أكفان موتى مساعدات لغزة … “قمة القاهرة للسلام” بلا ختام

لبنان الكبير / مانشيت

تحت وطأة التحضير للغزو البري الاسرائيلي لقطاع غزة المتوقع في أي لحظة، وتنفيذاً للضغط الأميركي بالتعاون مع قطر، دخلت أول قافلة مساعدات امس عبر معبر رفح إلى القطاع المحاصر، بعد قبول إسرائيل بذلك. 20 شاحنة من المساعدات من ضمنها أكفان دفن الموتى، ما يؤشر الى ما يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، بعد أن وصلت أعداد القتلى إلى 4400، شكلّت النساء والأطفال والمسنون 70% منهم وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وبينما كانت المساعدات توزع في غزة، عقدت القمة الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة، من أجل مناقشة الحرب، والتي سعت الى تفادي نشوب حرب أوسع نطاقاً في المنطقة، وكل ما استطاع الزعماء العرب فعله خلالها كان التنديد بالقصف الاسرائيلي المستمر، من دون أن تتمكن القمة من إصدار بيان ختامي يؤدي إلى احتواء العنف، بسبب الخلاف مع دول الغرب حول ادانة “حماس” وإعطاء الحق لاسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وفي جنوب لبنان، يستمر التصعيد بين اسرائيل و”حزب الله” الذي تسانده فصائل فلسطينية وأخرى لبنانية أعلنت عن تنفيذ عمليات انطلاقاً من الجنوب أمس، فيما يضغط الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح المتشددين في حكومة الحرب الاسرائيلية وكذلك “حزب الله” والفصائل الايرانية التي توجه رسائل صاروخية إلى الولايات المتحدة عبر قواعدها في العراق وسوريا.

وأفادت وسائل الاعلام بأن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت حاول الدفع نحو توجيه ضربة استباقية للحزب، إلا أن الضغط الأميركي على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دفعه الى عدم السير بهذه الفكرة، ولكن مجريات الميدان يمكن أن تغير ذلك.

ويبدو أن “حزب الله” مستعد للمعركة غير آبه بالرسائل التي تصله وبالوساطات الدولية، اذ أعلن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم “أننا اليوم في قلب المعركة ونحقق انجازات فيها، وإذا تطلّب الأمر منّا أكثر من ذلك فسنكون في الميدان حاضرين مع المقاومة كجزء لا يتجزأ في مشروع المواجهة كي لا تنتصر اسرائيل”. وقال: “ليكن واضحاً أنه كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخّلنا أكبر، فسنفعل ذلك”.

وتوجه قاسم الى “من يتصل بنا” بالقول: “أوقفوا العدوان لتتوقف تداعياته واحتمالات توسعه وإلاّ مع الاستمرار فلا يمكن لأحد أن يضمن شيئاً، ولسنا مضطرين لأن نذكر لأحد ما هي خطتنا للمستقبل”.

في الجبهة المقابلة، قال وزير الدفاع الاسرائيلي خلال تفقده الحدود الشمالية: “لقد قرر حزب الله المشاركة في القتال، وهو يدفع ثمن ذلك. يجب أن نكون يقظين ونستعد لكل سيناريو محتمل”، مضيفاً: “تنتظرنا تحديات كبيرة”.

أما في “قمة القاهرة للسلام” التي لم يتمكن المجتمعون من إصدار بيان في ختامها، فندد الزعماء العرب بالقصف الاسرائيلي على غزة، معلنين رفضهم خطة التهجير الاسرائيلية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “إن الفلسطينيين لن يتم تهجيرهم أو طردهم من أراضيهم، لن نرحل… لن نرحل”.

وأشار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أن  “الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الاسرائيليين”، لافتا إلى أنه يشعر بالغضب والحزن إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية وإسرائيل.

أما راعي القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فشدد في كلمته على أن بلاده تعارض ما سماه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

أضاف: “تقول لكم مصر إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم”.

أما الديبلوماسيون الغربيون فركزوا في كلمتهم فقط على فتح ممرات إنسانية من دون أي حديث عن الضغط لوقف الحرب أو رفض التهجير الفلسطيني.

شارك المقال