تصعيد قابل للانفلات جنوباً…

لبنان الكبير / مانشيت

لا تزال عملية “طوفان الأقصى” تتجلى في أصعب الصور التي تصلنا عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فالغارات وعمليات القصف الاسرائيلي على قطاع غزة لم ترحم طفلاً أو امرأة أو مسناً، ولم تستثنِ المستشفيات ولا دور العبادة، خصوصاً بعدما أعلن متحدث بإسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس، أن إسرائيل قتلت 177 طفلاً خلال الساعات الـ 24 الماضية. وفيما يتواصل القصف على غزة، الحال نفسها عند الحدود الجنوبية بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله”، لا بل باتت تزداد سخونةً وتوتراً ما يشير الى إمكان إتساع رقعة الحرب وإنفلات الأوضاع أكثر فأكثر وسط تحليق للطيران الاسرائيلي على علو متوسط في منطقة البقاع الشمالي والهرمل.

اذاً، لم يغب الفعل ورد الفعل بين إسرائيل و”حزب الله” طيلة يوم أمس، وأعلن الأخير أن عناصره إستهدفوا موقعي بياض بليدا والمالكية، بالاضافة الى موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ناهيك عن موقعي العبّاد ومسكاف بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية موقعاً إصابات مؤكدة، كما نعى الحزب خمسة من مقاتيله.

في المقابل، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه شنّ غارات بطائرات حربية على بنية تحتية لـ “حزب الله” قرب بلدة المالكية، كما طاول القصف مزرعة بسطرة ورباع التبن في مزارع شبعا.

وفي ضوء ذلك، حذر رئيس الوزراء الاسرائييل بنيامين نتنياهو، “حزب الله” من أنه “إذا دخل الحرب فسيؤدي ذلك إلى دمار لا يمكن تخيله للحزب وللبنان”.

في المقابل، شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على أن “حزب الله لا يقصر تجاه فلسطين، ولسنا معنيين بأن نواكب ثرثرات المثرثرين هنا وهناك، ولسنا معنيين بأن نقدم كشف حساب لما نفعله لأحد على الاطلاق”.

أما عضو الكتلة النائب حسن فضل الله فأكد أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله “يتابع مجريات هذه المواجهة هنا في لبنان وما يحدث في غزة ساعة بساعة ولحظة بلحظة، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، كما يشرف على كل المجريات الميدانية والسياسية والشعبية، هو يدير كل هذه المواجهة”.

وفي السياق، حذر وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، الولايات المتحدة وإسرائيل من خروج أوضاع المنطقة عن السيطرة في أي لحظة. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب إفريقية: “ان المنطقة اليوم باتت مثل برميل البارود، وأي أخطاء في الحسابات بشأن ارتكاب المجازر في غزة والتهجير القسري قد تكون لها تبعات صعبة ومريرة على المنطقة ومثيري الحرب”.

وفي حين دخلت بالأمس قافلة مساعدات ثانية عبر معبر رفح من الجانب المصري، أعلن الجيش الاسرائيلي في بيان أن “إحدى الدبابات أطلقت نيرانها عن طريق الخطأ وأصابت موقعاً مصرياً بالقرب من الحدود في منطقة كرم أبو سالم”، مشيراً الى أن “الحادث قيد التحقيق ويتم فحص تفاصيله، وجيش الدفاع يبدي أسفه عنه”.

وأكد المتحدث العسكري المصري اصابة أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة اسرائيلية عن طريق الخطأ ما نتج عنه اصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية.

الى ذلك، كتب رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على منصة “اكس”: “أما وأن البلاد في شبه حالة حرب أيعقل أن تقاطع بعض القوى السياسية وبعض الشخصيات مجلس الوزراء للتمديد لقائد الجيش الحالي ولتعيين رئيس الأركان. كفانا حسابات رئاسية متخلفة فلنكن جبهة عمل واحدة لمواجهة أقصى الاحتمالات”.

شارك المقال