عين الحلوة تبكي… الدولار يضحك

لبنان الكبير

فجأة اضطربت الأوضاع الأمنية وانفجرت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، ولم يكن لذلك علاقة بنهاية ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ولا بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، الذي تراجع إلى عتبة 88 ألف ليرة في عطلة نهاية الأسبوع. واشتدت وتيرة الاشتباكات بعدما انتشر خبر مقتل مسؤول الأمن الفلسطيني في المخيم وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى ورافقها توتر أمني وإدانات بالجملة لما حدث.

وفي هذا السياق، رأت مصادر مطلعة عبر “لبنان الكبير” أن “توقيت هذه الاشتباكات مشبوه بالتزامن مع التطورات في المنطقة والخلاف داخل الكيان الاسرائيلي”، متسائلة عن تزامن بدء الاشتباكات مع زيارة مسؤول السلطة الفلسطينية الى المخيم منذ يومين.

وتسارعت الاشتباكات واشتدت وتيرتها بعد انتشار خبر مقتل قائد الأمن الوطني في صيدا العميد في حركة “فتح” أبو أشرف العرموشي مع 3 من مرافقيه، اثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم، كما أفيد عن إصابة جندي من الجيش اللبناني نتيجة سقوط قذيفة “طائشة”، فيما تم إجلاء مرضى مستشفى صيدا الحكومي المجاور للمخيم بعدما طاول الرصاص محيطه، واثر ذلك عمد عناصر من قوى الأمن الداخلي الى قطع السير على الأوتوستراد الجنوبي الشرقي في منطقة الغازية، حرصاً على سلامة المواطنين .

وأوضحت “عصبة الأنصار” الاسلامية في مخيم عين الحلوة في بيان أنها لم تشارك في الاشتباكات الدائرة وتعمل منذ اللحظة الأولى على وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع. فيما إجتمعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك بحضور وفد من قيادة حركة “أمل” وممثل عن “حزب الله” وممثل عن الشيخ ماهر حمود، وتم الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار في المخيم والعمل من الأطراف كافة على سحب المسلحين من الطرق وضبط الوضع داخله، بالاضافة الى تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية بإشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك تسعى للوصول الى الحقيقة حول اغتيال العميد العرموشي ورفاقه وتسليم الفاعلين الى الأجهزة والسلطات الأمنية المختصة في الدولة اللبنانية، وعلى الرغم من كل هذه الاجتماعات لم تتوقف الاشتباكات.

في هذه الأثناء، أعلنت وكالة “الأونروا” وقف جميع خدماتها في مخيم عين الحلوة، فيما أعلن محافظ الجنوب منصور ضو توقف العمل في سرايا صيدا اليوم.

رئاسياً، لا جديد خصوصاً وأن القوى السياسية تنتظر عودة المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان الى لبنان وإجتماعها الخريفي المتوقع في أيلول المقبل، في وقت تتجه الأنظار الى نائب الحاكم الأول وسيم منصوري الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم الاثنين. ووفق معلومات “لبنان الكبير” فان “المؤتمر سيكون تقنياً بإمتياز وسيحدد منصوري أموراً معينة لكيفية تسيير الأعمال بعد شغور الحاكمية. وسيتحمل نواب الحاكم مسؤولياتهم ولن يتجهوا الى الاستقالة”.

وبعد عودة اللقاءات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، أكدت مصادر من الطرفين لـ”لبنان الكبير” أن “العلاقة ايجابية جداً الى حد كبير وتجري مناقشة كل النقاط التي اختلفنا عليها، وأرضية الحوار هادئة ومثمرة”.

وحول أحقية مقايضة رئيس التيار جبران باسيل اللامركزية الادارية والمالية والصندوق السيادي للثروة النفطية برئيس الجمهورية، أوضحت أوساط نيابية في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “اللامركزية الادارية أقرت في اتفاق الطائف وتُعد حقاً طبيعياً، لكن اللامركزية المالية لم تقر وغير واردة اطلاقاً تخوفاً من تقسيم البلاد”.

أما عن طرح باسيل مجلس شيوخ واعطائه الصلاحيات الكيانية ويتم انتخابه على أساس القانون الأرثوذكسي، فرأت الأوساط عينها وجوب “إنشاء مجلس الشيوخ بعد انتخاب أول مجلس نيابي غير طائفي، ولا يمكننا اليوم انتخاب مجلس شيوخ بغياب قانون انتخابي غير طائفي، وفريق باسيل إعتاد إضاعة البوصلة، فهذا القانون الانتخابي الحالي مخالف للدستور من جهة ولاتفاق الطائف من جهة أخرى، ويجب اقرار قانون جديد يتوافق مع الطائف وبعدها ننشئ مجلساً للشيوخ ولا يمكننا التحدث بكلام باسيل والغاء الطائفية السياسية كبند وحده”.

إلى ذلك، من المقرر أن تعقد حكومة تصريف الأعمال جلسة اليوم في السراي الحكومي لمناقشة الميزانية قبل المصادقة عليها ورفعها إلى مجلس النواب لإقرارها.

وقال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد: “خسر الإنسان إنسانيّته وبهاء صورة الله فيه، فأصبح شريراً، هذا هو مكمن إنهيار العمل السياسيّ عندنا في لبنان، فبدلاً من أن يبني، نراه يهدم، بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ أحد عشر شهراً، وصولاً إلى تعطيل المجلس النيابيّ الذي أصبح هيئة ناخبة وفاقدة حقّ التشريع، وإلى جعل الحكومة محصورة بتصريف الأعمال وبالتالي فاقدة حقّ التعيين، وصولاً إلى إسقاط المؤسّسات الدستوريّة والإداريّة الواحدة تلو الأخرى”.

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده فذكر بأن “الذكرى الثالثة للحدث الأليم الذي أصاب قلب العاصمة بيروت، فقتل وشرّد وهجّر، تحل بعد أيام قليلة. الرابع من آب 2020 ذكرى لن تغيب عن وجدان أي لبناني أينما حل، فكيف بأبناء بيروت الذين دفعوا من أرواحهم وفلذات أكبادهم وأملاكهم ثمن جريمة لا يرتكبها من في صدره قلب لحمي ينبض بالانسانية، أو من يحمل ضميراً واعياً يدلّه على الخير ويردعه عن كل شر وأذى؟”.

شارك المقال