استهدافات لقواعد أميركية في المنطقة… والحكومة تستعد للطوارئ

لبنان الكبير / مانشيت

مع تنشيط الجسر الجوي الأميركي لتسليح إسرائيل، وتعزيز الترسانة البحرية الأميركية في شرق المتوسط، تستعد المنطقة لحرب طويلة، ربما الأطول التي تخوضها إسرائيل حتى اليوم، ويتوقع أن تكون لها تداعيات كارثية وفي اتجاهات متعددة، فيما المؤشرات تنذر بأن الأسوأ، من كل ما رأيناه من قتل ودمار، قد تحمله الأيام المقبلة.

وبعد 13 يوماً من العمليات الحربية في فلسطين المحتلة والهاجس من انتقالها إلى بلدهم، يستطيع اللبنانيون أخيراً تنفس الصعداء، بحيث تمكنت أخيراً حكومتهم من الاجتماع لمناقشة التطورات بصورة جدية من دون أن تعرقلها أصوات نشاز الميثاقية والشرعية والدور، وأعلنت أن لديها خطة طوارئ تحسباً لأي تطور على الحدود. أما إسرائيل فاستمرت في محاولاتها الانتقام من الاعلام ومنعه من نقل الجرائم التي يرتكبها جيشها، وذلك باستهداف أطراف بلدة حولا الجنوبية بقصف مدفعي مركز لمنع فريق من الصحافيين من الخروج من البلدة ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر بجروح.

وعلى الرغم من أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة ولا رئيسها نجيب ميقاتي، إلا أن النجيب يستطيع العمل بما بين يديه، ويخفف قدر المستطاع من أي تطورات قد تطرأ على الجبهة الجنوبية، مع بذل أقصى المحاولات بالعمل الديبلوماسي لتجنيب لبنان أتون حرب مدمرة، التي قد تغير وجه المنطقة وليس لبنان فقط إن اندلعت.

في جلسة الحكومة الميقاتية تناول النقاش إنشاء خطة طوارئ بالتعاون مع الوزارات والمرافئ في حال حصول أي تصعيد خارج عن إرادة الدولة وفق ما أكدت مصادر حكومية لموقع “لبنان الكبير”، وأضافت: “تم الاتفاق على التواصل المكثف مع الدول لمحاولة تجنيب لبنان حرباً، بالتزامن مع لقاءات ديبلوماسية مع الدول الصديقة للضغط على اسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان”.

وأوضحت المصادر أن “المجتمعين اتفقوا كذلك على أن يكثف الجيش انتشاره على الحدود، مع احتواء للمظاهرات التي توسعت، ومن المتوقع توسعها أكثر، والعمل على عقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت بناء لرغبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لتهدئة الوضع الداخلي في لبنان”.

وأشارت المصادر إلى “وضع خطط مدروسة حول ملفات الصحة والشؤون الاجتماعية والبلديات واحتياط الدواء والخبز، وفي حال انزلق لبنان إلى الحرب ستعمل الحكومة على تطبيق هذه المقررات قدر المستطاع فلا يمكن الجزم بأننا سنتلقف الحدث ولكن سنقوم بالمستطاع”.

وفيما ترتفع أرجحية توسع الحرب في حال اجتاح الجيش الاسرائيلي غزة، حذر رئيس الأركان الايراني محمد باقري من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى دخول أطراف أخرى. بينما أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن أمر دخول قطاع غزة سيصدر قريباً جداً، مؤكداً للجنود الاسرائيليين أنهم سيرون غزة من الداخل قريباً. ولم يستبعد الجيش الاسرائيلي احتمال وجود مسلحين داخل اسرائيل حتى اليوم، لافتاً الى أن الجيش لم ينته من مسح المنطقة المحيطة بالقطاع، بينما نسبت وسائل إعلام اسرائيلية كلاماً إلى قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان بأن الهجوم البري المتوقع في قطاع غزة سيكون “طويلاً ومكثفاً وصعباً”.

أما في الجبهة شمالية، فقد أشعل “حزب الله” و”كتائب القسام” الحدود أمس، بحيث أعلن الجيش الاسرائيلي رصد 6 صواريخ وأنه يرد على مصادر النيران، ليعود ويعلن في بيان آخر عن رصد 20 صاروخاً على الأقل، فيما تبنى “حزب الله” هجومين وأعلنت “كتائب القسام” استهداف الجليل بـ 30 صاروخاً، بينما نقلت وسائل إعلام اسرائيلية أن مبنى مؤلفاً من 9 طبقات أصيب بصاروخ في مستعمرة كريات شمونة.

وقامت القوات الاسرائيلية مساء أمس بقصف أطراف بلدة حولا الجنوبية والقريبة من موقع العباد الاسرائيلي في محاولة لمنع خروج مجموعة من 9 مدنيين هم عبارة عن 7 صحافيين إيرانيين ومدنيين من لبنان. وأفادت وكالات الأنباء أنه تم تحرير الصحافيين بعد استشهاد أحدهم واصابة آخر.

وكان الجيش الاسرائيلي منع سيارات الاسعاف من نقل المحاصرين في أطراف بلدة حولا وأطلق النار باتجاههم.

وفي تطورات متصلة، أعلنت البحرية الأميركية أن إحدى سفنها في البحر الاحمر أسقطت صواريخ أطلقها عليها المتمردون الحوثيون في اليمن، في الوقت الذي تعرضت فيه القواعد الأميركية في العراق واليمن وسوريا لهجمات متفرقة.

شارك المقال