تغير المزاج العالمي تجاه الحرب… جنبلاط يستعد وباسيل يركب الموجة

لبنان الكبير / مانشيت

إستيقظ العالم أمس بعد دخول الحرب في غزة أسبوعها الثالث، ولوحظ تغير ملموس في الموقف الغربي لصالح فلسطين، بعدما كان مؤيداً لاسرائيل 100%، بحيث كان لافتاً كلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من على منبر الجمعية العامة، بأن هجوم “حماس” لم يأت من فراغ، مشدداً على أن “الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاماً للاحتلال الخانق”.

كلام غوتيريس يأتي بالتزامن مع حث الأمم المتحدة إسرائيل على السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، وكلام للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن إسرائيل لا يجب أن تقاتل من دون قواعد، بالاضافة إلى ضغط قطري لكبح جماحها، اذ قال أمير قطر الشيخ تميم بن جاسم آل ثاني: “نحن نقول كفى، لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءاً أخضر غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل، ولا يجوز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان”.

لبنانياً، لا تزال أصوات القصف المتبادل على جنوب لبنان الذي لم يتخطَ القرى والمستوطنات الحدودية بين “حزب الله” وإسرائيل، وسط انعدام الحيلة لدى لبنان الرسمي للقيام بأي شيئ حول الأمر. وفيما اعتبر الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أنه “يجب التحضر للأسوأ كون لا أحد يعرف ماذا تريد إسرائيل”، كان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يحاول أن يركب الموجة للاستثمار في السياسة، فوفق معلومات “لبنان الكبير” أن باسيل حصل على تطمينات بعدم اندلاع حرب، ولذلك بدأ تحركه، عله يقطف الثمار في ملف رئاسة الجمهورية، علماً أن نائبه المتشدد، كان يلمح قبل أيام فقط، الى عدم استقبال نازحي الثنائي الشيعي الا مقابل ثمن يقبضه التيار لاحقاً.

وفيما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 5791، بينهم 2360 طفلاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، التي أشارت الى أن 704 قتلوا خلال 24 ساعة بين الاثنين والثلاثاء، وبدء نفاد إمدادات الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود على نحو سريع، أعلنت الأمم المتحدة أن المساعدات التي سُمح بدخولها حتى الآن لا تلبي سوى القليل جداً من احتياجات السكان المحاصرين، والوقود الذي ما زال ممنوعاً من الدخول أمر حيوي.

وتوسل ريك برينان مدير برنامج الطوارئ في المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط “السماح بعملية إنسانية مستمرة وموسعة ومحمية”. وأشارت وكالات الأمم المتحدة إلى أنها لم تحصل على تأكيدات بأن عمالها للإغاثة سيكونون في أمان للوصول إلى المحتاجين.

وفيما عبّرت حكومات أجنبية عن قلقها من أن يؤدي الصراع إلى اشتعال منطقة الشرق الأوسط كلها، وقعت اشتباكات بالفعل في الضفة الغربية وعلى الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.

وانصبت مخاوف التصعيد الاقليمي على شبكة وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن. وأي تأجيج أوسع نطاقاً للصراع يعرّض للخطر مصالح الولايات المتحدة والأمن في منطقة حيوية لامدادات الطاقة العالمية.

واتهم البيت الابيض ايران الاثنين بـ “تسهيل” شن هجمات على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، وحذر كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن لا سيما وزير الدفاع لويد أوستن من خطر حدوث تصعيد كبير في الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وأن إيران قد تسعى إلى توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل و”حماس”. وأمر أوستن بنشر دفاعات جوية جديدة في الشرق الأوسط لحماية القوات، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي (ثاد).

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع لمراسلي البنتاغون الاثنين: “نرى احتمالاً لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأميركيين على المدى القريب ودعونا نكون واضحين بشأن ذلك، الطريق يؤدي إلى إيران”.

وأرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية وطائرات مقاتلة إلى المنطقة لمحاولة ردع إيران والجماعات المدعومة منها، بما في ذلك حاملتا طائرات.

ولم يتضح متى قد تبدأ إسرائيل اجتياحاً برياً شاملاً، ويواجه جيشها حركة بنت ترسانة أسلحة قوية بمساعدة إيران وتقاتل في منطقة مكتظة بالسكان وتستخدم شبكة أنفاق واسعة.

شارك المقال