسائل الاعلام عن مصادر شاركت في القمة أن الرئيس ميقاتي والرئيس السوري بشار الأسد، التقيا لبعض الوقت قبيل دخولهما إلى قاعة المؤتمر، وأن البحث تناول “قضايا مشتركة”، مؤكدة أن “أجواء اللقاء ودية وإيجابية ويبنى عليها مستقبلاً”. إلا أن اللافت أمس على الصعيد الرئاسي كان تفاؤل “حزب الله” المفرط بإمكان انتخاب مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وقد صدرت عدة مواقف من قياداته في هذا الاتجاه.

فقد رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي، أن فرنجية “هو الشخصية المناسبة لرئاسة الجمهورية في هذه المرحلة، ونحن ندعمه وحظوظه ترتفع يوماً بعد يوم”. وأشار خلال لقاء سياسي في بلدة سرعين الفوقا، الى أن “حزب الله يسعى في مجال الاصلاح الاقتصادي، خصوصاً بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جامعة”.

أما نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، فلفت خلال حفل تكريمي في البقاع، الى أن “موضوع الرئاسة اليوم هو نقاش في الأسماء لا في المشاريع”، سائلاً الفريق الآخر أين مشروعه؟ وغمز من جهة سلاح الحزب، معتبراً أن “الفريق الآخر اذا كان يعتبر أن المشكلة هي السلاح فالاستحقاق سيتأخر كثيراً”.

أما عن لقاء ميقاتي – الأسد، فهو أرفع مستوى من اللقاءات بين لبنان وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، فهل هذا يعني أن هناك تطورات في العلاقات اللبنانية – السورية؟ وهل يزور وفد حكومي رسمي سوريا أو يأتي وفد من دمشق إلى لبنان؟ وهل يمكن ذلك قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي؟

في هذه الأثناء، تسارعت التطورات في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قضائياً، وحتى لو تمت تبرئته من التهم جميعاً، فإن ولايته تنتهي في تموز المقبل، ويجب أن يكون هناك رئيس قبل ذلك الاستحقاق، والا ينتقل الفراغ إلى السلطة المالية في البلد، مثلما أصبح ذلك من سمات الرئاسة. وعلى هذا الصعيد، استكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أمس الجزء الثاني من مبادرته، وبدأها بزيارة إلى معراب، حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وأشاع جواً إيجابياً، معلناً عن زيارة ثالثة لم يحدد توقيتها بعد.

واستغرق اجتماع جعجع مع بو صعب ساعة من الوقت، وصفه الأخير بـ”الايجابي”، وهو يأتي في إطار الجولة التي يقوم بها على القيادات السياسيّة، وهدفها مدّ الجسور، والتفاهم والحوار. وقال: “تقدّمنا اليوم خطوة عن المرحلة السابقة، من خلال أسس متفق عليها، ولم يعد من عقبات أمام الخطوة الثانية المتفق عليها من قبل مع الجهات السياسيّة”.

أضاف: “سبق واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل يومين من زيارتي الى معراب اليوم (أمس)، ونأمل استكمالها في الأيام المقبلة، ولا أريد الدخول في التفاصيل، ولو أن الإيجابية موجودة ولكن لا أحد يملك الحلّ السحريّ لجهة انتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن الإيجابيّ في الموضوع هو البدء بالتحاور مع بعضنا البعض في المعطيات الموجودة وقول ما هو الممكن وما هو غير الممكن”.

شارك المقال