“القوات” يتصدى لـ”حوار فرنسا”… بري وميقاتي مع تعيين حاكم

لبنان الكبير

لم يشهد الأسبوع الأول بعد عطلة العيد أي تطور يذكر على الصعيد السياسي، حتى بدأ حزب “القوات اللبنانية” أمس استنفاراً واسعاً للتصدي لمبادرة الحوار التي من المتوقع أن يحملها معه المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لدى عودته المرتقبة الى بيروت، وقد جنّد قوى المعارضة لهذا الغرض.

وبينما يخفت وهج الاستحقاق الرئاسي، يتقدم الاستحقاق المالي تحديداً بعد بيان نواب حاكم المصرف المركزي العالي النبرة، وعلم “لبنان الكبير” أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يحاولان الحصول على غطاء مسيحي من بكركي لعقد جلسة حكومة متعلقة بالتعيينات، أولها حاكمية مصرف لبنان. ويقارب الرئيسان الملف مع بكركي من جهة الموقع المسيحي الأهم بعد رئاسة الجمهورية، ويهدفان من هذه الخطوة الى الحصول على غطاء بكركي و”القوات” في ظل رفض مطلق من “التيار الوطني الحر” لأن تقوم الحكومة بأية تعيينات، ولم تسفر محاولاتهما عن نتيجة حتى اللحظة، وسط عدم حماسة من بكركي.

ويبدو أن هناك من يستغل الفراغ والتخبط الذي تعيشه الادارات الرسمية من أجل إرضاء نائب أو جهة سياسية، وقد قررت الحكومة افتتاح مركز نفوس في منطقة البقيعة العكارية، يبعد أمتاراً عن الحدود اللبنانية – السورية، من دون رقيب أو حسيب عليه، علماً أن هناك قلماً للنفوس مستحدث في عكار يبعد عنه ٣ كليلومترات. وأفيد أن المركز الذي افتتح هو كرمى لعيون النائب محمد يحيى، ما يدفع الى التساؤل عن هدف هذا القلم وهل يعد من الأمور الضرورية اليوم؟ وهل يستوفي الشروط؟ أسئلة توجه الى وزير الداخلية الطامح الى رئاسة الحكومة عبر دعم ممانع، وكذلك توجه الى رئيس الحكومة الذي قبل بهذا القرار.

وتعتبر قوى المعارضة أن فرنسا لا تزال تحاول تغيير نظام الحكم في لبنان والغاء مفاعيل الطائف، ولفتت أوساطها في حديث لـ “لبنان الكبير” الى أن “الرغبة الفرنسية في تغيير الطائف ليست جديدة، وهي تطرح هذا الأمر دوماً منذ مؤتمر سان كلو عام ٢٠٠٧، عندما طرحت المثالثة ووافق حزب الله على هذا الأمر، ولا يمكن اعتبار أن التجاوزات الدستورية التي اعتمدها الحزب ويحاول تثبيتها بالممارسة في آخر عقد ونصف العقد من الزمن، إلا أنها تندرج ضمن محاولة فرض المثالثة، على الرغم من ادعاءاته بالتمسك بالطائف والحرص عليه”.

وفي هذا السياق، غرّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر حسابه على “تويتر” كاتباً: “الفريق الآخر بارع في الاعلام والدعاية. هو لا يفعل شيئاً إلا الدعاية والاعلام لذلك هو فاشل في كل شيء آخر. لا خطط ولا ملفات. هل تتصورون أنه في عز دين ملف الرئاسة اليوم والتعطيل المقصود يغمضون أعينهم ويطبلون للحوار؟ كل ما يريدونه هو تعطيل الرئاسة لتعديل الطائف.”

ورأى عضو كتلة “الكتائب” النائب الياس حنكش أنه “لا يمكن الذهاب إلى حوار لمجرّد تمرير الوقت ولغرض إقناعنا بمرشح حزب الله سليمان فرنجية ولا يمكن للنائب محمد رعد أن يقول لنا: لنر مَن نفسه أطول، لأن الموضوع ليس صراعاً في حلبة بل موضوع وطني بامتياز ويجب علينا جميعاً إنقاذ لبنان ممّا وصل إليه”.

على الضفة الأخرى، أشار رئيس المجلس التنفيذي لـ “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين الى أن “حزب الله لم يناقش مسألة تعديل إتفاق الطائف”، وقال: “في حال طُرح الأمر، فنحنُ آخر من سيعطي رأيه في الموضوع”.

وسأل عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قبلان قبلان: “لماذا الانكار بأن يكون لنا الحق أن ندعم مرشحاً ما حتى لو كان هذا المرشح قديساً؟ لماذا رفض الحوار؟”، معتبراً أن “القصة أكبر من رئيس الجمهورية، لماذا ممنوع على المجلس النيابي العمل وممنوع على الحكومة أن تعمل؟”. وأكد أن “تعطيل البلد لا يفيد أحداً، لماذا العودة بالبلد الى حقبة تاريخية تحكمت فيها الأنانية والكيدية والمزاجية؟”.

وفي تطورات الحادثين الأمنيين اللذين هزا لبنان هذا الأسبوع، أصدرت قيادة الجيش بياناً أكدت فيه أن الضحية الثانية في القرنة السوداء قتلت بنيران عناصره، وذلك بعد أن ردت وحدات الجيش على مصدر فتح عليها النار، مشيرة الى أن “مديرية المخابرات باشرت بناء على إشارة النيابة العامة التمييزية، إجراء تحقيق فوري وأوقفت عدداً من المتورطين الأساسيين. وعليه، بعد إنجاز التحقيقات، وبناء على إشارة النيابة العامة التمييزية، أطلِق سراح عدد من الموقوفين رهن التحقيق وأحيل 11 موقوفاً على القضاء المختص”.

أما عن جريمة بر الياس، فقد أشارت معلومات صحافية الى أن مطلق النار على المصلين توفي متأثراً بجروحه، التي تعرض لها خلال اشتباكه مع الجيش.

شارك المقال