لبنان منصة استقصاء الموقف الايراني… العرب يتحركون لوقف الحرب

لبنان الكبير / مانشيت

منذ اليوم الأول لـ”طوفان الأقصى” تغيرت الأولويات بالنسبة الى الدول وتحديداُ الغربية تجاه لبنان، فقد أصبح الهاجس الأكبر عندها هو تدخل “حزب الله” في الحرب إلى جانب حليفته الفلسطينية حركة “حماس”. فبعد أن حج سفراء الدول ومبعوثوها إلى بيروت للمساعدة في انتخاب رئيس جمهورية لبنان، أصبحوا يسألون المسؤولين اللبنانيين عن نية الحزب في دخول الحرب ومتى، وماذا قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته؟ وكأن لبنان تحوّل إلى منصة لاستقصاء الموقف الايراني.

ووفق معلومات “لبنان الكبير” فقد أجابهم لبنان الرسمي بأنه يعمل قدر الامكان لتجنب الحرب، إلا أن الدعم الذي تقدمه دول الغرب لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصابه بجنون العظمة لفتح جبهات عدة، وطلب لبنان من زواره الديبلوماسيين الضغط على اسرائيل لوقف التصعيد.

وفي يومه ال ١٤ لم يعد الطوفان هو الحدث، ولا المجازر الاسرائيلية تتسبب بضجة كما كانت في أول أيام الحرب، بحيث خطفت الأضواء التحركات العربية، من السعودية وقمة الخليج – آسيان، إلى لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك في القاهرة، والمواقف بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري من وقف الحرب إلى رفض التهجير إلى سيناء، فيما تعقد اليوم قمة القاهرة للسلام.

وبينما تضغط الولايات المتحدة ودول أوروبية على اسرائيل لتأجيل العملية البرية بغية إعطاء فرصة للجهود القطرية لإطلاق سراح الرهائن، والتي استطاعت أن تؤمن إطلاق سراح رهينتين أميركيتين هما أم وابنتها، طاف العالم بالمظاهرات من المسلمين الذين طالبوا بوقف الحرب على غزة، بحيث احتشد الآلاف في الهند واندونيسيا وماليزيا، بالاضافة إلى الأردن ومصر وتركيا، فيما تنشط حركة الصوت اليهودي من أجل السلام في أميركا، واقتحم متظاهرون يهود الكونغرس الأميركي أول من أمس، فيما من المتوقع أن يشهد العالم المزيد من المظاهرات في الأيام المقبلة بحيث يستحصل ناشطون على تصاريح للتظاهر من أجل وقف الحرب.

وبالعودة الى القمة في مصر التي تعقد اليوم، لا يتوقع أن تتكلل جهود القاهرة بالنجاح، اذ من غير المعروف إن كان سيحضر ممثلون عن الدول الكبرى، الولايات المتحدة، الصين، روسيا وفرنسا، فيما أكد كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني عدم حضورهما.

ولم تحدد مصر أهداف القمة، فالبيان الصادر عن الرئاسة المصرية تحدث فقط عن أنها ستشمل المستجدات في غزة ومستقبل القضية الفلسطينية. وقال الرئيس السيسي أمس: إن “ملايين المصريين سيعارضون أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى سيناء”، مضيفاً: “ان أي تحرك مماثل سيحول شبه الجزيرة إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل”.

ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجدداً أو إكراههم على ترك منازلهم بصورة جماعية مثلما حدث في النكبة عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.

وينتظر الغزاويون دخول المساعدات الملحّة التي تكدّست في الجانب المصري، فيما قال متحدث باسم منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث: “نحن في محادثات معمقة مع كل الأطراف المعنية لتأمين بدء عملية دخول المساعدات الى غزة في أسرع وقت ممكن… يفترض أن تبدأ أول شحنة بالدخول اعتباراً من يوم غد (اليوم) على أقرب تقدير”.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن فرجّح امس أن تعبر أولى شاحنات المساعدات معبر رفح من مصر إلى غزة خلال اليومين المقبلين.

وقال بايدن: “أعتقد أن أول 20 شاحنة ستعبر الحدود خلال الساعات الـ24 إلى 48 القادمة”. وأشار الى أنه حصل على تعهّد من إسرائيل والرئيس المصري بالسماح بمرور المساعدات”.

أما الميدان اللبناني، وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة القصف المتبادل، إلا أنه لم يتخط قواعد الحرب غير المعلنة، بحيث لا تزال معادلة “حزب الله” التي أعلن عنها قائمة، الدم بالدم والتراب بالتراب والأرض المفتوحة بالأرض المفتوحة والمنزل بالمنزل، والمتر بالمتر، حتى لو سقط قتلى من الطرفين، ما زالت اللعبة مضبوطة.

شارك المقال