سيناريو مالي يهدد لبنان… والدوحة تختبر الرئاسة

لبنان الكبير

فيما يقف البلد على مفترق طرق بين فراغ رئاسي يشلّ مؤسساته ويعطلها وقرارات داخلية وخارجية منتظرة ربما تعوق ساعة الفرج، ينتظر اللبنانيون ماذا سينتج عن الاجتماع الخماسي الذي سيعقد في الدوحة اليوم لمتابعة الأزمة الرئاسية. ويعيش المواطن حالة من الخوف والهلع نتيجة التلاعب بالدولار الذي استمر صعوداً وهبوطاً في اليومين الماضيين، والأسوأ سيزيد الطين بلة خلال الساعات المقبلة مع القرار النهائي الذي سيصدر عن نواب الحاكم الأربعة الذين سيجتمعون ويقررون إستقالتهم أو عدمها قبل انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة.

وبعدما تصاعد سعر صرف الدولار ولامس عتبة الـ99 ألف ليرة في السوق السوداء، لا أحد يعلم اللعبة التالية ولا مدى الصعود الهستيري في حال قرر نواب الحاكم الأربعة إعلان الاستقالة الجماعية. وانطلاقاً من هذا السيناريو الخطير، رأت مصادر نيابية مطلعة عبر “لبنان الكبير” أن “قرار النواب الأربعة لا يمكن معرفته وسيكون بمثابة سيناريو اللحظة الأخيرة لأن قرارهم بالاستقالة غير محسوم بعد، مع العلم أن الحكومة ستكلفهم متابعة تصريف الأعمال وهذا ما يلزمهم وظيفياً القيام بالأعمال المطلوبة”، معتبرة أن “الأمور في حال ذهبت الى مزيد من الفوضى العارمة وعدم الرغبة في العمل، فهذا السيناريو سيكون خطيراً وسيوصلنا الى انفلات في السوق السوداء وعجز كبير عن لجم السعر، وهذا حكماً سيولد مشكلة كبيرة في المرحلة المقبلة، وهناك حركة تؤكد أن هناك صيغة تصاعدية للدولار في الأيام المقبلة لأن الامور تتأزم أكثر وأكثر وخصوصاً في موضوع صيرفة”.

وبينما تتجه الأنظار نحو الاجتماع الخماسي وما سيحمل في طياته من تطورات تعّجل في إنهاء أزمة الشغور العالقة رئاسياً، أكدت أوساط نيابية لـ”لبنان الكبير” أن “لا جديد رئاسياً ولا معطيات دقيقة حول النتيجة النهائية للاجتماع الخماسي المقبل، فكل دولة من الدول الخمس اتجهت الى الدوحة حاملة في جعبتها طرحاً محدداً، ولنتتظر الساعات المقبلة لمعرفة ماذا سينتج عن هذا الاحتكاك الأميركي – الفرنسي – السعودي – المصري – القطري وعن خلطهم للأوراق”.

ورأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “حدة الأزمة السياسية تشتد يوماً بعد يوم، وتسرّع في الانهيار على المستويات المالية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية كافة، وهي توجب في أسرع وقت المسارعة إلى توافق وطني لإنقاذ البلد”.

ومتابعةً لملف اللاجئين السوريين وبعد اعلان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب قرار تنحيه عن ترؤس الوفد الوزاري الى سوريا لبحث آلية العودة، أوضحت وزارة الخارجية في بيان أن جدول أعمال الوزارة في الأشهر المقبلة “حافل بالمناسبات وهذا يتطلب حضوراً ومشاركة رفيعة المستوى”. وفي هذا السياق، أشارت مصادر حكومية معنية الى أن “قرار زيارة الوفد الى سوريا اتخذ في مجلس الوزراء وهو قرار قائم لكن بو حبيب اعتذر عن ترؤس الوفد لذلك سيصار الى تعديله لاتمام المهمة القائمة”، معتبرةً أن “كل ما يقال عكس ذلك لا صحة له على الاطلاق”.

وعلى صعيد الأوضاع المتوترة جنوباً، رأى مصدر عسكري سابق أن “سيناريو حرب شاملة شبيهة بحرب تموز مع اسرائيل لن يحصل، بل هناك احتمالية لوقوع عملية عسكرية محدودة، وتبادل قصف بين اسرائيل وحزب الله ممكن لكن ميزان القوى سيكون لصالح اسرائيل وليس لصالحنا”.

إلى ذلك، أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد “أننا عندما نقول الدولة، نعني المسؤولين فيها وكلّ الذين يتعاطون الشأن السياسيّ والحزبيّ. الجميع في لبنان والخارج يشتكون من الفساد السياسيّ والماليّ والإداريّ والتجاريّ والأخلاقيّ حتى فقدان الحياء البشريّ، وموت الضمير الإنسانيّ والوطنيّ، والإستعباد لأصنام السلطة والأشخاص والمال والسلاح والمصالح الشخصيّة والفئويّة، حتى تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتدمير المؤسّسات الدستوريّة”، معتبراً أن “هذه كلّها جريمة نكراء بحقّ الدولة ومؤسّساتها وبحق الشعب اللبناني. وليعلم جميع المعنيّين أنّهم مدانون من الله والناس”.

اما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فشدد على أن “الفساد المستشري في المؤسسات العامة بحاجة إلى اقتلاع من الجذور، لأنه من غير المقبول أن يتحكم أزلام الزعماء بحياة الناس، فيمتنعون عن تسهيل معاملاتهم من أجل تحصيل رشوة، عوض السهر على المصلحة العامة”.

شارك المقال