اسرائيل تهجم براً وجواً وبحراً… غزة وحيدة 

لبنان الكبير / مانشيت
جانب من القصف الإسرائيلي مساء أمس الجمعة والذي وصف بالأعنف منذ بدء العدوان مطلع الشهر الجاري (رويترز)

يحبس العالم أنفاسه بانتظار عودة الاتصالات مع قطاع غزة بعد أن انقطعت أولى ساعات ليل أمس، بالتزامن مع قصف اسرائيلي جوي وبري وبحري عنيف وغير مسبوق منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي أن توسيع عملياته البرية ليس اجتياحاً رسمياً، مؤكداً تكثيف القصف بصورة كبيرة جداً. وبينما أشارت وسائل الاعلام الى حركة دبابات اسرائيلية في القطاع، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة الرئيس جو بايدن تحث إسرائيل على إعادة التفكير في العملية البرية الشاملة واستبدالها بعملية “جراحية” أكثر.

واتهم المكتب الاعلامي لحكومة غزة التابعة لحركة “حماس” اسرائيل بأنها قطعت الاتصالات من أجل ارتكاب المجازر، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أن “جرائم حرب” ترتكب في الحرب بين “حماس” واسرائيل، بينما يسوّق الجيش الاسرائيلي لروايات عن استخدام الحركة المستشفيات في غزة لشن حرب على الدولة العبرية واستخدام المدنيين كدروع بشرية، الأمر الذي يشي بالاستعداد الاسرائيلي لارتكاب فظائع شبيهة بما حصل للمستشفى المعمداني، وسط تشكيك أميركي – اسرائيلي بعدد القتلى التي يعلن عنها، على الرغم من ابراز بياناتهم من وزارة الصحة في غزة.

وشهدت مصر حادثين أمنيين مرتبطين بهذه الحرب، فقد أصيب مبنى بأضرار في منطقة طابا البعيدة أكثر من 200 كيلومتر عن غزة، وأعلن الجيش المصري أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية تحطمت صباح يوم الجمعة بالقرب من مبنى مستشفى في مدينة طابا على البحر الأحمر، قرب حدود شبه جزيرة سيناء مع إسرائيل، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص.

وكذلك سقط “جسم مجهول” بالقرب من محطة كهرباء في منتجع نويبع على ساحل البحر الأحمر في شبه جزيرة سيناء، فيما أعلن الجيش الاسرائيلي أنه رصد “تهديداً جوياً” في منطقة البحر الأحمر وربط ذلك بمقذوف سقط على الأراضي الساحلية المصرية هناك.

وشهدت سوريا أيضاً قصفاً أميركياً متعلقاً بالحرب في غزة، بحيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الرئيس بايدن أمر بضرب منشأتين يستخدمهما الحرس الثوري الايراني والفصائل المسلحة التي يدعمها قرب معبر البوكمال، محذراً من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات وكلاء إيران في المنطقة ضدها.

وبعد تصريحات أثارت الجدل حول تحالف دولي للقضاء على “حماس”، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن عدة دول أوروبية تتطلع إلى بناء “تحالف إنساني” في ما يتعلق بغزة، وإن محادثات تجري مع قبرص واليونان بشأن هذا الأمر.

وكان مجلس الاتحاد الأوروبي أعلن قبوله الاقتراح الاسباني بعقد مؤتمر للسلام في غضون ستة أشهر بشأن الصراع بين إسرائيل و”حماس”، وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانتشيز إن إسبانيا “ضغطت خلال اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 لكي يطالب التكتل بوقف فوري لإطلاق النار، لكن بعض الدول عارض الصياغة”. ولفت الى أنه بدلاً من ذلك، اتفقت الدول الأعضاء على الدعوة إلى “هدنة إنسانية” وفتح ممرات المساعدات للمدنيين في غزة، كوسيلة للتوصل إلى توافق في الآراء. وأشار الى أن الاتحاد وافق في مقابل هذه التسوية، على اقتراح مؤتمر مدريد للسلام، والذي يتضمن مسعى جديداً لإحياء حل الدولتين.

وارتفعت حصيلة القتلى في غزة إلى أكثر من 7 آلاف نصفهم تقريباً من الأطفال. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن رداً على سؤال حول عدد القتلى في غزة: “حصلنا أيضاً على هذه التقديرات التي تشير إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 1000 شخص تحت الأنقاض لم يتم التعرف عليهم بعد”.

وأشار ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين سامر عبد الجابر إلى أن “النقص الحاد في الوقود” قد يجبر البرنامج على وقف تقديم المساعدات الغذائية الطارئة لآلاف الأسر النازحة في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل.

وأعلنت رئيسة برنامج الأغذية العالمي سيندي مكين أن “البيروقراطية المجنونة” عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة تبطئ تدفق المساعدات الانسانية إلى حد أنها تدخل “قطرة قطرة”.

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول وصفته بالكبير أن دولة قطر أبلغت الولايات المتحدة انفتاحها على إعادة النظر في وجود “حماس” على أراضيها بمجرد حل أزمة الرهائن لدى الحركة.

بينما دافع الكرملين أمس عن قرار دعوة موسكو لـ “حماس”، الخطوة التي أغضبت إسرائيل، لافتاً إلى أن روسيا تعتقد أن من الضروري استمرار التواصل مع كل الأطراف في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.

شارك المقال