أميركا تحصّن دفاعاتها في المنطقة قبل الغزو البري… لا توافق لبنانياً حول الجيش

لبنان الكبير / مانشيت

الطوفان في يومه الـ 18، تخطى حدود فلسطين والقضية الفلسطينية، وأصبح متعلقاً بصراع النفوذ في المنطقة، وعلى الرغم من الهواجس الأميركية من التلهي في الشرق الأوسط، إلا أن حاملات الطائرات والسفن الحربية والأنظمة الدفاعية في طريقها اليه تحسباً لأي عدوان محتمل على القواعد الأميركية على وقع الغزو البري المرتقب لغزة، والذي يبدو أنه تأجل بانتظار اكتمال التحضيرات الدفاعية الأميركية كما تنقل وسائل الاعلام عن مسؤولي البنتاغون. غير أن مسؤولين آخرين ينفون لوسائل إعلام أخرى، العلاقة بين الأمرين وسط عدم صدور أي موقف رسمي حيال هذا الموضوع، ولكن يمكن الاستنباط من كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس بأن الغزو البري سيحصل في الوقت المناسب وبالتشاور، أنه ينتظر التحضيرات الأميركية، كما أن مسألة الأسرى لدى “حماس” قد تكون متعلقة بالمفاوضات التي تخوضها أميركا ودول أخرى معها. وما يزيد من حتمية الغزو هو كلمة الرئيس الأميركي الأميركي جو بايدن، بعد كلمة نتنياهو أن القادم هو حل الدولتين.

أما لبنان، الذي لا تزال حدوده تشهد النيران المتبادلة المضبوطة في إحدى أغرب أنواع الحروب في العالم، فقد فشلت التشاورات فيه لتحصين الجبهة الداخلية، بحل مشكلة الفراغ المرتقب في مؤسسته العسكرية المسؤولة عن الدفاع عن الوطن، حتى أن “حزب الله” يريد انتظام المؤسسة من أجل معادلة “جيش وشعب ومقاومة”، إلا أن لا اسرائيل ولا أميركا ولا “حزب الله” ولا إيران ولا حتى حرب إقليمية أو عالمية، تساوي نقطة في بحر الطموح الباسيلي، الذي يريد أن يقبض ثمن أي خطوة، إن كان في رئاسة الجمهورية، أو في المؤسسة العسكرية، بحيث خرج وزير دفاعه غاضباً من الجلسة التشاورية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بسبب طرح الأخير موضوع التعيينات العسكرية والتمديد لقائد الجيش، فيما كان جبران باسيل نفسه يستكمل جولته التي لا عنوان ولا معنى لها إلا على قاعدة “أنا أجول إذا أنا موجود”، بحيث لم ينتج عنها أي جديد وفق ما أشار رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مؤكداً أن “التيار الوطني الحر” لا يزال على موقفه من الاستحقاق الرئاسي.

وبالعودة إلى حرب غزة والجدال العالمي حولها، رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتهامات إسرائيل بأنه يبرر هجمات حركة “حماس” على إسرائيل في بيانه أمام مجلس الأمن أول من أمس. وقال للصحافيين: “صدمت من سوء تأويل بعض تصريحاتي… كما لو كنت أبرر الأعمال الارهابية التي قامت بها حماس. هذا غير صحيح. كان العكس”.

وكان غوتيريش أعلن أن “من المهم أن ندرك أيضاً أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ. الشعب الفلسطيني يرزح تحت احتلال خانق منذ 56 عاماً”، الأمر الذي استفز سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان فوصف تصريحه بأنه “صادم” ودعاه إلى الاستقالة على الفور.

الى ذلك، أكد الرئيس الأميركي أن لا عودة الى الوضع الذي كان قائماً في 6 تشرين الاول بين إسرائيل والفلسطينيين. وذكر بأن المرحلة اللاحقة يجب أن تتمثل في حل الدولتين وهناك حاجة الى العمل على دمج أكبر لاسرائيل.

وأعرب بايدن عن اعتقاده أن إسرائيل بحاجة الى الدفاع عن مواطنيها وفي الوقت نفسه حماية المدنيين الأبرياء في غزة الذين وقعوا ضحايا للصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”. كما كرر الدعوة إلى حل الدولتين بمجرد أن يهدأ الصراع الحالي.

وفيما قدّر وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التكلفة المباشرة للحرب على قطاع غزة، بمليار شيكل (246 مليون دولار) يومياً، لا تزال الرسائل باتجاه جبهات أخرى مستمرة، بحيث أفاد الاعلام السوري الرسمي أمس عن مقتل ثمانية جنود للنظام في قصف إسرائيلي استهدف عدة نقاط عسكرية في محافظة درعا في جنوب البلاد. وسبق ذلك اعلان الجيش الاسرائيلي في وقت سابق أن مقاتلاته أغارت على “بنى تحتية عسكرية” في سوريا، رداً على صواريخ أطلقت الثلاثاء باتجاه الدولة العبرية.

في المقابل، تستمر لعبة التقاذف الناري بين “حزب الله” واسرائيل على الحدود اللبنانية، وتخطت حصيلة قتلى الحزب الـ ٤٠ مقاتلاً منذ بدء الحرب.

شارك المقال