“دسم” حكومي… لودريان يقضي حاجته بالكتمان

لبنان الكبير

في عيد الأب انتظر اللبنانيون حراك موفد “الأم الحنون” جان ايف لودريان علّه ينجح في انتشالهم من ميتم الفراغ، وقد وصل الضيف أخيراً أمس إلى بيروت، وتوجه فوراً إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو، ولم يدل بأي تصريح إثر مغادرته، بما يبدو أنه تطبيق لما كشفته السفارة الفرنسية عن أن جدول أعمال الديبلوماسي المخضرم لن يوزع على الاعلام، ولن تكون هناك مؤتمرات صحافية. إلا أن المؤكد أن لودريان سيلتقي القوى السياسية، إما بزيارتها أو بايستدعائها إلى قصر الصنوبر، وقد يطلع سفراء “الخماسي الدولي” على أجواء لقاءاته صباح غد الجمعة عندما سيستضيفهم على الفطور.

وبينما تأخذ القوى السياسية وضعية الصامت إلى حين انكشاف معالم زيارة الموفد الفرنسي، وإذا كانت مجرد استطلاع أم يخفي في جيبه مبادرة غير معلنة، عقدت حكومة تصريف الأعمال جلسة خلصت إلى مقررات دسمة، أبرزها الترقيات العسكرية وإلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة “البريفيه”، في وقت أعلنت فيه “اليونيسيف” في تقرير صادم أن 15% من عائلات لبنان أوقفت تعليم أطفالها بسبب الأزمة.

في المواقف قبيل زيارة لودريان، قال نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “على الرغم من تمسُّكنا بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية نحن ندعو إلى الحوار، لماذا؟ لنسأل بعضنا بعضاً وليُجب بعضنا بعضاً، ونحصر نقاط الخلاف ونبحث عن حلٍّ لها، أمَّا أن يقول البعض نحن لا نريد النقاش ما دام الوزير فرنجية مرشحاً، فهذا أمر مرفوض. لا تستطيعون فرض إرادتكم على شريحة واسعة من اللبنانيين. الطريقة التي اعتمدها الطرف الآخر بالتحدِّي لم تنفع ولن تنفع، فلا نحن قادرون على أن ننجز الاستحقاق وحدنا، ولا أنتم قادرون على إنجاز الاستحقاق وحدكم، فما هو الحل؟ العناد ليس حلَّاً، الحل بالحوار والتلاقي والتفاهم”.

وأصدر حليفه “التيار الوطني الحر” بياناً باسم هيئته السياسية بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل اعتبر فيه أن “الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية إنجلت عن معادلة واضحة تقضي بأن تتواصل الدعوات الى جلسات إنتخاب لإنتاج رئيس عبر التصويت، أو يقتنع الفريق الداعم للمرشح سليمان فرنجية بأن طريق الوصول مسدود وبالتالي تنتقل القوى النيابية الى مرحلة جديدة لإنتاج رئيس بالتوافق على الاسم وعلى الخطوط العريضة لبرنامج العهد وسبل تأمين النجاح له”.

وكان السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني تحدث في ذكرى استشهاد مصطفى شمران قائلاً: “لو كان شمران اليوم حياً لكان يدافع عن التوافق على الساحة اللبنانية للوصول في أسرع وقت ممكن الى انتخاب رئيس. ومن هذا المنطلق، نجدّد دعوتنا إلى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس المعروفة على الساحة اللبنانية، بمعزل عن التسميات المختلفة فهذا شأن لبناني، ولبنان لا يتحمل أن تطول هذه الأزمة”.

أضاف: “نسأل الله أن يكون انتخاب الرئيس بداية حل الأزمة اللبنانية المختلفة، ونحن واثقون بأن الشعب اللبناني بقدراته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها المقاومة سيفتح هذا الباب لدخول لبنان مرحلة جديدة”.

على صعيد جلسة الحكومة التي تعرضت لتصويب حاد من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على حد سواء، بدأها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برد مباشر على الثنائي المسيحي، قائلاً: “فريق وزارة المالية يبذل جهداً كبيراً لانجاز مشروع قانون الموازنة قبل نهاية الشهر تمهيداً لعقد اجتماعات متواصلة لاقرارها… والبعض سيعمد فور اقرار الموازنة الى شن حملة على الحكومة تحت الشعار المعروف أنّ لا صلاحية للحكومة في اقرار الموازنة وهم أنفسهم من يسألون اليوم عن الموازنة”. ودعا الى “الإسراع في انتخاب الرئيس”، مؤكداً “أننا لسنا من هواة افتعال المشكلات وما نقوم به هو لصون المؤسسات وخدمة للناس”.

وفي قرار حظي بالكثير من التساؤلات، أعلن مجلس الوزراء إلغاء شهادة البريفيه لهذه السنة لأسباب لوجيستية تعنى بجاهزية قوى الأمن الداخلي، على أن يتم أخذ القرار بالنسبة الى السنة المقبلة كما أشار وزير التربية عباس الحلبي. التأجيل يأتي بعد تقرير لمنظمة “اليونيسيف” صدر أول من أمس يظهر أن 15% من الأسر اللبنانية أوقفت تعليم أطفالها، مسجلة بذلك ارتفاعاً من 10 في المئة قبل عام واحد، وخفّضت 52 في المئة من إنفاقها على التعليم، مقارنة بنسبة 38 في المئة قبل عام.

أما على صعيد إيجابي وبعد تأجيل لسنوات، فقد أقر مجلس الوزراء “تثبيت متطوعي الدفاع المدني، وكذلك ترقية كل الضباط الذين كانوا موضوعين على جدول الترقية اعتباراً من التاريخ الذي استحقوا فيه الترقية”، وفق ما أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد الجلسة. ووقّع الرئيس ميقاتي، فور انتهاء الجلسة، المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة من رتبة عقيد إلى رتبة عميد إعتباراً من تاريخ 1/1/2020 و1/7/2020 و1/1/2021 و1/7/2021 و1/1/2022 و1/7/2022 بالإضافة إلى مراسيم الوضع على جدول الترقية وترقيات العقداء للعام 2023. كما وقّع مراسيم الوضع على جدول الترقية ومراسيم الترقية للعام 2023 من الرتب كافة لجميع القوى الأمنية التي وردت الى المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء. في المقابل، لم يقرّ مجلس الوزراء البند المتعلق برفع تعرفة الاتصالات والانترنت الثابت المتعلق بهيئة “أوجيرو”.

شارك المقال