مشاكسة تموزية… “ترسيم” أزمتين عبر الحدود؟

لبنان الكبير

المشاكسات على الحدود الجنوبية بين “حزب الله” واسرائيل مستمرة، بالتزامن مع الذكرى 17 لحرب تموز، بحيث أصيب 3 شبان اقتربوا من السياج بعد أن أطلق عليهم الجيش الاسرائيلي النار، لترتفع المخاوف من تطور المشاكسة الى مناوشات وربما الى مواجهة مفتوحة كون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاج إلى أي حدث عسكري، يهرب به إلى الأمام من الأزمة السياسية الحادة داخل الكيان، ولا يمكن معرفة إلى أي مدى سيذهب في هذا الأمر. أما “حزب الله”، وعلى الرغم من أنه تبرأ من كلام الشيخ صادق النابلسي، إلا أن الجميع يعلم أن عرض عضلاته ولو بأي شكل، سيتسبب بضغط على السياسة اللبنانية، بل انه سيجر بعض الدول الاقليمية الى التعامل مع الواقع، وقد يكون الهجوم المستجد لبعض من يدورون في فلكه على اتفاق ترسيم الحدود، في هذا الاطار، كون الاتفاق يفترض أن يفرض هدنة بين لبنان واسرائيل أقله لعشر سنوات.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، صوّت نواب البرلمان الأوروبي وبغالبية ساحقة على قرار يدعم بقاء اللاجين السوريين في لبنان، في خطوة استفزازية لم تصدر بعد المواقف الرسمية بشأنها، ربما بانتظار التشاور حول موقف موحد، ولكن من المؤكد أن الغالبية ترفض التوطين، وقرار الأوروبيين هدفه منع موجة نزوح من لبنان إلى بلادهم، ضاربين عرض الحائط بمصلحة لبنان وسيادته، تحديداً أن الدعم الأوروبي لبقاء اللاجئين لن يكون عبر الدولة اللبنانية بل عبر المنظمات غير الحكومية، المفرّخة بالمئات منذ بدء النزوح السوري.

وكتب النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تياري مارياني عبر حسابه على “تويتر”: “كما قد أعلنت في الأمس، صوّت الآن البرلمان الأوروبي بغالبيّة ساحقة على قرار يدعم بقاء النازحين السوريين في لبنان. ومن بين المسؤولين الفرنسيّين المنتخبين، فقط التّابعين للراسابلومان ناسيونال صوّتوا ضدّ هذه الاهانة للّبنانيين ولمستقبلهم”.

وفي انتظار الرد الرسمي اللبناني، كان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان يلتقي في العاصمة السعودية الرياض المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار العلولا، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، والبحث في آخر تطورات الملف اللبناني. كما تمت مناقشة المستجدات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

فيما نفى مصدر سعودي لموقع “لبنان الكبير” ما يتم التداول به عن مبادرات تدعمها المملكة لتكوين تكتلات نيابية سنية أو غيرها، مشدداً على أن المملكة لم تكلّف أحداً أو أي شخصية بتمثيلها أو تكوين تكتل أو مبادرة، فالممثل الوحيد للمملكة هو السفير السعودي وليد بخاري، وأي مبادرات من أشخاص يدّعون تمثيل المملكة هي مبادرات “مشبوهة”. ولفت الى أن المملكة على موقفها الثابت تجاه لبنان وأمنه واستقراره واتمام الاستحقاقات الدستورية والاصلاحات والالتفات الى مصلحة لبنان واللبنانيين.

وفي السياق الرئاسي أيضاً، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال استقباله في معراب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا، قبيل مغادرتها الى نيويورك، “ضرورة إقلاع الفريق الممانع عن سياسة التعطيل التي ينتهجها والتوجه الى المجلس النيابي، وعدم الخروج منه قبل انتخاب الرئيس العتيد الذي طال انتظاره”. وأوضح لفرونتيسكا أن “الحل الوحيد يكمن في انتخاب رئيس جديد للبنان، قادر على إعادة تشكيل السلطة وبالتالي الانطلاق نحو الاصلاح ومعالجة كل المسائل العالقة”. وأطلع ضيفته على أن “تمسّك فريق الممانعة بالحوار وفق الشكل الذي يطرحه، بهدف تشتيت الأنظار وتضييع الفرصة السانحة أمام اللبنانيين”.

في المقابل، أشار نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الى “أننا قلنا مراراً وتكراراً لا حلَّ إلَّا بالحوار وندعو الجميع إلى ذلك، وليكن واضحاً أنَّ الحوار الذي ندعو إليه هو حوار حول الاستحقاق الرئاسي، بمعنى أنَّه في حال كان هناك بعض النقاط التي يمكن أن تناقش فتساعد في تسريع الاستحقاق الرئاسي فنحن جاهزون، لكن ليس مطروحاً لدينا أن نناقش الآن أمور النظام السياسي، ولا مطروح لدينا أن نناقش تعديل الطائف فنحن لسنا مع تعديله أصلاً، ولا أن نطرح المثالثة ولسنا من دعاة العمل على إحياء مؤتمر تأسيسي”.

على ضفة التوترات على الحدود، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الذي قال عن توسيع صلاحيات قوات “اليونيفيل” في الجنوب: “هناك اتفاق عقد عام 2006 وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الرقم 1701 وهناك عمل على الأرض بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلاقة بينهما. نحن نريد أن تقوم قوات اليونيفيل بواجبها من دون مشكلات، ولذلك والأفضل لها، وهي على قناعة بذلك، أن يواكبها الجيش اللبناني”. وأشار الى أن “الجيش ليست لديه هذه الامكانات بعد، وهو يزيد عديده في الجنوب ولكنه يهتم بالأمن في كل البلد. هناك تعاون كامل في الجنوب، ونحو 80 بالمئة من دوريات الأمم المتحدة تتم بوجود الجيش اللبناني، ونريد أن تكون النسبة أكثر كي لا يواجهوا مشكلات، لأن الاهالي يشعرون براحة أكثر بوجود الجيش”.

شارك المقال