لقاء تحضيري بين صفا وباسيل… السعودية تؤكد: التحذير بسبب عين الحلوة

لبنان الكبير

دولة تندلع في أحد المخيمات على أراضيها الاشتباكات من دون أن تحرك ساكنا. دولة تصاب فيها طفلة صغيرة بطلقة نارية بسبب ابتهاجات جاهل حصل على شهادة رسمية، ولا يحصل تحقيق ولا ملاحقة مطلقي النار. دولة يحصل اشتباك بالأسلحة النارية بين مجموعات بسبب القمار في أحد مناطقها، ولا يتم إيقاف أي من المتورطين. دولة تشتعل فيها نيران الحرائق ولا تمتلك الإمكانيات اللازمة لاطفائها، كما حصل على في معمل للقماش على طريق المطار واستمر 6 أيام… هي دولة تعاني في معالجة الأمور البديهية في أي دولة أخرى، حتى الدول التي تشهد نزاعات مسلحة لا تعاني في تأمين رواتب الموظفين لديها، والأمر ليس بسبب الانهيار الاقتصادي فحسب، بل بسبب الخلاف بين الحاكمية والحكومة، حيث يرفض حاكم المصرف المركزي بالوكالة إقراض الدولة، بينما تحاول الحكومة إيجاد حل عبر إعطاء الرواتب بالليرة، بعد توقف منصة صيرفة

…هي دولة التلاعب بالمواطنين لدرجة قد تحيي غوستاف لوبون من قبره ليكتب فصلا جديدا من سيكولوجيا الجماهير. بعد كل كذلك يأتي من يبني سيناريوهات وفرضيات عن دول تحترم مواطنيها، وتطلب منهم أخذ الحذر في لبنان، بينما الأمور واضحة كعين الشمس، وقد أكد السفير السعودي وليد بخاري ما كان أورده سابقا موقع “لبنان الكبير” حيال بيان سفارة المملكة العربية السعودية التحذيري، وأشار أن “دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة وأن المملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا ولا يمكن أن تفرط بهذا الموضوع”، لافتاً إلى أن “المملكة كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان وان الفترة المقبلة ستثبت ذلك إن توصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم”.

أكبر الأزمات اللبنانية هي الاستحقاق الرئاسي، الذي يدخل شهره العاشر بالفراغ القاتل، بل أن القوى السياسية تبدو أنها أخذت عطلة من هذا الاستحقاق منتظرة عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، في أيلول المقبل، ولا يسجل أي تحرك رئاسي إلا بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فان لقاء تحضيرياً عقد بين مسؤول وحدة التّنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا وجبران باسيل، وذلك لوضع نقاط التوافق على ورقة ينقلها صفا الى قيادة الحزب، التي تعود بدورها لمناقشتها خلال الاسبوع الحالي. لكن من الواضح ان كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري امس أوحى باعتراض على مطالب باسيل التي تتجاوز ما أعلنه في خطابه الاخير وتطال مراكز ومواقع وحصص وزارية.

واعتبر رئيس “تكتل الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن من يقاطع الشخص الذي يختاره “حزب الله” رئيسا، لا يريد رئيس للجمهورية، وهو عن قصد أو غير قصد ينفذ مخطط مرسوم في أن يبقى الفراغ في البلد قائما وتنهار مؤسساته. ولفت رعد إلى أن “الإسم الذي ندعمه لرئاسة الجمهورية يأتي بضمانتنا، ومنفتح على جميع شركائنا في الوطن، ومن شأنهم إما أن يتبادلوا معه الخدمات والمصالح الوطنية أو أن يقاطعوه”.

بالمقابل شدّد عضو “تكتّل الجمهورية القوية” النائب فادي كرم على أن “التسوية المقبولة فقط هي تسوية الشراكة والحلّ هو عبر الدولة”. وقال في حديث إذاعي: “هناك فريق لبناني غير مقتنع بالدستور ويريد تغييره ليصبح دستوراً ديكتاتورياً وهو يرفض مفهوم الشراكة كلياً، فحزب الله هو مشروع تغيير للثقافة اللبنانية”. وأشار كرم إلى أن “الدستور هو من يؤمّن الشراكة، ومن يحترم الشراكة يحترم الدستور”، لافتاً إلى أن “هناك طرفاً يقول: أنا لديّ السلاح والصواريخ فهل يجوز ألا يُترجمها في السياسة؟”.

واعتبر رئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل أن “الانتخابات الرئاسية مفصلية وبالتالي لا يمكن مقاربة هذا الملف سوى باللحمة وتشكيل جبهة متماسكة للدفاع عن حقوق اللبنانيين من دون الذهاب الى البحث عن مصالح خاصة او تسويات جانبية او اتفاقات ثنائية مشيراً الى استمرار الاجتماعات بين افرقاء المعارضة للخروج بمشهدية مشتركة واعلان موقف موحد من المرحلة المقبلة”.

وإذ يعقد غدا اللقاء الوزاري في الديمان، مع كل الجدل الذي أثير حوله بين مشارك ومقاطع، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر أمس في السرايا خصصت لمتابعة البحث في موازنة العام 2023.

وعن موضوع الاستقراض، اكد وزير المالية يوسف خليل ان “رواتب القطاع العام مؤمنة وستعقد اجتماعات جدية هذا الأسبوع مع نواب الحاكم للتوصل الى صيغة بموضوع استقراض الحكومة”.

وفيما أفادت معلومات بأن الحل المطروح هو أن يحيل وزير المال الرواتب على مصرف لبنان بالليرة اللبنانية، وتحول إلى المصارف الخاصة، عُلم أن الرئيس ميقاتي تمنى على وزير المال تزويد مجلس الوزراء بالارقام المتعلقة بحقوق السحب الخاصة، ما يؤشر إلى أن الرواتب والأدوية سيتم صرفها من قنوات السحب الخاصة بعد تعذر تأمين التشريع المطلوب لتغطية الصرف من الاحتياطي.

في الشأن الإقليمي والدولي، أكدت قيادة الأسطول الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقرا له، وصول أكثر من 3000 مارينز إلى الشرق الأوسط في السادس من آب الجاري، وذلك كجزء من خطة وزارة الدفاع المعلنة سابقا، لافتا إلى أن السفينة الهجومية البرمائية “يو أس أس باتان” وسفينة الإنزال “يو أس أس كارتر هول” دخلتا البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيم هوكينز لوكالة “فرانس برس” أمس إنّ عملية الانتشار تؤكد “التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي… تضيف هذه الوحدات مرونة وقدرات تشغيلية كبيرة حيث نعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء الدوليين لردع النشاط المزعزع للاستقرار وتخفيف التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية”.

شارك المقال