بايدن يتبنى لوم الضحية… الفيتو الأميركي يمنع الهدنة الإنسانية

لبنان الكبير / مانشيت

الفلسطينيون كانوا يتبعون تقويم “الطوفان” الذي دخل يومه الثاني عشر، إلا أنهم اليوم بدأوا اعتماد تقويم “مستشفى المعمداني” في غزة، الذي هز العالم، فيما تتلاعب اسرائيل بالرأي العام العالم العالمي عبر لوم تنظيمات فلسطينية بعملية إطلاق فاشلة لصاروخ أصاب المشفى، بمعنى أن الفلسطينيين قتلوا أنفسهم وتنشر مقاطع ومشاهدات لدعم روايتها. واستطاع هواة على مواقع التواصل الاجتماعي من دحض هذه الرواية، غير أن ما يثير الضحك أن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عندما سائله مراسل في مؤتمر صحافي لترويج الرواية عن المصداقية الاسرائيلية، اعترف أنه في السابق كانوا يكذبون، إلا أن كل هذا لم يردع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر لدعم حليفته اسرائيل أمس ، من تبني الرواية العبرية عن قصف المستشفى، ولعله “سيأكل كلامه”، كما يقال في اللغة العامية الأميركية، كما فعل عندما تبنى رواية قطع رؤوس 40 طفل اسرائيلي، فاضطر للتراجع عن كلامه.

في اليوم الثاني عشر للمجزرة طاف العالم العربي، حيث سجلت مواقف عالية اللهجة من قادة الدول العربية تدين اسرائيل والمجزرة وتشريع أميركا لها ضمنا، قيما كانت روسيا تقدم مشروعا في مجلس الأمن يهدف لفرض هدنة انسانية غزة، لم يكتب له النجاح، بسبب الفيتو الأميركي، الذي استخدم بسبب عدم تضمين القرار إدانة لحماس، وفق ما أشار المبعوث الاميركي.

أما لبنانيا فلم يتوقف التسخين على الجنوب وحده أمس، حيث حاول متظاهرون غاضبون اقتحام السفارة الأميركية في عوكر، لتمنعهم القوى الأمنية عبر استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، فيما عملت مجموعات أخرى على قطع طريق الضبية، إلا أن الأحزاب المعنية يبدو أنها عملت على تدارك الأمور وسحبت “غضب الأهالي” من أجل غضب “الأهالي” الأخرين.

في هذه الأثناء استمر التسخين الجنوبي الحدودي ضمن “قواعد” الاشتباك السائد منذ بداية الطوفان، وقد أعلن حزب الله استهداف مواقع عدة أرفقها بالفيديوهات، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي عن تنفيذ هجمات ضد الحزب وبناه التحتية.

وفيما نُظمت وقفات تضامنية في مختلف المناطق اللبنانية استنكارا للمجزرة ودعما لغزة، برز إعلان الجماعة الإسلامية عن تنفيذ جناحها العسكري عملية استهداف صاروخية لقوات اسرائيلية على الحدود.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حل أمس ضيفا في تل أبيب، واجتمع مع نتنياهو والكابينت. وفيما تبنى الرواية الاسرائيلية بما يخص مجزرة مستشفى المعمدان، قال “إن إسرائيل يجب أن تعود مكانا آمنا لليهود، وإنه لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها”. وأشار بايدن إلى ضرورة العمل على حل الدولتين وإدماج إسرائيل في محيطها، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل خلال ما وصفه بالأيام المظلمة.

وبشّر بايدن بأن اسرائيل سمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ليعطف عليه مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أشار فيه أنه “بناء على طلب الرئيس (الأمريكي جو) بايدن، لن تمنع إسرائيل دخول الإمدادات الإنسانية من مصر طالما أنها تقتصر على الغذاء والماء والدواء للسكان المدنيين في جنوب قطاع غزة”. إلا أنه بعد “البشرى” والبيان، استهدفت اسرائيل معبر رفح من جديد بما يبدو أنه رفض لفتح المعبر على أرض الواقع.

وبينما حذر الرئيس الأميركي الدول الأخرى من مهاجمة إسرائيل، تعرضت قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق لهجوم بالطائرات المسيرة، وقد نشرت كتائب حزب الله العراقية مشاهد استهداف القاعدة، ويأتي هذا الهجوم بعد تحذير إيراني على لسان وزير الخارجية حسبن أمير عبد اللهيان، الذي قال فجر أمس أن “الوقت انتهى”، وهو تصريح يستكمل ما قاله قبلها بيوم أن الوقت لمنع اتساع رقعة الصراع بدأ ينفذ.

ويعيش العالم هاجس توسع الحرب إلى خارج غزة، وقد حذر مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط إلى مجلس الأمن من أن خطر اتساع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة “حقيقي جدا وخطير للغاية”.

وقال تور وينسلاند متوجها للمجلس المؤلف من 15 عضوا: “أخشى أن نكون على شفا هاوية عميقة وخطيرة يمكن أن تغير مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إن لم يكن الشرق الأوسط ككل”.

وحذرت عدة دول مواطنيها من السفر إلى لبنان، في اليومين الأخيرين، ودعت السلطات السعودية أمس رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا بعد تصاعد الأحداث في جنوب البلاد حيث يتبادل حزب الله والاحتلال عمليات القصف والاستهداف، خلال الأيام القليلة الماضية. وذكرت السفارة السعودية في لبنان، إنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان، داعية المواطنين كافة التقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو متواجد في لبنان حاليا.

كما دعت السفارة السعودية مواطنيها في لبنان إلى “توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن التي تشهد تجمعات أو تظاهرات”.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية رفعت مستوى تحذيرها من السفر إلى لبنان إلى “عدم السفر”، مشيرة إلى الوضع الأمني المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين إسرائيل وحزب الله.

وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأمريكية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأمريكية في بيروت، بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان.

وقد سبقت أميركا والسعودية عدة دول بينها كندا وسويسرا والكويت، في ظل تصاعد حدة التوترات على الحدود جنوب لبنان.

شارك المقال